الحب والرغبة الجنسية ، كيف يمكنك أن تفرق بينهما؟؟ لا بد أنك أحببتَ شخصًا ما في حياتك، أو ربما راودتك رغبة جنسية تجاه شخصٍ ما دون وجود حبٍ بينكما. فالاعتراف بالحب ليس أمرًا سهلًا دائمًا، وهو يشترك مع الرغبة الجنسية في صفات معيّنة، فقد تصدر عن كليهما مشاعر قوية تصعب السيطرة عليها.
قد تشعر بالرغبة الجنسية تجاه شخصٍ ما تحبه، وربما العكس، قد تشعر به نحو شخص لا تحبه، لكن الهدف النهائي لهذه الرغبة هو واحد؛ إقامة علاقة جنسية. أما الحب فهو يهدف إلى إقامة علاقة عاطفية متينة والحفاظ عليها، من خلال التقارب بين الشركيين وإقامة حياة مشتركة بينهما.
فيما يلي 5 فروق بين الحب والرغبة الجنسية :
أولًا، الحب يلبّي حاجتنا للدعم:
قد يصعب علينا أحيانًا التفريق بين مشاعر الحب والرغبة الجنسية ، لكن الحب يلبّي حاجتنا للدعم؛ فنحن نحتاجه عندما نكون حزينين أو خائفين أو نحتاج إلى الدعم والتشجيع والاهتمام. وهو يجعلنا قريبين ممن نحبهم، ويجعلنا نشعر بهم وبأحاسيسهم. أما الرغبة الجنسية فقد تكون الدافع الذي يشجّع سعينا وراء إجراء العلاقات. وقد تساعدنا الرغبة نحو الأشخاص في تمييز الشركاء الذين نرغب بهم أكثر من غيرهم.
ثانيًا، الصدق في الحب والرغبة الجنسية :
عندما تشعر بالأمان في علاقتك، وعندما تعلم أنَّ شخصًا ما يحبك وأنّه سيقف معك وسيكون بجانبك، سيدفعك ذلك إلى التصرّف معه بثقة وصدق. أما عندما يغيب الأمان عن علاقتك مع شكريك، وعندما يسودها الخوف والشك، أو عندما تعتقد أنّه لن يكون بجانبك عندما تحتاج إليه، سيدفعك ذلك للكذب والخداع. بمعنى آخر، الأمان أكثر أهمية من الحب، وهو الذي سيزيد الحب بين الشريكين وسيقوّي العلاقة بينهما. أما عند وجود الرغبة الجنسية لوحدها، فمن غير المحتمل أنّه سيؤدي إلى وجود الصدق والثقة في العلاقة.
ثالثًا، التضحية في الحب والرغبة الجنسية :
التضحية ليست متعة! فهي قد تشمل تخلّي الشخص عن شيءٍ ذي قيمة -مثل الوقت والمال- في سبيل من يحب. في العلاقات، عندما يبدي أحد الشريكين استعداده للتضحية من أجل شريكه، وعندما يرتّب أولويات شركيه واحتياجاته ويسعى إلى تنفيذها قبل تنفيذ احتياجاته الشخصية، فهذا يعني أنه يسعى إلى الالتزام بالعلاقة والمحافظة عليها. وهو ما قد يغيب عند وجود الرغبة الجنسية لوحدها.
رابعًا، الحب يعزّز من السعادة والرفاهية:
يمكن أن تشعر بالسعادة والرفاهية بعد ممارسة الجنس، ولكن السعادة ستكون قوية أكثر في سياق الحب. فالأبحاث أظهرت أنّ العلاقة بين تكرار ممارسة الجنس ومعايير الرفاهية أو السعادة (مثل الرضا عن الحياة، والمشاعر الإيجابية، والمزاج الجيّد) تعتمد جزئيًا على وجود العاطفة. فالعاطفة هي وجود مشاعر إيجابية موجّهة نحو شخص ما تحبه، تتضمن الاهتمام به ورعايته، وهي تشير إلى وجود الحب أكثر من الرغبة الجنسية.
خامسًا، الحب يدوم إلى الأبد :
من وجهة نظر تطورية حول دوام الحب والرغبة الجنسية ، الحب الرومانسي ليس مجرد عاطفة، إنه وجود دافع قوي وثابت بين الحبيبين، يربطه العلماء بنظام الدوبامين؛ نظام المكافأة في الدماغ. فهو وجود حب قوي جدًا بين الشريكين لكنه لا يصل إلى درجة الحب الجنسي رغم رغبة الشريكين الشديدة بإيصاله لمرحلة الجنس، كونه غريزة فطرية عند الجميع، لكن حبهما الشديد لبعض يمنعهما من ذلك، ويجعلهما ينتظران مرحلة الزواج. وبالتالي، قد يعكس الحب الرومانسي دورًا جيدًا في النجاح الإنجابي بين الشريكين، ونجد أن تجربة الحب مقبولة للغاية على المستوى البيولوجي.
أخيرًا، تتمثل إحدى تحديات التمييز بين الحب والرغبة الجنسية في أنّ الاهتمام الجنسي في بعض الأحيان قد يكون بدايةً للحب ونقطة انطلاق له. وفي الواقع، يمكن للرغبة الجنسية أن تهيّئ الأشخاص لفكرة بدء علاقة رومانسية. يمكن للأفكار الجنسية أن تزيد من انفتاح الأشخاص على مشاركة مشاعرهم والتضحية والرغبة في التقارب والتواصل. لذلك، يكمن التحدي الأساسي في تحديد نوعية مشاعرك تجاه شخص ما، هل هي مشاعر جنسية وانجذاب جنسي فقط؟ أم هي حبٌ حقيقي؟
عليك أن تحدّد مع شريكك هل تتشاركان في نفس الأفكار والأهداف؟ وهل ترغبان في دمج حياتكما معًا؟ إذ تشير الأهداف الموّجهة نحو المستقبل بين الشريكين إلى وجود رغبة بينهما لإقامة علاقة طويلة الأمد.
د. يوسف الجنيدي
اقرأ أيضًا: هوس نتف الشعر (الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج)