نوبة الصرع هو اضطراب عصبي شائع مزمن يسبب نوبات متكررة غير مبررة، وكل نوبة هي عبارة عن اندفاع مفاجئ للنشاط الكهربائي في الدماغ. يمكن أن يصاب أي شخص بالصرع، ولكنه أكثر شيوعاً عند الأطفال الصغار وكبار السن، ويحدث بشكل طفيف في الذكور أكثر من الإناث. إلى الآن لا يوجد علاج للصرع، ولكن يمكن السيطرة على هذا الاضطراب بالأدوية والاستراتيجيات الطبية الأخرى.
الأعراض
النوبات هي أهم عرض من أعراض الصرع تختلف من شخص لآخر حسب نوع النوبة. وتتلخص النوبات في الأنواع التالية:
النوبات البؤرية (الجزئية) البسيطة: لا تنطوي على فقدان الوعي، وتشمل الأعراض: (تغييرات في حاسة التذوق أو الشم أو البصر أو السمع أو اللمس –الدوخة -وخز وارتعاش في الأطراف).
النوبات الجزئية المعقدة: تتضمن فقدان الوعي و الأعراض الأخرى: (التحديق بهدوء -عدم تجاوب -أداء حركات متكررة).
النوبات المعممة: وتشمل الدماغ كله، هناك ستة أنواع:
- نوبات الغياب، والتي كانت تسمى “نوبات الصرع الصغير” وتسبب تحديقاً فارغاً بالإضافة للحركات المتكررة مثل إطباق الشفاه أو الرمش، وعادة ما يكون هناك أيضاً فقدان قصير للوعي.
- النوبات التوترية تسبب تصلب العضلات.
- النوبات اللاوتونية تؤدي إلى فقدان السيطرة على العضلات ويمكن أن تجعل المريض يسقط فجأة.
- النوبات الارتجاجية تتميز بحركات متشنجة للعضلات في الوجه والرقبة والذراعين.
- نوبات الرمع العضلي تسبب ارتعاشاً سريعاً وتلقائياً في الذراعين والساقين.
- النوبات التوترية وتُسمى “نوبات الصرع الكبرى”، تشمل الأعراض: (تصلب الجسم -الاهتزاز -فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء-عض اللسان-فقدان الوعي).
بعد النوبة، قد لا يتذكر المريض إصابته، أو قد شعر بمرض طفيف لبضع ساعات.
ما الذي يسبب نوبة الصرع؟
يستطيع بعض الأشخاص تحديد الأشياء أو المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث النوبات. وهنا عدد قليل من المحفزات الأكثر شيوعاً هي:
- قلة النوم.
- المرض أو الحمى.
- الضغط العصبي.
- الأضواء الساطعة.
- الكافيين والكحول والأدوية أو المخدرات.
- تخطي وجبات الطعام أو الإفراط في تناول الطعام أو مكونات غذائية معينة.
تحديد المحفزات ليس بالأمر السهل دائماً فحادثة واحدة لا تعني دائماً أن هناك شيئاً ما هو المحفز. غالباً ما تكون مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى حدوث النوبة. من الطرق الجيدة للعثور على المحفزات أن يحتفظ المريض بمفكرة عن النوبات. بعد كل نوبة، يجب ملاحظة ما يلي:
- اليوم والوقت.
- ما هو النشاط الذي شارك فيه.
- ماذا كان يحدث من حوله.
- مشاهد أو روائح أو أصوات غير عادية.
- ضغوط غير عادية.
- ماذا كان يأكل أو كم من الوقت مضى منذ أن أكل.
- مستوى التعب ومدى جودة نومه في الليلة السابقة.
يمكن أيضاً استخدام دفتر النوبات لتحديد ما إذا كانت أدويته تعمل أم لا مع ملاحظ كيف شعر قبل النوبة وبعدها مباشرة، وأي آثار جانبية.
الأسباب
يمكن أن تؤدي مجموعة متنوعة من الأشياء إلى حدوث نوبات. تشمل الأسباب المحتملة ما يلي:
- إصابات في الدماغ.
- تندب على الدماغ بعد إصابة في الدماغ (صرع ما بعد الصدمة).
- مرض خطير أو ارتفاع في درجة الحرارة.
- السكتة الدماغية، وهي سبب رئيسي للصرع لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً.
- أمراض الأوعية الدموية الأخرى.
- نقص الأكسجين في الدماغ.
- ورم في المخ أو كيس.
- الخرف أو مرض الزهايمر.
- تعاطي المخدرات للأم، أو إصابة ما قبل الولادة، أو تشوه الدماغ، أو نقص الأكسجين عند الولادة.
- الأمراض المعدية مثل الإيدز والتهاب السحايا.
- الاضطرابات الوراثية أو النمائية أو الأمراض العصبية.
تلعب الوراثة دوراً في بعض أنواع الصرع. لدى عامة البشر، هناك فرصة بنسبة 1٪ للإصابة بالصرع قبل سن 20 عاماً، أما إذا كان أحد الوالدين مرتبطًا بالصرع بالوراثة، فإن هذا يزيد من خطر الإصابة به إلى 2 إلى 5 بالمائة.
التشخيص
من أجل تشخيص الصرع، يجب استبعاد الحالات الأخرى التي تسبب النوبات. من المحتمل أن يطل الطبيب للتشخيص ما يلي:
- اختبارات الدم.
- مخطط كهربية الدماغ هو الاختبار الأكثر شيوعاً في تشخيص الصرع.
- اختبارات التصوير التي يمكن أن تكشف الأورام والتشوهات الأخرى التي يمكن أن تسبب النوبات. قد تشمل هذه الاختبارات: (الأشعة المقطعية -التصوير بالرنين المغناطيسي -التصوير المقطعي المحوسب).
عادة ما يتم تشخيص الصرع إذا كان المريض يعاني من نوبات دون سبب واضح.
العلاج
تعتمد خطة العلاج الخاصة بكل مريض على شدة الأعراض وصحته ومدى الاستجابة للعلاج. تشمل بعض خيارات العلاج ما يلي:
- الأدوية المضادة للصرع (مضادات الاختلاج، مضادات الصرع): يمكن أن تقلل هذه الأدوية من عدد النوبات التي يعاني منها المريض أو يمكن أن يزيل النوبات. لكي تكون فعالة، يجب أن يؤخذ الدواء بالضبط كما هو موصوف.
- محفز العصب المبهم: يوضع هذا الجهاز جراحياً تحت الجلد على الصدر ويحفز كهربائياً العصب الذي يمر عبر الرقبة وهذا يمكن أن يساعد في منع النوبات.
- النظام الغذائي الكيتون: يستفيد أكثر من نصف الأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية من هذا نظام التغذية عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات.
- جراحة الدماغ: يمكن إزالة أو تغيير منطقة الدماغ التي تسبب نشاط النوبات.
البحث في العلاجات الجديدة مستمر، وأحد العلاجات التي قد تكون متاحة في المستقبل هو التحفيز العميق للدماغ. إنه إجراء يتم فيه زرع أقطاب كهربائية في الدماغ، ثم يتم زرع مولد في الصدر فيرسل المولد نبضات كهربائية إلى الدماغ للمساعدة في تقليل النوبات.