فيروس نقص المناعة البشري HIV يدخل إلى جسم الإنسان ويهاجم جهاز المناعة مباشرةً وخاصّةً الخلايا اللمفاوية التائيّة، ما يجعل الجسم ضعيفًا ومعرّضًا للعديد من العوامل الممرضة المختلفة كالجراثيم والطفيليّات والفيروسات الأخرى.
طرق انتقال فيروس نقص المناعة البشري :
ينتقل HIV عن طريق الدم الملوث أو التّماس مع المفرزات التناسليّة أو من الأم لجنينها بطرق عدّة منها:
- العلاقات الجنسيّة غير المحميّة.
- استعمال الأدوات الحادّة الملوّثة كالإبر والحقن وشفرات الحلاقة.
- من الأم للجنين في حالة عدم اتّخاذ التدابير والاحتياطات.
- تعاطي المخدرات الوريديّة.
ولا ينتقل عن طريق التّلامس أو الهواء أو التّقبيل أو فرشاة الأسنان.
مراحل الإصابة بفيروس HIV:
تنقسم مراحل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري بدءًا من دخول الفيروس للجسم إلى 4 مراحل أساسيّة:
- مرحلة الصمت المخبري: تبدأ من التعرّض للفيروس ودخوله الجسم وبداية تكاثره، ولكن ليس للدرجة التي تسمح بظهور نتيجة إيجابيّة في الاختبارات السّريعة. إذ تمتدّ هذه الفترة من أسبوعين وقد تصل لثلاثة أشهر، ويلاحظ عدم ظهور أعراض تذكر عند معظم المرضى.
- مرحلة الصمت السريري (الانقلاب المصلي): يظهر الفيروس نتائج إيجابية عند إجراء الاختبارات السّريعة ولكن يجب أن تتبع باختبارات أخرى لتؤكَّد الإصابة. ولا تظهر أي أعراض سريريّة في هذه المرحلة أيضًا، وتستمرّ هذه المرحلة لـ 10-12 سنة.
- مرحلة الأعراض المبكرة: يترافق انخفاض تعداد اللمفاويات في هذه المرحلة مع زيادة الحمل الفيروسي. ويؤدي للإصابة بالعديد من الأمراض الانتهازيّة والتي تستغل نقص مناعة الجسم لإحداث تأثيرات مَرضيّة.
متلازمة نقص المناعة المكتسبة أو الإيدز (AIDS) وعلاقته مع فيروس نقص المناعة البشري :
وهي المرحلة الأخيرة من الإصابة بالـ HIV وتظهر فيها مجموعة الأعراض الخاصّة بالأمراض الانتهازيّة وتبدأ بالتأثير في مختلف أنسجة الجسم وتنتهي بالموت. ولكن لا يصل معظم المتعايشين مع الـ HIV لهذه المرحلة أبدًا بسبب التطور العلمي الكبير في مجال الأدوية الخاصة بالـ HIV.
التشخيص:
لا يكفي اختبار واحد عادةً للجزم بالإصابة بفيروس نقص المناعة ويتم إجراء عدة اختبارات. إذ يكون الاختبار السريع rapid test هو البداية في هذه الفحوصات ولا نقوم به عند الشك بالتعرض مباشرةً بل ننتظر أسبوعين ثم يعاد بعد ثلاثة أشهر، بسبب مرحلة الصمت المخبري.
ويتميّز هذا الاختبار بسلبيّته المطلقة، ولكن إيجابيّته غير مؤكِّدة في التّشخيص، وعندها يتم إجراء العديد من الاختبارات اللّاحقة لدعم التشخيص.
العلاج:
لم يتم اكتشاف علاج أو لقاح يحمي من الـ HIV بشكل تام، فبمجرّد دخول الفيروس لا يستطيع الجسم التخلّص منه. ولكن توجد أدوية عديدة يمكن أن تقدَّم للمتعرّضين أو المتعايشين مع الفيروس، بهدف رفع المناعة وتقليل الحمل الفيروسي، وتقاوم هذه الأدوية الفيروس بطرق عدة مثل:
- تشكيل المقاومة الدوائيةّ.
- منع إنشاء سلالات جديدة من الفيروس تقاوم الأدوية.
- كبت الفيروس في الدم قدر الإمكان.
وتتضمن فئات الأدوية المضادة للـ HIV:
- مثبطات الدخول تمنع الـ HIV من الاندماج مع الخلايا التائية CD4.
- مثبطات إنزيم المنتسخة العكسيّة غير النكليوزيديّة (NNRTI) تُعطّل أحد بروتينات الانتساخ لدى الفيروس.
- الأدوية المثبطة لإنزيم المنتسخة العكسيّة النكليوزيديّة (NRTI). وهي نسخ معيبة من الوحدات البنائيّة التي يحتاجها الفيروس للانتساخ.
- مثبطات الإنزيم المدمج يستخدم الفيروس هذا الإنزيم لوضع مادته الوراثيّة داخل اللمفاويات التائيّة CD4.
- مثبّطات البروتياز (PI) تثبّط إنزيم البروتياز لفيروس نقص المناعة والذي يحتاجه أيضًا كي يتناسخ.
وعلى الرغم من عدم وجود علاجٍ شافٍ من فيروس نقص المناعة البشري، فقد سجّل التاريخ بعض الحالات التي شفيت تمامًا.
الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري:
يعتبر الـ HIV من الفيروسات الهشّة نسبيًا إذ يتخرب بمجرّد تعرّضه للهواء، ولا يبقى حيًّا على الأسطح الجافة أو الجلد لفترة طويلة.
ولكن يجب دائمًا أخذ الحيطة والحذر عند التّعامل مع أي أدوات ثاقبة للجلد، ومن طرق الوقاية العديدة نستطيع ذكر:
- ممارسة الجنس المحمي (استعمال الواقيات الطبيّة).
- الإخلاص لشريك واحد.
- عدم استعمال الأدوات الثّاقبة للجلد غير المعقّمة كشفرات الحلاقة والإبر وغيرها.
- التّأكّد من نظافة الحلّاق وعيادة الأسنان ومحلّات الوشوم.
- مراجعة أقرب مركز صحي للقيام بالفحص السرّيع عند الشكّ بالتّعرّض للفيروس.
إذًا الـ HIV هو الفيروس الذي يدخل إلى الجسم، أما الإيدز فهي المرحلة المتأخرة من الإصابة بالفيروس.
لكن الإصابة بالـ HIV ليست نهاية العالم، فالعديد من المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري يستطيعون متابعة حياتهم بشكلٍ طبيعيّ، ويستطيعون الإنجاب والزواج أيضًا.
ولكن تقع المسؤولية عليهم في منع انتشار الفيروس من خلال طرق الوقاية والقيام بالاختبار السّريع عند الشكّ بالتّعرض للـ HIV حفاظًا على صحّتهم وصحّة أحبّائهم.
اقرأ أيضًا:
مقاومة المضادات الحيوية : الأسباب وطرق الوقاية
فقر الدم : الأسباب والأعراض وطرق العلاج
إعداد:
د. جورج يوسف سهدو
تدقيق ومراجعة:
د. يوسف محمد الجنيدي