fbpx

نقص كالسيوم الدم : الأسباب والأعراض والعلاج.

نقص كالسيوم الدم حالة مرضية ناتجة عن انخفاض مستوى الكالسيوم الكلي في المصل عن مستواه الطبيعي أي أقل من 8.5 مغ/دل (أو تركيز الكلس الشاردي الحر أقل من 4.65 مغ/دل). ويكون شديداً عند وصوله لمستويات أقل أو تساوي 7.5مغ/دل (تركيز الكلس الشاردي الحر أقل من 3.6مغ/دل).

هناك بعض الحالات التي ينخفض فيها مستوى الكالسيوم الكلي في الجسم مع تراكيز طبيعية لمستوى الكلس الشاردي. غالباً ما تنتج عن نقص بروتينات الدم واضطرابات التوازن الحمضي القلوي (مثل القلاء التنفسي وارتفاع PH في سياق فرط التهوية).

الكالسيوم (الكلس) عنصر شاردي مهم جداً في الجسم، مسؤول عن استقرار كمون الراحة للغشاء الخلوي. ويلعب دور مرسال ثانوي في سبيل نقل الإشارة داخل الخلوي. كما يعد عاملًا مساعدًا مطلوبًا لتعزيز فعالية شلال التخثر والعديد من الأنزيمات مثل الفوسفوليباز.

 

أسباب نقص كالسيوم الدم :

يتراوح مستوى الكلس الطبيعي في المصل بين (8.5 – 10.5) مغ/ دل. ويتم المحافظة على توازن واستتباب الكالسيوم في الجسم عبر عمليات معقدة تشترك فيها عدة أعضاء (الكلية – السبيل الهضمي – الكبد – الجلد – الدرق وجارات الدرق – العظام ). ومجموعة من الهرمونات (PTH المفرز من جارات الدرق و Vitamin D المسؤولان عن رفع مستوى الكلس في الدم ، الكالسيتونين Calcitonin المفرز من الغدة الدرقية والمسؤول عن تخفيض مستوى الكلس).

أي خلل في هذه الآليات سيؤدي إلى اضطراب حقيقي في كالسيوم الدم زيادةً أو نقصاناً.

ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى نقص كالسيوم الدم في الجسم:

  1. قصور جارات الدرق ونقص إنتاج :PTH غالباً ما يحدث بعد الاستئصال الجراحي لجارات الدرق أو للغدة الدرقية. وفي سياق الاضطرابات المناعية والخلقية لجارات الدرق مثل متلازمة Di George.
  2. عوز فيتامين د Vitamin D: بسبب سوء التغذية واضطرابات الهضم والامتصاص (كالداء الزلاقي)، وعدم التعرُّض الكافي لأشعة الشمس.
  3. القصور الكلوي المزمن CKD: تنقص قدرة الكلية على إطراح شاردة الفوسفور من الجسم مما يؤدي لارتفاع مستواها في الدم وترسّبها مع الكالسيوم ضمن الأنسجة مما يؤدي إلى نقص كلس الدم.
  4. التهاب البنكرياس النخري الحاد: بسبب زيادة استهلاك الكالسيوم ضمن تفاعل التصبُّن المحدث في البنكرياس.

 

تشمل أسباب نقص الكلس الأخرى ما يلي:

  1. الأدوية: مدرات العروة Lasix، الستيروئيدات، مثبطات المناعة (Denosumab – Doxorubicin)، الصادات الحيوية مثل Pentamidin، ومضادات الفطريات مثل الكيتوكونازول وغيرها.
  2. انحلال الدم ونقل الدم المتكرر: بسبب وجود السيترات الخالبة للكلس ضمن مشتقات الدم.
  3. نقص كالسيوم الدم الكاذب أو المصنع: بسبب ضياع البروتينات (في التشمع، النفروز) والاضطرابات التي ترفع PH الدم (مثل فرط التهوية وغيرها).
  4. النقائل العظمية ومتلازمة العظم الجائع.

 

أعراض نقص الكالسيوم في الدم:

يتعلق ظهور أعراض نقص كالسيوم الدم السريرية (بشدّة النقص – إزمان الحالة – عمر المريض – الأمراض المرافقة). أهم وأشيع الأعراض:

  • التظاهرات العصبية: أشيع الأعراض السريرية المشاهدة، يشكو المريض من تكزز Tetany (ناجم عن فرط الاستثارة العصبية العضلية). قد يكون خفيفًا على شكل خدر وتنميل مع إحساس بالوخز في الأطراف و/أو حول الفم. أو شديدًا يتظاهر بشكل: تشنجات في الحنجرة والرغامى أو الكف والقدم على الشكل التالي (تقريب إصبع الإبهام باتجاه راحة اليد – ثني المعصم – بسط الأصابع – العطف الظهري للكاحل والأخمصي لأصابع القدم). أو اختلاجات معممة في الجسم (أحياناّ يكون التظاهر الوحيد الموجود عند المريض).
  • التظاهرات القلبية والوعائية: خفقان وتسرع نبضات القلب، الغشي.
  • تظاهرات هيكلية: يبوسة مفصلية وآلام عضلية.

قد يُلاحظ بالفحص السريري وجود علامات تشير لنقص الكلس، مثل:

  • علامة شوفستيك :Chvostek sign تقلصات صغيرة في عضلات الوجه تحدث عند النقر على العصب الوجهي أسفل وأمام الأذن. قد تكون هذه العلامة إيجابية عند 25% من الأشخاص الأصحّاء.
  • علامة تروسّو Trousseau sign: تشنج في الرسغ وأصابع اليد “مظهر يد المولّد” بعد عدة دقائق من نفخ كم جهاز الضغط بمقدار20 ملم زئبقي فوق الضغط الانقباضي لدى المريض. تتواجد لدى 1% فقط من الأشخاص الأصحاء، فهي الأكثر نوعية لنقص الكلس.

في الحالات المزمنة من نقص الكلس يعاني بعض المرضى من:

  • اضطرابات نفسية: عادةّ ما تكون قابلة للتراجع مثل القلق والاكتئاب والهلوسات.
  • اضطرابات عينية: وذمة حليمة العصب البصري.
  • مشاكل في الأسنان: تغيرات في شكل السن ، نقص تنسج الميناء.
  • اضطرابات عظمية: تليُّن العظام Osteomalacia.

 

التشخيص:

يتم تأكيد تشخيص نقص كالسيوم الدم عن طريق قياس مستوى الكالسيوم في الدم وتعديله حسب الألبومين في الدم وفق المعادلة التالية:

  • تركيز الكلس المصحح= 0.8 * (الألبومين الطبيعي – ألبومين المريض) + تركيز الكلس في الدم.

تطلب أيضاً فحوص مصلية أخرى لكل المرضى مثل: (اليوريا، الكرياتينين، الفوسفور، المغنيزيوم، غازات الدم) من أجل التقييم السريري الكامل. كما تطلب بعض الاختبارات الإضافية للبحث عن السبب مثل:PTH في حال انخفاضه نتوجه لوجود اضطراب في الغدد جارات الدرق. أما في حال ارتفاعه فيجب البحث عن أسباب أخرى لنقص الكلس / Amylase في حال الشك بوجود التهاب بنكرياس / معايرة Vitamin D عند التوجه لعوزه في لغذاء وغيرها.

يجب أيضاً إجراء تخطيط قلب كهربائي ECG لكل المرضى. تتم ملاحظة بعض التبدلات التخطيطية الهامة مثل تطاول الشدفة QT، لانظميات بطينية مثل التسرع والرجفان البطيني وغيرها. كما يكون من المفيد إجراء صور بسيطة للعظام لتقييم الاضطرابات العظمية.

 

علاج نقص كلس الدم:

يعتمد علاج نقص كالسيوم الدم بشكل أساسي على تعويض الكالسيوم وتدبير السبب الأساسي.

عادةً ما يكون التعويض الفموي كافٍ، لكن في بعض حالات نقص الكلس الحاد الشديد يجب قبول المرضى في المشفى من أجل التعويض الوريدي السريع للكلس للديهم، وهذه الحالات هي:

  • حالات التكزز الشديدة: تشنجات الحنجرة والرغامى، التشنجات الكف والقدم، الاختلاجات المعممة.
  • تطاول الشدفةQT على .ECG
  • مستوى كلس المصل أقل أو يساوي 7.5 مغ/دل.

دوماً يجب معرفة السبب الذي أدى إلى نقص الكلس وتدبيره (إيقاف الأدوية المسببة لنقص الكلس واستبدالها إن أمكن – تعويض المغنيزيوم وفيتامين د في حال عوزهما وغيرها) وإلا لن يرتفع مستوى الكلس لدى المريض.

 

الوقاية من نقص كالسيوم الدم :

  • تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين د بشكل يومي مثل الحليب والبيض.
  • الحرص على التعرض للشمس بكميات جيدة خلال النهار.
  • يوصى بنقل الكالسيوم لدى المرضى الذين يقومون بنقل الدم ولديهم مرض مسبق مؤهب لنقص الكلس.

 

 

اقرأ أيضًا:

قصر القامة : الأسباب وطرق العلاج

فيتامين D : فوائده وأهميته

 

إعداد:

د. نيبال جرجس عبد الملك.