fbpx

مخاطر حصيات المرارة

تعتبر حصيات المرارة من المشكلات الشائعة المشاهدة يوميًا لدى مرضى العيادات، وهذه الحصيات عبارة عن قطع صلبة من سائل الصفراء المفرز من الكبد، تتشكل في المرارة أو القنوات الصفراوية.

تحدث لدى 10-15% من البالغين وخاصةً عند النساء، وتلعب الوراثة دورًا مهمًا في حدوثها. ويعاني نحو 20% فقط من مرضى الحصيات المرارية المشخصين من أعراض القولنج المراري ويحتاجون حينها إلى العلاج الذي يكون جراحيًا عادةً باستئصال المرارة.

أسباب حصيات المرارة وعوامل الخطورة:

تتشكل حصيات المرارة عادةً بسبب تراكم المواد الصلبة غير القابلة للذوبان مثل الكوليسترول والأملاح الصفراوية على شكل رواسب في الجزء السفلي من المرارة أو القنوات الصفراوية. ويعتمد ذلك على تركيز كل من الكوليسترول والأملاح والأصبغة الصفراوية في الصفراء. وتشمل عوامل الخطورة ما يلي:

  • العمر: يزداد خطر تشكل الحصيات المرارية مع تقدم العمر، إذ تأخذ الحصيات بالنمو والتطور وقتًا طويلًا. تكون شائعة عند الرجال بعد سن 60 عامًا، وعند النساء بين سن 20-50 عامًا.
  • عوامل هرمونية: الحصيات المرارية أشيع عند النساء ثلاث مرات مقارنةً مع الرجال. وتتأثر أيضًا بمستويات هرموني الإستروجين والبروجيسترون، إذ يزيد الإستروجين من طرح الكوليسترول في الصفراء، أما البروجيسترون فيحدث الركودة الصفراوية لأنه يبطئ إفراغ المرارة.
  • الوزن: يزداد الخطر عند البدينين لأن دهون الجسم الزائدة تطلق هرمون الإستروجين، فتزداد بالتالي مستوياته مع الكوليسترول أيضًا. ومن ناحية أخرى، فقدان الوزن السريع كما يحدث بعد عمليات قص المعدة (عمليات البدانة) يمكن أن يسبب أيضًا حصيات مرارية. لأن فقدان الدهون السريع في الجسم يؤدي إلى إطلاق سريع لكميات كبيرة من الكوليسترول في الصفراء.
  • العرق والقصة العائلية.

أعراض حصيات المرارة:

تكون حصيات المرارة غير عرضية في أغلب الأحيان، وعندما تنحشر أو تسبب انسدادًا للمرارة تظهر الأعراض. وتتمثل بشكل أساسي بالألم البطني العلوي (خاصةً بالربع العلوي الأيمن) والغثيان. وهذه الأعراض تكون نوبية عادةً وأحيانًا تكون مستمرة. تشمل الأعراض الأخرى:

  • التعرق.
  • الحمى.
  • تسرع/ انخفاض ضربات القلب.
  • انتفاخ البطن والشعور بالثقل بالألم عند جس البطن.
  • لون يرقاني.
  • بول غامق اللون وبراز ذو لون فاتح.
  • الشعور بدوخة وتعب عام.

يبدأ الألم المراري (القولنج المراري) النموذجي خفيفًا ثم يشتد بالتدريج حتى يصل ذروته بعد ساعات قليلة، ويستمر لساعات ثم يعود ليتراجع بالتدريج مثلما كان قد اشتد بالتدريج.

يكون الألم شديدًا وغير محتمل لدرجة طلب المعونة الطبية وقد يبكي المريض من شدة الألم. ويحدث عادةً بعد ساعات من تناول وجبة دسمة وقد يوقظ المريض من نومه بين حين وآخر، ومن صفاته أنه قد ينتشر للكتف الأيمن أو بين لوحي الكتف أو الظهر.

يكون القولنج ناجمًا عن انسداد القناة المرارية أو المرارة بحصاة صفراوية. وبالتالي توسع عضلات المرارة وتوترها وزيادة حجمها ومن ثم تقلصها ضد الانسداد وحدوث ألم شديد.

وبعد تحرك الحصاة إلى مكان آخر، تمر الصفراء ويخف التوتر ويزول توتر العضلات الملساء ويزول الألم وينتهي القولنج.

أحيانًا يكون الألم في منتصف البطن (المنطقة الشرسوفية)، ويختلط التشخيص هنا مع أمراض أخرى مثل: القرحة الهضمية، الارتجاع المعدي المريئي، متلازمة القولون المتهيج (القولون العصبي)، احتشاء العضلة القلبية السفلي.

يحرض نوبة القولنج عادةٍ تناول وجبة غذائية ثقيلة أو مليئة بالدهون والدسم، إذ سيؤدي ذلك إلى تقلص كبير في المرارة.

 

علاج الحصيات المرارية:

الحصيات التي لا تسبب أعراضًا للمريض لا داعي لتقديم أي علاج حينها. ولكن بمجرد ظهور الأعراض يكون عندها علاج حصيات المرارة هو استئصال المرارة، لأن هذه الأعراض ستتكرر لدى المريض لاحقًا.

يعد استئصال المرارة العلاج الوحيد المفيد على المدى البعيد. وتعد جراحة المرارة من أشيع العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها حول العالم، خاصةً استئصال المرارة بالمنظار.

قد تكون الجراحة غير مستطبة لدى المريض لسبب ما، وعندها يمكن اللجوء إلى حل بديل وهو تفميم فغر المرارة. ويكون ذلك عبر وضع أنبوب في المرارة لتصريفها خارجًا. وتعد العلاجات الدوائية غير مفيدة وليست بديلًا عن الحل الجراحي للحصيات.

 

مخاطر حصيات المرارة:

قد ينتج عن الحصيات المرارية مخاطر ومضاعفات عديدة مع مرور الوقت، ومنها ما يلي:

  • التهاب المرارة الحاد.
  • التهاب البنكرياس.
  • حصيات القناة الجامعة.
  • التهاب الطرق الصفراوية الحاد.
  • التهاب الكبد.
  • اليرقان.
  • إنتان الدم.
  • انسداد أمعاء بالحصيات الصفراوية.
  • سرطان المرارة.

الوقاية من حصيات المرارية ليست أمرًا مؤكدًا، ولكن يمكن تقليل خطر تشكل هذه الحصيات بالتخفيف من تناول الأطعمة الدسمة والتي تحوي الكوليسترول في النظام الغذائي.

د. يوسف الجنيدي

اقرأ أيضًا:

كيف أتجنب الإصابة بحصيات الكلى ؟

النظام الغذائي والحياة الجنسية