مقاومة المضادات الحيوية تعد واحدة من أكثر المشكلات الصحيّة إلحاحًا المنتشرة كثيرًا في العالم في يومنا هذا. إذ تتمثل العوامل الرئيسية الّتي تؤدي إلى حدوثها بسوء استخدام المضادات الحيوية والإفراط في استخدامها. يمكن للعاملين في القطّاع الصّحي ولعامةِ الناس أيضًا المساعدة وذلك من خلال ضمان الاستخدام الصحيح للأدوية وبالتالي التقليل من تطوّر هذه المشكلة.
يمكن للعديد من المضادّات الحيويّة أن تعالج العدوى الّتي تسببها البكتيريا بنجاح (الالتهابات البكتيرية) وتمنع انتشار المرض. وتقلل أيضًا من مضاعفات الأمراض الخطيرة. ولكن بعض المضادّات الحيويّة الّتي كانت تستخدم كعلاجات نموذجية للعدوى البكتيرية أصبحت الآن لا تؤدي التّأثير المطلوب. وبعضًا منها لا يُجدي نفعًا بالمطلق ضدّ بعض الأنواع البكتيرية. وعندما لا يؤدي المضادّ الحيوي التّأثير المطلوب ضد بعض السلالات البكتيرية يقال أنّ هذه البكتيريا تقاوم المضادّات الحيويّة.
ما هو أسباب مقاومة المضادات الحيوية ؟
تقاوم البكتيريا الدواء عندما تغيّر من نفسها بإحدى الطرق. إذ يحمي هذا التغيير البكتيريا من تأثيرات الأدوية أو يحدُّ من وصول الدواء إليها. ومن الممكن أن يؤدي هذا التغيير في البكتيريا إلى حدوث تغيير في الدواء أو حتى تدميره.
تتكاثر البكتيريا الّتي تنجو من العلاج بالمضادّات الحيويّة وتنقل خصائصها المقاومة للأدوية إلى البكتيريا الأخرى. تؤثر طريقة استخدام الأدوية على مدى سرعة ودرجة حدوث المقاومة. ولكن ذلك لا يغير من حقيقة أنّ البكتيريا تطوّر من مقاومتها للأدوية إذ إن ذلك يعدّ أمرٌ طبيعي ومتوقع.
يعد الاستخدام المفرط للمضادّات الحيويّة من أهم أسباب مقاومة المضادات الحيوية. وخاصةً عندما تؤخذ المضادّات لحالةٍ مرضيةٍ ما ولا تكون هي العلاج المناسب لها. وفقًا لمركز السّيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنّ حوالي ثُلث المضادّات الحيويّة الّتي يستخدمها الناس غير ضرورية أو غير مناسبة لحالتهم المرضية.
أسباب أخرى:
تعالج المضادّات الحيويّة العدوى الّتي تسبّبها البكتيريا ولكنها لا تعالج العدوى الّتي تسبّبها الفيروسات (العدوى الفيروسية). على سبيل المثال، يكون المضادّ الحيوي علاجًا مناسبًا لالتهاب الحلق العقدي الّذي تسبّبه البكتيريا. ولكنه لا يكون العلاج الصحيح لمعظم حالات التهاب الحلق التي تسبّبها الفيروسات.
تشمل حالات العدوى الفيروسية الشّائعة الأخرى الّتي لا تحتاج إلى معالجة باستخدام المضادّات الحيويّة ما يلي:
- نزلات البرد وسيلان الأنف
- الانفلونزا
- التهاب الشعب الهوائية
- معظم أنواع السّعال
- بعض حالات التهاب الأذن
- بعض حالات التهاب الجيوب الأنفية
- أنفلونزا المعدة
- فيروس كورونا 2019 (كوفيد 19)
في حال تناولت المضادّات الحيويّة عند إصابتك بعدوى فيروسية، سيهاجم المضادّ الحيوي البكتيريا النافعة الموجودة في جسمك والّتي لا تسبّب الأمراض. يمكن لهذه المعالجة غير الصحيحة أن تخلق فرصة للبكتيريا التي يُحتمل أن تكون ضارّة لتحل محل البكتيريا غير الضّارة وبالتالي تتشكل مقاومة المضادات الحيوية .
أهم النصائح لتجنب خطر الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية:
من السهولة التّوقف عن تناول المضادّ الحيوي حالما تشعر بتحسّن. ولكنك تحتاج إلى أخذ العلاج الكامل من أجل قتل البكتيريا المسببة للمرض.
إذا لم تأخذ المضاد الحيوي كما هو موصوفٌ لك، ستحتاج إلى إعادة العلاج من البداية لاحقًا. وإذا توقّفت عن أخذه يمكن أن يعزز ذلك من انتشار الخصائص مقاومة المضادات الحيوية بين البكتيريا الضّارة.
يمكن أن يساعد الاستخدام السّليم للمضادّات الحيويّة في:
- الحفاظ على فعالية المضادّات الحيوية الحاليّة
- إطالة مدى عمر المضادّات الحيوية الحاليّة
- حماية الناس من الالتهابات المقاومة للمضادّات الحيويّة
- تجنّب التّأثيرات الجانبية للاستخدام غير الصحيح للمضادّات الحيويّة
طبّقت العديد من المشافي والجمعيات الطبية إرشادات جديدة لتشخيص ومعالجة العدوى. وُضعت هذه الإرشادات من أجل ضمان المعالجة الفعّالة التي تطبّق ضدّ العدوى البكتيرية والحدّ من الاستخدام غير الصحيح للمضادّات الحيويّة.
يلعب عامة الناس أيضًا دورًا مهمًا في ضبط استخدام الأدوية والحدّ من تطور مقاومة المضادات الحيوية . ويمكنك المساعدة في ذلك من خلال:
- تجنّب الضّغط على طبيبك من أجل أن يعطيك وصفة تحتوي على مضاد حيوي. اطلب منه تقديم المشورة لك من أجل معالجة الأعراض المرضية الّتي تعاني منها.
- اغسل يديك بانتظام بالصابون والماء على الأقل لمدة 20 ثانية. نظّف الجروح والإصابات من أجل تجنّب العدوى البكتيرية الّتي تحتاج إلى معالجة بالمضادّات الحيويّة.
- قم بأخذ كلّ اللّقاحات الموصّى بها إذ تحمي بعض اللقاحات من العداوى البكتيرية مثل الخنّاق والسّعال الديكي (الشّاهوق). تحقّق قبل أن تسافر من حصولك على كلّ اللّقاحات المطلوبة أيضًا.
- خفف من خطر إصابتك بالعدوى البكتيرية الّتي قد تصاب بها عن طريق الطعام، يكون ذلك عن طريق تجنّب شرب الحليب الخام غير المغلي وغسل اليدين قبل إعداد الطعام وقبل تناوله، واستخدام درجة حرارة مناسبة وآمنة لطهي الطعام.
- استخدم المضادات الحيويّة الموصوفة فقط من قِبل طبيبك وتناول الدواء بالكميات اليومية الموصوفة لك بالضبط وقم بإتمام العلاج بالكامل وفي حال ظهرت لديك أي أعراض جانبية يجب عليك أن تخبر طبيبك بذلك.
- لا تأخذ المضادّات الحيويّة المتبقية لديك من أجل مرضٍ آخر في وقتٍ لاحق لأنه قد لا يكون المضادّ الحيوي المناسب لحالتك المرضية لاحقًا وقد لا يغطّي دورة العلاج الكاملة للمضاد الحيوي.
- لا تتناول المضادّات الحيويّة الموصوفة لشخصٍ آخر ولا تسمح لأحدٍ باستعمال المضادّ الحيوي الموصوف لك.
اقرأ أيضًا:
التصلب العصيدي : الأسباب والأعراض والعلاج
التهاب الأجفان : الأسباب والأعراض والعلاج
إعداد:
الصيدلانية آية محمد سامر عيون