fbpx

اضطرابات النوم : الأنواع والأسباب وطرق العلاج

تعدّ اضطرابات النوم من أكثر المشكلات الصحيّة شيوعًا، إذ تؤثّر في جودة النوم واستمراريّته، ما ينعكس سلبًا على الصحّة العامّة وأداء المهام اليوميّة.

ويعاني ملايين الأشخاص حول العالم من الأرق واضطرابات أخرى تؤثّر على جودة حياتهم. فقد أثبتت الدراسات العلميّة وجود ارتباط وثيق بين مشاكل النوم وتراجع الصّحة الجسديّة والنفسيّة.

 

ما هي أنواع اضطرابات النوم المختلفة؟

تصنّف اضطرابات النوم إلى ستّة أنماط رئيسيّة:

  1. الأرق: وهو النمط الأكثر شيوعًا، يتمثّل بصعوبة في النوم أو البقاء نائمًا أو كليهما. ما يؤدّي إلى النّعاس النهاري والتعب العام في الجسم.
  2. انقطاع النفس النَّومي: ويترافق بالتوقّف عن التنفّس لفترة وجيزة أثناء النوم. ممّا يسبّب استيقاظًا متكرّرًا واضطرابًا في مراحل النوم، وينعكس ذلك بالشخير العالي والنّعاس النهاري.
  3. خلل النوم اليوماويّ: ويؤدّي إلى حدوث خلل في دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية للجسم. ما يسبّب صعوبة في النوم أو الاستيقاظ في أوقاتٍ ملائمة.
  4. اضطرابات النوم المرتبطة بالحركة: تترافق بمجموعة من الحركات غير المعتادة والمبالغ فيها أثناء النوم، كمتلازمة تململ الساقين (RLS). حيث يشعر الفرد برغبة ملحّة في تحريك ساقيه.
  5. فرط النوم: ويدلّ على فرط النعاس النهاري على الرغم من الحصول على نوم كافٍ في الليل. وتشمل حالات معيّنة مثل داء التغفيق (النوم القهري).
  6. الخطل النومي (Parasomnias): وهي مجموعة من الاضطرابات والتي تتضمّن سلوكات غير معتادة أو القيام بحركات معيّنة أثناء النوم. كالمشي أثناء النوم ونوبات الهلع وشلل النوم.

 

ما هي أسباب اضطرابات النوم ؟

تنتج مشكلات النوم عن مجموعة من المشكلات الصحيّة والبيئيّة والتي تؤثّر في جودة النوم واستمراريّته. وفي معظم الحالات تكون هذه الاضطرابات مرتبطة بحالات طبيّة سابقة، ومن أبرز أسباب اضطرابات النوم ما يلي:

  • المشكلات التنفسيّة والتحسّسيّة: حيث يصبح التنفس أثناء النوم أمرّا صعبًا عند إصابة الجسم بالزكام وتعرّض الجهاز التنفسي العلوي لأخماج جرثوميّة. ممّا يؤدّي إلى الاستيقاظ المتكرّر واضطراب دورة النوم.
  • التبوّل الليلي المتكرّر: وينجم بشكلٍ رئيسي عن اختلال التوازن في تراكيز الهرمونات في الجسم والأمراض المختلفة للسبيل البولي. ممّا يسبّب الحاجة الملحّة للاستيقاظ والقيام بالتبوّل عدّة مرّات.
  • الألم المزمن: فإنّ الإحساس المستمرّ بالألم في أحد أجزاء الجسم يؤثّر بشكلٍ مباشر على جودة النوم، ومن أكثر الأسباب شيوعًا لحدوثه:

– التهاب المفاصل.

– متلازمة التعب المزمن.

– الألم العضلي الليفي.

– داء الأمعاء الالتهابي (داء كرون).

– آلام الرأس المستمرّة.

– أوجاع أسفل الظهر.

وقد أظهرت الدراسات العلميّة وجود علاقة ما بين اضطرابات النوم وشدّة الألم المزمن. مثل حالات الألم العضلي الليفي، حيث يؤدي عدم الحصول على نومٍ كافٍ إلى تفاقم الأعراض.

 

ما هي أعراض مشكلات النوم؟

تختلف شدّة الأعراض بناءً على نوع الاضطراب الحاصل ومدى تأثيره على الفرد، ومن أهم أعراض اضطرابات النوم ما يلي:

  • صعوبة في النوم أو البقاء مستيقظًا.
  • الوهن العام أثناء النهار.
  • رغبة ملحّة في أخذ قيلولات متعددة خلال النهار.
  • أنماط تنفّس غير طبيعيّة.
  • الانفعال والقلق.
  • تغيّر في مواعيد النوم والاستيقاظ.
  • عدم القيام بمهام العمل أو المدرسة بكفاءة عالية.
  • فقدان للتركيز وسهولة التشتت.
  • الاكتئاب وزيادة الوزن.

 

التشخيص:

يتخلّل تشخيص اضطرابات النوم عدّة خطوات لضمان الوصول إلى نتيجة صحيحة. ففي البداية يتمّ إجراء فحص سريري لجمع معلومات حول الأعراض المرافقة والتاريخ المرضي للمريض. ومن ثمّ يمكن طلب القيام بعدّة فحوصات طبيّة وتشمل:

  • تخطيط النوم (Polysomnography):

وهو اختبار مخبري عن النوم، ويتم قياس تراكيز الأوكسجين وحركات الجسم والموجات الكهربائية للدماغ لتحديد الآلية المسبّبة لاضطرابات النوم. ويمكن القيام بالاختبار في المنزل من قبل المريض (HST) ويستخدم في هذه الحالة من أجل تشخيص انقطاع النفس النومي.

  • تخطيط الدماغ الكهربائي (Electroencephalogram):

ويستخدم لتقييم النشاط الكهربائي في الدماغ والكشف عن أيّة موجودات غير طبيعيّة متعلّقة بهذا النشاط. ويعدّ هذا الاختبار جزءًا من تخطيط النوم.

 

علاج اضطرابات النوم :

تتمتّع الاختبارات التشخيصية بأهميّة كبيرة في تحديد مسار علاج اضطرابات النوم الصحيح. فإنّ أساليب العلاج تختلف كثيرًا بين الحالات المختلفة بناءً على العامل المسبّب. ومع ذلك فإنّ العلاج يشمل في أغلب الحالات تغييرات في أساليب الحياة وعلاجات دوائيّة، التي تشمل:

  • حبوب منوّمة.
  • مكمّلات هرمون الميلاتونين.
  • أدوية تتعلّق بعلاج الحساسيّة أو الزكام.
  • أجهزة تنفّس أو القيام بعمليّة جراحيّة (وذلك في حالات انقطاع النفس النومي).

أمّا التغييرات في أسلوب الحياة فتشمل:

  • تنظيم الحمية الغذائية وإدخال كميّة أكبر من الخضروات والسمك إليها، والخفض من مدخول السكر.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة لخفض التوتّر والقلق.
  • الالتزام ببرنامج يومي لمواعيد النوم والاستيقاظ.
  • شرب كميّة أقل من الماء قبل النوم.
  • التخفيف من تناول المشروبات الحاوية على الكافيين، وبالأخصّ أثناء وقت العصر والمساء.
  • التخفيف من تناول المشروبات الكحوليّة والتدخين.
  • تناول وجبات غذائية تحوي كميّات قليلة من الكربوهيدرات قبل موعد النوم.

 

وفي الختام، سنتحدث أهم التوصيات العامّة لمشاكل النوم:

تحتاج معظم حالات اضطرابات النوم إلى فترة طويلة من الالتزام بالعلاج الطبّي الموصوف حتّى تتعالج بشكل نهائي. فإنّ الاستعجال والرغبة الملحّة في علاج هذه الحالات قد يسبّب انتكاسًا سريعًا. فعلى مرضى مشكلات النوم الالتزام بالخطّة العلاجيّة الموضوعة والتواصل المنتظم مع الطبيب المسؤول عنهم، وبذلك يجدون طريقهم إلى ليالي هادئة يسودها النوم العميق.

 

اقرأ أيضًا:

ألم الأسنان : الأسباب وطرق العلاج

التهاب العين الوردية : أعراضها وأسبابها

 

إعداد:

د. كرم نضال إبراهيم

تدقيق ومراجعة:

د. يوسف محمد الجنيدي