متلازمة المبيض متعدد الكيسات هي حالة هرمونية تؤثر على المبايض، فهي الأعضاء التناسلية الأنثوية المسؤولة عن إنتاج البويضات.
يصعب تحديد عدد النساء المصابات بهذه المتلازمة بدقة، ولكن يعتقد أنها حالة شائعة جدًا. إذ إنها تصيب حوالي واحدة من كل عشر نساء في سن الإنجاب في المملكة المتحدة، وأكثر من نصف هؤلاء النساء لا تظهر عليهن أي أعراض.
تبدأ هذه المتلازمة بعد البلوغ، ولكن قد لا يتم اكتشافها إلا عند مواجهة صعوبة في الحمل، فهي تعد إحدى أكثر الأسباب الشائعة للعقم. تؤدي المتلازمة إلى انقطاع الدورة الشهرية وتجعل من الصعب التنبؤ بموعدها.
ما هي أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات؟
إن هذه المتلازمة ليست مرضًا بحد ذاتها، بل هي مجموعة من الأعراض التي تختلف من شخص لآخر.
تتجلى الأعراض الشائعة لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات بما يلي:
- انقطاع تام للدورات الشهرية أو عدم انتظامها، وغالبًا ما تتحسن الأعراض المُتعلقة بالدورة الشهرية مع اقتراب سن اليأس.
- صعوبة الحمل.
- تساقط الشعر
- فرط نمو الشعر في مناطق من الجسم غير مرغوبة، مثل الوجه، والصدر، والبطن، والذراعين، وأصابع اليدين والقدمين.
تتضمن العلامات الأخرى المحتملة للمبيض متعدد الكيسات ما يلي:
- البشرة الدهنية
- حب الشباب
- اسمرار البشرة فتظهر بقع داكنة تحت الثديين، وفي الإبطين، أو على الرقبة.
- الزوائد الجلدية.
- ألم الحوض.
- زيادة الوزن، إذ يعاني ما يقارب 50% من المصابات بالمبيض متعدد الكيسات من زيادة في الوزن، وخاصة في منطقة البطن.
- تكيسات المبيض.
- تقلبات المزاج.
في بعض الأحيان، قد لا تسبب المتلازمة أي أعراض، أو قد تكون الأعراض خفيفة جدًا إذ لا تلاحظها المريضة. لذلك، ولأن الكثير من الأمراض الأخرى قد تسبب اضطرابات مماثلة في الدورة الشهرية، فقد يستغرق تشخيص الإصابة بعض الوقت.
أسباب متلازمة المبيض متعدد الكيسات
لم يعرف الأطباء حتى الأن السبب الدقيق لهذه المتلازمة، ولكنه غالباً ما يكون سببًا وراثيًا. ويعتقد أيضًا أنه يتعلق بمستويات غير طبيعية من الهرمونات.
العديد من النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات يعانين من خلل في بعض الهرمونات، بما في ذلك:
- ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون
- ارتفاع مستويات الهرمون الملوتن (LH)
- انخفاض مستويات الغلوبيولين الرابط للهرمون الجنسي (SHBG)
- ارتفاع مستويات البرولاكتين
لكن السبب الدقيق الذي يكمن خلف حدوث هذه التغيرات الهرمونية مجهول وغير معروف.
العوامل المحرضة:
- الوزن الزائد.
- زيادة مستويات الأندروجينات في الجسم وتسمى هذه الحالة فرط الأندروجينية.
- مقاومة الأنسولين.
- الالتهاب المزمن منخفض الدرجة، الذي يتسبب في زيادة إنتاج الأندروجينات في الجسم.
المضاعفات:
تشمل مضاعفات متلازمة المبيض متعدد الطبقات ما يلي:
- صعوبة الحمل.
- مشاكل الأنسولين ومرض السكري.
- المتلازمة الأيضية.
- ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول مما قد يؤدي إلى أمراض القلب والسكتة الدماغية
- الاكتئاب والقلق
- نزيف الرحم وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم وبطانة الرحم
- مشاكل النوم، بما في ذلك انقطاع النفس أثناء النوم
- التهاب الكبد
إضافة إلى ذلك تكون المريضة معرضة أكثر للإصابة بمضاعفات الحمل، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل، وسكري الحمل، والإجهاض.
طرق التشخيص:
يتم تشخيص متلازمة المبيض متعدد الكيسات إذا كانت المريضة تعاني من عرضين على الأقل من الأعراض الثلاثة الرئيسية للمتلازمة. وهذه الأعراض هي:
- دورة شهرية غير منتظمة
- علامات تدل على زيادة إنتاج الجسم لهرمونات الأندروجين، مثل حب الشباب، أو زيادة شعر الوجه والجسم، أو ارتفاع مستوى الأندروجين في الدم
- كيسات المبيض أو تضخم المبايض التي تظهر عند إجراء فحص تصوير بالموجات فوق الصوتية.
علاج المبيض متعدد الكيسات:
هل يمكن الشفاء من المبيض متعدد الكيسات؟
لا يوجد علاج يشفي تماماً من المتلازمة، لكن تعمل الكثير من الطرق العلاجية على تخفيف أعراضها وتساعد على الحمل.
يعتمد العلاج الطبي الذي يقره الطبيب للسيطرة على الأعراض على ما إذا كانت المريضة تحاول الحمل أم لا. من المهم إخبار الطبيب بأمر الحمل، لأن بعض الأدوية قد تضر بالجنين.
تختلف أيضاً خيارات العلاج تبعاً للأعراض، فقد يعاني المصابات من عدة أعراض مجتمعة، أو من عرض واحد فقط.
تتضمن الأدوية التي قد يصفها الطبيب:
- وسائل منع الحمل الهرمونية.
- العلاج بالبروجستين.
- الأدوية التي تحسن حساسية الأنسولين، مثال عنها الميتفورمين.
- حاصرات الأندروجين.
علاج نمو الشعر الزائد وتساقطه:
تستخدم حبوب منع الحمل الفموية المركبة عادةً لعلاج الشعرانية والثعلبة. وفي بعض الأحيان، قد تُوصف أدوية تدعى مضادات الأندروجين لعلاج زيادة نمو الشعر ، ومن هذه الأدوية:
- أسيتات سيبروتيرون
- سبيرونولاكتون
- فلوتاميد
- فيناسترايد
- لعلاج هر الشعر من الرأس، يُنصح باستخدام كريم مينوكسيديل على فروة الرأس.
يمكن التخلص من الشعر الزائد أيضاً باستخدام طرق أخرى مثل النتف، أو الحلاقة، أو الخيط، أو الكريمات، أو عن طريق الإزالة بالليزر، فتستطيع المريضة أن تلجأ إلى:
- التحليل الكهربائي أو العلاج بالليزر.
- مزيلات الشعر الكيميائية (Depilatories).
علاج مبيض متعدد الكيسات للحمل
هل يمكن الحمل مع مبيض متعدد الكيسات؟
بالالتزام بالعلاج تتمكن معظم النساء المصابات من الحمل. ويوجد العديد من الأدوية التي تساعد على الإباضة، ومنها:
- كلوميفين، وهو دواء مضاد للإستروجين.
- إذا لم ينجح الكلوميفين في تحفيز الإباضة، فقد يصف الطبيب للمريضة دواء الميتفورمين لعلاج السكري.
- إذا لم يجدِ كلوميفين والميتفورمين نفعًا، فقد يصف الحكيم أدوية هرمونية تُسمى موجهة الغدد التناسلية.
- ليتروزول، يلجأ لوصفه الأطباء عندما لا تستجيب عملية التبويض للأدوية الأخرى.
توجد خيارات أخرى لتحسين الخصوبة، ومنها:
- الجراحة: إذا لم تظهر أدوية الخصوبة أي فعالية، فقد يُنصح بإجراء جراحي بسيط يُسمى ثقب المبيض بالمنظار (LOD).
- التلقيح الصناعي.
تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات والخصوبة:
يمكن أن يُساعد نمط الحياة الصحي، والذي يعتمد على ممارسة الرياضة بانتظام وضبط الوزن ومستوى السكر في الدم، على تخفيف أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات وزيادة الخصوبة.
إن فقدان 10% فقط من وزن الجسم قد يجعل الدورة الشهرية أكثر انتظامًا.
حمية المبيض متعدد الكيسات
لضبط مستوى السكر في الدم، قد يرى الطبيب أنه من الأفضل الاعتماد على الأطعمة قليلة السكر وبعض الكربوهيدرات.
توجد الكربوهيدرات المفيدة لهذه الحالة في الخضراوات والفواكه الغنية بالألياف. لكن يفضل التقليل من الكربوهيدرات المكررة، والتي توجد في الدقيق الأبيض والأرز الأبيض والبطاطس البيضاء والسكر والأطعمة المصنعة. إذ تتميز هذه الأطعمة بمؤشر غلايسيمي عالي، مما يعني أنها ترفع مستوى السكر في الدم بسرعة.
ويمكن للأطعمة الصحية الأخرى، مثل الدواجن واللحوم الخالية من الدهون والأسماك والحبوب الكاملة، أن تساعد على ضبط مستوى السكر في الدم.
يجب أيضًا تناول وجبات منتظمة، فالالتزام بجدول زمني يحافظ على مستويات الأنسولين ثابتة في الجسم.
بينت بعض الدراسات أن شرب شاي بأوراق النعناع بانتظام قد يُساعد على ضبط مستويات الهرمونات ويقلل من زيادة نمو الشعر في الوجه والجسم لدى مريضات متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
إعداد:
الصيدلانية نور الهدى اسماعيل
اقرأ أيضًا:
عسر الطمث : الأنواع الأسباب والأعراض والعلاج
العقم : الأسباب وعوامل الخطورة وطرق الوقاية