fbpx

الباراسيتامول: استخداماته وجرعته ومخاطره

الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين هو من أكثر مسكنات الألم استخدامًا في العالم، إذ يستخدم لعلاج الصداع والحمى والالآم الخفيفة والمتوسطة.

هناك عدة آليات مقترحة لعمله ومنها أنه يقوم بتثبيط النواقل الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن الألم، لكن آلية عمله بشكل دقيق لم تُعرف بعد.

تم اكتشاف الباراسيتامول حوالي عام 1878، لكن لم ينتشر استخدامه حتى عام 1950، وذلك لأنه يستخلص من مركب يملك سمية قلبية وكلوية فكانت هناك مخاوف من تأثيراته لكن مع مرور الوقت أثبتت الدراسات أنَّ الباراسيتامول من أكثر الأدوية أمانًا.

 

جرعة دواء الباراسيتامول:

الباراسيتامول له هامش علاجي واسع، وجرعته تكون حسب الوزن، وهي من (10_15) mg لكل كيلوغرام كل 6 ساعات. أي للبالغين من (500_1000) mg كل (4_6) ساعات. ومن المهم ألا تتجاوز جرعة الباراسيتامول 4g خلال اليوم.

يمتص الباراسيتامول بشكل كامل، ويبدأ تأثيره بعد نصف ساعة إلى ساعة من إعطاءه ويستمر تأثيره حتى 3 ساعات.

 

استقلاب الأسيتامينوفين:

يستقلب الدواء في الكبد والكلى وبشكل أساسي في الكبد، ويتحول لمركب NAPQI السام الذي يتخلص منه الكبد من خلال ربطه مع الغلوتاتيون وتشكيل معقد يطرح في البول. أي  في الحالة الطبيعية يتخلص الكبد من المستقلب السام ويطرحه خارج الجسم.

 

تأثيرات الباراسيتامول الجانبية:

تقسم التأثيرات الجانبية للدواء إلى:

  1. آثار جانبية طبيعية (غير خطيرة) تزول بإيقاف الدواء، كالطفح الجلدي وتبدلات طفيفة ومؤقتة بالكريات البيض.
  2. وآثار جانبية خطيرة تحدث مع الجرعات العالية كالتنخر الكبدي والفشل الكلوي ومن الممكن أن يحدث اعتلال دماغي.

لذلك، في حال حدوث أي تأثيرات جانبية يفضل التوجه نحو أقرب مركز صحي أو التأكد من الطبيب على الفور.

 

الباراسيتامول والحمل:

حسب إدارة الصحة والدواء الأميركية يعد دواء الباراسيتامول الخيار الأول لتسكين الألم وخفض الحرارة عند الحوامل.

إلا أنَّ بعض الدراسات الحديثة ربطت الاستخدام المزمن للدواء عند الحوامل بإمكانية حدوث أمراض للطفل كالتوحد وفرط الحركة ونقص الانتباه. لذلك، يجب استشارة الطبيب وأخذه بأقل جرعة ممكنة ولفترة قصيرة.

 

سمية الدواء:

بالرغم من الهامش العلاجي الكبير للدواء لكنه من أكثر المسكنات تسببًا بالتسمم، وتقدر نسبة التسمم به بين المسكنات الأخرى حوالي 60%.
وتعود سمية الباراسيتامول لمستقلبه السام مركب NAPQI. إذ في الحالة الطبيعية يتخلص الكبد من المركب السابق عن طريق ربطه بالغلوتاتيون ومن ثم طرحه في البول. ولكن
عند تناول كمية كبيرة من الدواء ينفذ مخزون الغلوتاتيون وبالتالي يتراكم المركب في الكبد مؤديًا إلى تموت خلايا الكبد.

يحدث هذا التسمم بشكل أكبر عند المرضى الذين لا يملكون مخزونًا كافيًا من الغلوتاتيون وذلك بسبب سوء التغذية أو بسبب التناول المزمن للكحول.

 

ترياق التسمم بدواء الباراسيتامول:

الإسعاف الأولي للتسمم بالأسيتامينوفين هو غسيل المعدة ويكون فعالًا خلال الأربع ساعات الأولى من التسمم. ولا تفيد بعد ذلك بسبب امتصاص كامل كمية الدواء، وهنا يفيد إعطاء الترياق النوعي للباراسيتامول وهو ال N_ أستيل سيستئين وهو طليعة الغلوتاتيون.

يفضل إعطاؤه خلال الساعات الثمان الأولى، فكلما تأخر إعطاء الترياق تزداد احتمالية حدوث أذية كبدية غير عكوسة.

  • يعطى بمعدل 150mg لكل كيلوغرام من وزن المريض خلال الساعة الأولى.
  • ثم بمعدل 12.5mg لكل kg خلال الساعات الأربع التالية.
  • بعد ذلك يعطى 6.25mg لكل كيلوغرام على مدى 15 ساعة التالية.

ويعطى فمويًا أو وريديًا في حال الإقياءات الشديدة.

 

الخلاصة:

الباراسيتامول من أكثر الأدوية أمانًا، ولكن مهما بلغ أمان الدواء يجب تناوله بكمية مضبوطة ولفترة معينة، وخاصة عند المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط ومرضى الكبد والكلى.

 

إعداد:
الصيدلانية زينب حسن

 

اقرأ أيضًا:

فيتامين D : فوائده وأهميته

مقاومة المضادات الحيوية : الأسباب وطرق الوقاية