يُعدّ حب الشباب حالةً جلديّةً شائعةً تصيب معظم الناس في مرحلة ما من مراحلهم العمرية وخاصة في مرحلة البلوغ والمراهقة. وتسبب ظهور بثور حمراء مؤلمة عند لمسها على الوجه وغيرها من أجزاء الجسم.
أشكال حب الشباب:
هناك ستة أشكال رئيسية:
- الرؤوس السوداء وهي نتوءات صغيرة الحجم سوداء أو صفراء اللون تظهر على سطح الجلد، لكنها غير مملوءة بالأوساخ بل تكتسب لونها الأسود من المادة التي تنتجها البطانة الداخلية لبصيلات الشعر.
- الرؤوس البيضاء تشبه السوداء ولكنها أكثر صلابة منها، ولا تفرغ عند الضغط عليها.
- الحطاطات وهي نتوءات حمراء صغيرة قد تكون مؤلمة أو ممضة عند لمسها.
- البثور تشبه الحطاطات ولكن مع لون أبيض في منتصفها ناجم عن تراكم القيح.
- العقيدات هي كتل كبيرة صلبة تحت سطح الجلد، وقد تكون مؤلمة أحيانًا.
- الخراجات وهي من أخطر أشكال حب الشباب لأنها مليئة بالقيح، ومن الممكن أن تسبب ندبات دائمة.
أنواع حب الشباب:
توجد أنواع عديدة ومنها:
- الكيسي: يسبب بثورًا وعقيدات عميقة في الجلد مليئة بالقيح وقد تترك ندبات.
- الفطري (التهاب الجريبات الوبيغي): يحدث بسبب تراكم الخميرة في بصيلات الشعر والتي تسبب الحكة والالتهاب.
- الهرموني: يصيب البالغين الذين يعانون من فرط إنتاج الزهم وبالتالي انسداد المسام.
- العقدي: وهو شكل حاد من حب الشباب يسبب ظهور بثور على سطح الجلد وعقيدات مؤلمة تحته.
يؤدي كلا النوعين الكيسي والعقدي إلى تلف دائم في الجلد على شكل ندب. لذلك، يفضل استشارة الطبيب باكرًا لتحديد أفضل خيارات العلاج المناسبة لكل حالة.
الأسباب المحتملة:
يعد انسداد بصيلات الشعر أو المسام من أسباب حب الشباب الهامة لحدوثه. والتي تنسدّ بوجود ثلاثة أشياء رئيسية هي:
- الزهم (مادة دهنية تعمل كحاجز وقائي للبشرة وتنتجها الغدد الدهنية المرتبطة ببصيلات الشعر).
- والبكتريا (إذا زادت كمية البكتيريا الموجودة طبيعيًا على سطح الجلد، عندها سوف تنسد المسام).
- وخلايا الجلد الميتة.
وعندما تنسد المسام سوف تظهر بثرة، ويحدث الالتهاب الذي نشعر به على شكل ألم وتورم واحمرار الجلد حول البثرة.
تشمل الأسباب الأخرى ما يلي:
- الضغط النفسي الذي يزيد إفراز الكورتيزول.
- السموم والرطوبة العالية في الجو.
- الأطعمة مثل الحليب خالي الدسم، وبروتين مصل اللبن، والأنظمة الغذائية الغنية بالسكر. ولكنّ الشوكولا لا ترتبط مباشرة بحب الشباب. ولذلك يجب اختيار أطعمة تحتوي على فيتامين سي وبيتا كاروتين من أجل تقليل الالتهاب.
- هرمون الأندروجين وخاصة التستوستيرون الذي يزداد إنتاجه في فترة المراهقة والشباب، وكذلك في فترة الدورة الشهرية.
- ارتداء ملابس وأغطية رأس ضيقة مثل القبعات والخوذات الرياضية.
- الأدوية ومايرافقها من آثار جانبية.
العلاج:
يعتمد علاج حب الشباب على شدته، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر قبل أن تتحسن أعراضه.
فإذا كان خفيفًا (القليل من الرؤوس السوداء والبيضاء) عندها نلجأ للعلاجات الموضعية التي تحتوي على بنزويل بيروكسايد مثل الكريمات أو المواد الهلامية، وهي متاحة دون وصفة طبية.
أما إذا كان متوسطًا أو شديدًا ولم تتم الاستجابة للأدوية السابقة، عندها يجب مراجعة الطبيب العام والحصول على وصفة طبية خاصة بحبوب الشباب مثل:
- الريتينوئيدات الموضعية
- المضادات الحيوية الموضعية والفموية
- حمض الأزيليك
- حبوب منع الحمل المركبة عند النساء، مع الانتباه إلى أن حبوب منع الحمل الحاوية على البروجسترون فقط أو غرسات منع الحمل قد تفاقم حب الشباب، وتستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر قبل بدء مفعولها.
بالإضافة إلى ذلك إنّ وجود عدد كبير من الحطاطات والبثور على الظهر والصدر والوجه، والعقيدات المؤلمة والندبات، وكانت حالة الشخص تشعره بالإحباط والقلق الشديد عندها يجب اللجوء إلى طبيب اختصاصيّ في أمراض الجلد.
أدوية حب الشباب الموضعية:
- بنزويل بيروكسايد على شكل جل أو غسول يستهدف البكتيريا السطحية. ويفضّل أن يكون بتركيز منخفض وعلى شكل غسول للتقليل من تهيج البشرة.
- حمض الساليسيليك على شكل غسول أو مرطب يذيب خلايا الجلد الميتة، ويمنع انسداد المسام.
- حمض الأزيليك يقضي على الميكروبات الموجودة على الجلد، ويخفف التورم أيضًا.
- الريتينوئيدات مثل الريتينول يفتت الرؤوس السوداء والبيضاء وهي أولى علامات حب الشباب، ويعدّ خيارًا مناسبًا لمعظم الأشخاص. ولكن لانعتبره علاجًا موضعيًا بالمطلق لأنه يطبق على كامل منطقة الجلد المصابة لمنع ظهور بثور جديدة.
- المضادات الحيوية الموضعية مثل الكلندامايسين والإريثرومايسين، وهي أكثر فعالية عند دمجها مع البنزويل بيروكسايد.
- الدابسون جل موضعي يعالج حب الشباب الملتهب.
الأدوية الفموية:
- المضادات الحيوية مثل التتراسكلين والمينوسيكلين والدوكسيسكلين تقضي على البكتيريا.
- إيزوتريتينوين يقلص حجم الغدد الدهنية.
- حبوب منع الحمل المركبة.
- العلاج الهروموني على شكل حبوب منخفضة الجرعة من الإستروجين والبروجسترون أو دواء يسمى سبيرونولاكتون. والذي يمنع تأثير بعض الهرمونات على بصيلات الشعر والغدد الدهنية.
علاجات إضافية:
- الستيروئيدات لتقليل الإلتهاب في العقيدات الكبيرة.
- الليزر والعلاج الضوئي لعلاج ندبات حب الشباب. إذ يوجه الليزر الحرارة باتجاه الكولاجين المتندب تحت الجلد مايحرض إنتاج كولاجين جديد وصحي، ويشجع على نمو جلد جديد ليحل محله.
- التقشير الكيميائي يستخدم مواد كيميائية لإزالة الطبقة العليا من الجلد القديم ثم ينمو جلد جديد أكثر نعومة وهذا قد يخفف الندب.
وفي النهاية، قد يعاني جميع الأشخاص تقريبًا في مرحلة البلوغ خاصةً من مشكلة حب الشباب. وإن علاجه قد يستغرق وقتًا طويلًا ويحتاج الأمر إلى الصبر والالتزام. لذلك، من المهم المتابعة الجيدة مع الطبيب والالتزام بالأدوية الموصوفة حتى الحصول على النتائج المُرضية.
إعداد:
د. حنان بسام عيشه
اقرأ أيضًا: