يعد التهاب الزائدة الدودية الحاد أكثر الحالات الطبية الجراحية شيوعًا في العالم، وهو السبب الرئيس لألم البطن الجراحي الحاد. لذلك، يجب تشخيصه بشكل جيد ومبكر تجنبًا لحدوث مشاكل ومضاعفات خطيرة.
الزائدة الدودية عبارة عن بنية أنبوبية الشكل بحجم الإصبع تتبارز من الجزء السفلي الأيمن للقولون الأيمن. ويمكن في بعض الحالات أن تسد الكتل البرازية لمعة الزائدة ويحدث فيها تكاثر للجراثيم والتهاب تالٍ، ومن ثم تشكل وذمة وتضخم في الزائدة الدودية.
مع مرور الوقت، قد تنفجر الزائدة الدودية نتيجة الالتهاب والتضخم الشديدين، ما ينتج عن ذلك حالة إسعافية طارئة مهددة لحياة المريض. إذ تنتشر الجراثيم إلى داخل تجويف البطن ويحدث التهاب صفاق معمم، وقد تصل العدوى إلى مجرى الدم ويحدث إنتان دموي مهدد للحياة ما لم يتم التداخل سريعًا لإنقاذ حياة المريض.
يحدث التهاب الزائدة بشكل شائع بين سن 10-30 عامً، وتعد مرحلة المراهقة لدى الأطفال المرحلة الأشيع لحدوثه. في أميركا، يصاب نحو 5% من السكان بالتهاب الزائدة الحاد خلال حياتهم.
أعراض التهاب الزائدة الدودية الحاد:
يعد الألم البطني أكثر أعراض التهاب الزائدة الدودية الحاد شيوعًا. في الحالة النموذجية، يبدأ الألم البطني في التهاب الزائدة بشكل مفاجئ في منطقة حول السرة وينتهي في منطقة توضع الزائدة (الربع السفلي الأيمن من البطن) بعد 4 إلى 6 ساعات. وهو ألم موضع ناتج عن تخريش الصفاق، وقد يصبح معمّمًا في حال انثقاب الزائدة وحصول التهاب صفاق معمم.
في 25% من الحالات، قد يبدأ الألم مباشرةً في منطقة الزائدة (المنطقة الحرقفية اليمنى)، أي ليس هناك هجرة للألم. يزداد الألم بالحركة والسعال ورفع الظهر ويخف الألم عند انحناء المريض للأمام وفي حال أخذ مسكنات الألم. ولكن، يجب عدم إعطاء أي مسكن في حال الاشتباه بالتهاب الزائدة الدودية، لكي لا نخفي أعراض المريض ويضيع التشخيص. يكون الألم مترددًا في البداية ثم يصبح مستمرًا مع اشتداده.
تشمل الأعراض الرئيسية ما يلي:
- نقص الشهية للطعام: هو من الأعراض المهمة، إذ إن 90% من المرضى لديهم نقص شهية للطعام. وفي حال غيابه يجب الشك بتشخيص التهاب الزائدة. لذلك، نسأل المريض متى آخر وجبة تناولتها؟؟ وهل يمكنك التناول الآن في حال أحضرنا لك الطعام؟
- غثيان وإقياء: نجدهما في 70% من الحالات.
- إمساك أو إسهال: الإسهال أشيع عند الأطفال والمسنين.
تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- ارتفاع حرارة: بسيط (38 – 38.5)، وقد تبلغ الحرارة 40 درجة مئوية في حال حدوث الاختلاطات، مثل انثقاب الزائدة وتخريش الصفاق.
- تسرع نبض، تعب عام: (المريض غير مرتاح).
- أعراض بولية: حسب توضع الزائدة (تخريش الزائدة للمثانة والحالب والعناصر المجاورة). ففي حال كان توضعها حوضيًا أو خلف الأعور أو خلف الدقاق، قد تظهر أعراض بولية مثل تعدد البيلات، بيلة الدموية، بيلة القيحية. لذلك، نسأل المريض/ة عن وجود حرقة في البول، تعدد بيلات، أو وجود تقطيش في البول، امتداد ألم البطن إلى أسفل البطن ومنطقة العانة مع انتشاره للفخذين.
- أعراض نسائية: من المهم سؤال الإناث والسيدات في سن الإنجاب عن موعد آخر دورة، وهل هي منتظمة أم لا؟ ويجب وضع تشخيص الحمل واختلاطاته في الحسبان.
علامات التهاب الزائدة الحاد:
تشمل العلامات ما يلي:
- علامة ماكبورني McBurney’s sign: ألم شديد في نقطة ماك بورني (الموقع الأشيع لتوضع الزائدة الدودية). إذ نضغط على نقطة ماك بورني ونطلب من المريض أن يتنفس فتظهر علامات الإيلام على وجهه.
- علامة بلومبيرغ Blumberg sign (الألم المرتد): هو شعور المريض بألم شديد بعد الضغط باليد أو الأصابع على نقطة ماك بورني ثم إزالتها بسرعة، فيصرخ المريض من الألم.
- علامة روفسنغ Rovsing sign: هو حدوث ألم في الحفرة الحرقفية اليمنى عند الضغط على الحرقفية اليسرى. وهو ناتج عن اندفاع الغازات عبر القولون المعترض ومن ثم حركة الزائدة وتخريش الصفاق.
من العلامات الأخرى:
- علامة البسواس Iliopsoas sign: إيجابية في الحالات التي يكون فيها توضع نهاية الزائدة خلفيًا على عضلة البسواس. نقوم ببسط الفخذ الأيمن للمريض وهو مستلقٍ على جانبه الأيسر، ما يؤدي إلى توتير عضلة البسواس، فإذا تألم المريض دون الضغط على نقطة ماك بورني تكون العلامة إيجابية.
- علامة السدادية Obturator sign: ألم عند التدوير الداخلي للفخذ الأيمن المعطوف على البطن والمريض في وضعية الاستلقاء.
- علامة دنفي Dunphy’s sign: ألم حاد في الحرقفية اليمنى ناجم عن السعال، وتشير إلى التهاب الصفاق الموضعي.
علاج التهاب الزائدة الدودية الحاد:
العلاج الوحيد لالتهاب الزائدة الدودية هو الاستئصال الجراحي، سواء بفتح البطن أو عبر تنظير البطن. بمجرد تشخيص الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية، يصبح كسب الوقت ضروريًا. إذ يمكن أن تنفجر الزائدة الدودية خلال 36 ساعة من ظهور الأعراض الأولى.
تعد عملية استئصال الزائدة الدودية واحدة من أكثر العمليات الجراحية شيوعًا التي يتم إجراؤها في جميع أنحاء العالم. ويمكن أخذ بعض المضادات الحيوية والمكسنات قبل إجراء العمل الجراحي لتخفيف ألم المريض وتقليل الحالة الالتهابية الموجودة قبل العملية.
د. يوسف الجنيدي
اقرأ أيضًا: