fbpx

الألم الصدري: الأسباب الخطيرة والبسيطة وعلاجها

هل انتابك ذات مرة إحساسٌ مفاجئ بألم أو ضيق في صدرك، ليتسابق إلى ذهنك على الفور سؤال مقلق: هل هذه نوبة قلبية؟

يُعدّ الألم الصدري أحد أكثر الأعراض التي تصيب الأشخاص حول العالم وبمختلف الأعمار، إن لم يكن هو أشيعها على الإطلاق!

له أسباب كثيرة جدًا ودلالات صحية متنوعة ومتشعبّة عن الحالة الصحيّة للفرد.

سنتحدّث في هذا المقال عن أشيع الأسباب وأخطرها وما هي الحالات التي يمكن علاجها في المنزل.

أسباب الألم الصدري القلبية:

الذبحة الصدرية:

يعد السّبب القلبي الوعائي أو ما يُسمَّى الذبحة الصّدريّة أشيع أسباب الألم الصدري وأخطرها على الإطلاق. وخصوصًا للأعمار فوق(45-50) سنة عند الرجال وعند النساء للأعمار فوق (55-60) سنة.

وممكن حتى أن يصيب الأعمار (30- 40) خصوصًا بوجود عوامل الخطورة مثل قلّة النّشاط البدني والتدخين والسّكري وارتفاع الكولسترول والشحوم الثلاثيّة، وهنا غالبًا يحتاج إلى اتباع نظام صارم ومعالجة واستشارة فوريّة.

يحدث الألم في الصدر هنا بسبب قلّة وصول الدم إلى القلب لوجود عائق في الشرايين التّاجية يمنع وصوله.

قد يحدث هذا الألم في الصدر عند المشي أو صعود الدرج ويزول بالراحة. أو قد يحدث بحالة الرّاحة وهنا يستمر لوقت أطول ويكون أشد وأخطر.

ويتميّز الألم بانتشاره للكتف والفك والظهر وأحيانًا إلى البطن ويشعر الشخص كأن ثقل ما على صدره.

هل يمكن علاج الذبحة الصدرية في المنزل؟

لا، لا ينبغي الاكتفاء بالعلاج المنزلي فقط، فهذه حالة خطيرة للغاية حتى لو زال الألم بالراحة يجب مراجعة الطبيب فورًا.
يحتاج المريض لإجراء اختبار كهربية القلب (ECG) وإجراء اختبار الصدى القلبي (الإيكو) وإجراءات أخرى اذا تطلب الأمر.

مبدئيًا؛ يمكن أخذ قرص نتروغليسيرين وقد يزول الألم خلال 5 دقائق، لكن لا ينبغي الاكتفاء بذلك فقط.

ومن الضّروري أيضًا تغيير نمط الحياة وزيادة النّشاط الفيزيائي مثل المشي نصف ساعة 4 أيام في الأسبوع على الأقل.

واتباع نظام غذائي صحي لتقليل مستوى الكوليسترول، ويعد الإقلاع عن التدخين إجراء في غاية الأهمية.

الأسباب الرئوية:

أخطرها على الإطلاق هو الصّمة الرئويّة، إذ يحدث انسداد للشريان المغذي للرئتين، فيكون الألم الصدري هنا مفاجئًا وخاصّةً عند أخذ نفس عميق أو عند السعال أو الانحناء. ويترافق مع ضيق في النفس ودوخة وإغماء وأحيانًا حمى وتعرق وسعال مدمّى.

من المؤهبات لهذه الحالة العمليات الجراحية على الأوعية الدموية وحالة السكون وقلة الحركة لفترة طويلة مثل الرحلات الجويّة أو بحالة الراحة بعد العمليّات الجراحيّة الكبرى.

ومن المؤهبات المهمة هو الخثار الوريدي العميق (DVT) في أوردة الساق، إذ غالبًا ما يلاحظ ألم وتورم بالساق مرافق للصّمة الرئويّة.

تعد هذه الحالة في غاية الخطورة لأنّها خاطفة وسريعة وقد تسبّب الوفاة خلال 10 دقائق. وإن لم تحدث الوفاة خلال هذه الفترة فهناك تحدٍ كبير أمام الأطباء لتأكيد تشخيص الصّمة وعلاجها بأسرع وقت ممكن. لذلك، الحديث عن علاج منزلي هنا غير وارد أبدًا، إذ لابدّ من إجراء مجموعة من الإجراءات التّشخيصيّة اللازمة لتأكيد الحالة.

أسباب الألم الصدري الرئوية الأخرى:

  • الالتهاب الرئوي: يكون الألم هنا مترافقًا بحمى وسعال مقشّع، وتتطلب هذه الحالة مراجعة الطّبيب للحصول على العلاج المناسب من المضادات الحيويّة وخافضات الحرارة.
  • التهاب الجنب: يعدّ نتيجة حتميّة لكل من الصّمة الرئويّة والالتهاب الرئوي وأسباب أخرى مثل الاسترواح الصدري والأمراض المناعيّة الذّاتيّة وغيرها من الأسباب.

فغشاء الجنب عبارة عن غشاء مضاعف يحيط بالرئتين ويؤمّن حماية ومرونة لحركتهما. وعندما يُصاب بالالتهاب سيحدث إعاقة للحركة الطبيعيّة للرئتين، فيكون الألم الصدري هنا أثناء الشهيق والزفير بشكل خاص، ويكون التنفس سطحيًا وقصيرًا.

قد تترافق بالحمى والسّعال، وقد ينتشر الألم للكتف أو الرقبة أو للطرف العلوي عند تحريك الذراع. لذلك، تتطلب استشارة الطّبيب المختص للحصول على العلاج المناسب.

أسباب أخرى للألم في الصدر يمكن علاجها في المنزل:

1- الارتجاع المعدي المريئي (GERD):

وهو حالة تحدث نتيجة وصول محتوى المعدة الحامضي إلى المريء، فيحدث ألم صدري مع إحساس حارق.

تحدث هذه الحالة نتيجة عدم الانغلاق الكامل للمصرّة المريئيّة السفليّة فيرتد محتوى المعدة عبرها وذلك لعدّة أسباب، مثل:

  • الإكثار من بعض الأطعمة كالطماطم والكافيين والشوكولا والمشروبات الغازية والكحول وغيرها.
  • الإفراط في تناول الطّعام وتناول وجبات كبيرة والنّوم بعدها مباشرةً
  • التدخين وزيادة الوزن

العلاج المنزلي:

  • تناول وجبات صغيرة متعددة
  • تجنب الطعام قبل النوم بساعتين على الأقل
  • رفع السرير (15-20 سم)
  • تجنّب التدخين
  • اتباع نظام غذائي صحّي وتخفيف الوزن

الغالبيّة العظمى من الحالات تزول بالإجراءات المحافظة. لذلك، في حال عدم الاستفادة من هذه الإجراءات يمكن مراجعة الطّبيب للحصول على العلاج المناسب.

2- توتر أو إجهاد عضلات الصدر

يحدث الألم الصدري أيضًا نتيجة توتر أو إجهاد عضلات الصّدر، وذلك بعد:

  • إجهاد مفاجئ مثل حمل أوزان ثقيلة بشكل غير صحيح
  • التّعرض للإصابة المباشرة كالرّضوض
  • وضعيّات النوم الخاطئة
  • السّعال الشديد والقوي المستمر

أهمّ ما يميّز الألم هنا أنّه موضّع يثار بالضغط مكان الألم وبتحريك الجذع كالالتفاف والانحناء، وعند السّعال والعطاس والتّنفس العميق.

العلاج المنزلي:

  • الرّاحة وتقليل الحركة
  • الكمّادات الباردة أو الدّافئة
  • استخدام المسكنات مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين

لذلك، في حال حدوث إصابة قويّة وشديدة في الصّدر أو ألم شديد لا يستجيب للمسكنات ومستمر لأكثر من أسبوعين، يجب عندها مراجعة الطّبيب.

 

في النهاية يجب التنويه أنّ هذا المقال مُعدّ لأغراض التّثقيف الصّحي فقط، ولا يُعد بديلاً عن الاستشارة الطّبية المهنيّة.

التشخيص الدقيق ووصف علاج الألم الصدري المناسب يجب أن يصدرا حصريًا من طبيب مؤهّل، استمع لجسدك ولا تتردد في طلب المشورة الطبيّة المتخصصة.

 

إعداد:
د. حسين اسماعيل

 

اقرأ أيضًا:

النوبة القلبية : الأعراض والأسباب وطرق الوقاية

قصور القلب : أسبابه وأعراضه وتشخيصه وعلاجه