ورم العصب السمعي هو ورم غير سرطانية، وعادة ما يكون بطيئ النمو ويتشكل على طول فروع العصب القحفي الثامن (ويسمى أيضاً العصب الدهليزي القوقعي). يؤدي هذا العصب من الدماغ إلى الأذن الداخلية ويتفرع إلى أقسام تلعب أدواراً مهمة في كل من السمع والتوازن.
تنشأ الأورام العصبية الصوتية من خلايا شوان، التي تلتف حول الألياف العصبية وتدعمها، ومن هنا جاء اسم الورم الدهليزي. يمكن أن تحدث هذه الأورام على أي عصب قحفي أو محيطي في الجسم، ولكن الأورام العصبية الصوتية هي أكثر الأورام الشفانية شيوعاً في الدماغ.
تؤثر أورام العصب السمعي على الرجال والنساء على حد سواء، وغالباً ما تظهر عند الأشخاص في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، تكون هذه الأورام أقل شيوعاً عند الأطفال، ولكن عند ظهورها لدى الأطفال تكون مرتبطة باضطراب وراثي يسمى الورم العصبي الليفي من النوع الثاني.
يتم تشخيص ورم العصب السمعي باستخدام اختبار السمع (مخطط السمع) والتصوير (التصوير بالرنين المغناطيسي مع الحقن).
هل الأورام العصبية السمعية خطيرة؟
لا تنمو العديد من الأورام العصبية الصوتية، وعلى الرغم من عدم نموها دائماً، فإن معظمها تنمو ببطء ولكن لا تغزو الأنسجة وتدمرها كما تفعل الأورام السرطانية. ومع ذلك، يمكن أن تسبب أعراضاً أثناء نموها وتدفع الهياكل المحيطة المهمة.
قد يتسبب ورم العصب السمعي المتنامي في الضغط على الأعصاب التي تمكن من إحساس الوجه وحركة عضلات الوجه. أما في حالة الأورام الكبيرة، يمكن أن يحدث ضغط على الأعصاب المهمة للبلع والتحدث وحركة العين.
ولكن حتى إذا لم ينمو ورم العصب السمعي، فقد يتسبب في تدهور وظيفة السمع والتوازن، كما أنه إذا ترك ورم العصب السمعي المتنامي دون علاج، فقد يتسبب في تراكم خطير للسوائل في الدماغ أو يمكن أن يضغط على المخيخ وجذع الدماغ، مما قد يهدد الحياة. هذا نادر الحدوث للمرضى الذين يتم تشخيص أورامهم وعلاجها بشكل صحيح.
على الرغم من أن أورام العصب السمعي يمكن أن تسبب مشاكل دائمة، مثل فقدان السمع، فإن الوفاة من هذه الأورام نادرة إذا تم تشخيصها وعلاجها بشكل صحيح.
أنواع الأورام العصبية الصوتية (الورم الشفاني الدهليزي)
هناك نوعان من الأورام العصبية الصوتية:
- الأورام العصبية الصوتية أحادية الجانب متفرقة: تنمو هذه الأورام في جانب واحد فقط من الجسم عند 95٪ من المرضى، حيث تحدث من طفرات متقطعة (مفاجئة) غير وراثية، قد تتطور هذه الأورام العصبية الصوتية أحادية الجانب في أي عمر، ولكنها تحدث بشكل شائع عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 60 عاماً.
- الأورام العصبية الصوتية الوراثية الثنائية: تحدث الأورام العصبية الصوتية على جانبي الجسم فقط في الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الوراثي الورم العصبي الليفي من النوع الثاني، وهو طفرة في الكروموسوم 22 تؤثر على الجين المسؤول عن إنتاج خلايا شوان، غالباً ما يعاني هؤلاء المرضى من أورام شبيهة بالورم الشفاني في جميع أنحاء الجسم، وغالبًا ما تختلف علاجات هذه الأورام عن علاج الأورام أحادية الجانب.
أعراض الورم العصبي السمعي
يمكن أن يكون فقدان السمع والدوخة وطنين الأذن والأعراض الأخرى لورم العصب السمعي ناجمة عن مشاكل الأذن الأخرى الأكثر شيوعاً، ومن المهم استشارة الطبيب للتشخيص. نظراً لأن الأورام العصبية الصوتية غالباً ما تنمو على العصب المتوازن والسمع، فإن الأعراض الأكثر شيوعاً التي تسببها هي:
- فقدان السمع من جانب واحد:
يعاني أكثر من 90٪ من الأشخاص المصابين بأورام العصب السمعي من ضعف السمع من جانب واحد، قد يواجه الأشخاص المصابون بهذا النوع من فقدان السمع صعوبة في السمع في الأماكن الصاخبة وتحديد مصدر الصوت. إذا كان الشخص يميل إلى حمل الهاتف على أذن معينة أو كان يواجه صعوبة في متابعة المحادثة في غرفة مزدحمة، فقد تكون هذه علامات على ضعف السمع.
عادة ما يزداد ضعف السمع سوءاً بمرور السنين وقد يؤدي إلى الصمم التام في أذن واحدة، ويمكن يحدث فقدان السمع فجأة لدى بعض الأشخاص (حوالي 5٪ من المرضى) وذلك بسبب حدوث نزف بالورم العصبي السمعي، فتكون الخسارة جزئية أو كلية، ويمكن الشفاء التلقائي. قد يكون فقدان السمع المفاجئ هو الحدث الأول الذي يؤدي إلى التشخيص، أو قد يحدث قبل شهور أو سنوات من اكتشاف الورم.
يمكن أن يحدث فقدان السمع نتيجة انضغاط الورم أو ارتشاحه على العصب السمعي، أو من إفراز مواد سامة للسمع. يمكن أن يؤثر على نطاق الأصوات المسموعة، فضلاً عن وضوح الصوت. يمكن أن يحدث فقدان السمع حتى لو لم ينمو الورم وإذا كان فقدان السمع الخفيف بسبب ورم العصب السمعي ملحوظًا، مما قد يؤدي إلى تأخر التشخيص.
- امتلاء الأذن:
قد يشعر الأشخاص المصابون بورم العصب السمعي بالامتلاء في الأذن، كما لو كان الماء بداخلها ويحدث هذا الإحساس عادةً بسبب فقدان السمع من الورم.
- ضوضاء في الأذن (طنين):
طنين الأذن هو عرض شائع جداً لأورام العصب السمعي والعديد من حالات الأذن الداخلية الأخرى فيمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بأورام العصب السمعي من نغمة عالية في الأذن المتأثرة بالورم. أما في حالات أخرى، يمكن أن يبدو طنين الأذن مثل هسهسة أو طنين أو زئير، مثل وضع صدف على الأذن.
في حين أن معظم المرضى الذين يعانون من أورام العصب السمعي يعانون من طنين الأذن وفقدان السمع في أذن واحدة، فقد يعاني البعض من طنين الأذن دون فقدان السمع. يمكن أن يأتي الطنين ويختفي أو يكون ثابتًا – بنغمات فردية أو متعددة – ويمكن أن يبدو هادئأ و مرتفعاً للغاية.
- مشاكل التوازن والدوار:
نظراً لأن أورام العصب السمعي تنشأ من العصب الدهليزي المسؤول عن التوازن، فإن عدم الاستقرار أو مشاكل التوازن قد تكون أعراضاً مبكرة لورم العصب السمعي. يلاحظ ما يقرب من نصف الأشخاص المصابين بأورام العصب السمعي هذه الأعراض، والتي تميل إلى التفاقم إذا نما الورم، فتضغط الأورام العصبية الصوتية الكبيرة على أجزاء من المخيخ، مما قد يؤدي إلى السقوط، يميل المرضى إلى السقوط نحو جانب الورم.
لا يرتبط الدوار الحقيقي (الإحساس بالدوران أو الإمالة) بشكل شائع بأورام العصب السمعي، ولكنه قد يحدث أحياناً بسبب نمو الورم أو النزيف.
المضاعفات الخطيرة لورم العصب السمعي
إذا لم يتم علاجه، يمكن أن ينمو ورم العصب السمعي بشكل كبير بما يكفي للتسبب في الضغط على جذع الدماغ. يمكن للورم أن يمنع تدفق السائل الدماغي الشوكي( بين الدماغ والحبل الشوكي)، مما يتسبب في تراكم السائل في الدماغ.
نظراً لأن الجمجمة عبارة عن بنية مغلقة، فإن السوائل الزائدة في الدماغ (استسقاء الرأس) يمكن أن تضغط على الدماغ، مما يتسبب في حركة غير مستقرة ونقص في التنسيق (ترنح)، وصداع وارتباك.
يمكن أن يشمل العلاج الملاحظة (المراقبة والانتظار) أوالجراحة أوالإشعاع.