متلازمة انقطاع التنفس النومي هو حالة ينقطع فيها التنفس أثناء النوم، حيث تؤثر فترات التوقف المؤقت في التنفس على جودة النوم ويمكن أن تؤدي إلى النعاس أثناء النهار ومشاكل في السلوك لدى الأطفال.
آخر الدراسات المثبتة من المجلة الراقية ogyاJAMA Cardio تؤكد أن الأطفال الذين كانوا يعانون من تناذر انقطاع التنفس أثناء النوم اعتبر أنه يرفع احتمالية إصابتهم بارتفاع توتر شرياني بأعمار مبكرة بثلاثة أضعاف عن غيرهم.
الأسباب
هناك عدة أسباب لانقطاع النفس الانسدادي النومي عند الأطفال:
- تضخم اللوزتين والناميات: عامل خطر معروف على نطاق واسع لحالة توقف التنفس أثناء الطفولة هو تضخم اللوزتين والناميات. اللوزتين والناميات هي غدد تقع في مؤخرة الحلق وهي جزء من جهاز المناعة. قد تتضخم اللوزتين واللحمية بسبب الجينات أو الانتانات التنفسية المتكررة أو الالتهابات. عندما تتضخم، تعمل هذه الغدد على تقليص مجرى الهواء، مما يجعل التنفس أثناء النوم أكثر صعوبة.
- السمنة عند الأطفال: تحدث انقطاع التنفس أثناء النوم في كثير من الأحيان بسبب السمنة، والتي تقيد مجرى الهواء أيضاً. يحدث انقطاع النفس الانسدادي النومي لدى 60٪ من الأطفال البدناء.
- عوامل الخطر الأخرى: تشمل الأسباب الأخرى لانقطاع النفس الانسدادي النومي وجود فك صغير أو عضة مفرطة عند الطفل، كما يؤثراستخدام المهدئات، وضعف عضلات اللسان والحلق بسبب حالات مثل متلازمة داون أو الشلل الدماغي. ومن العوامل أيضاً التواجد حول البالغين الذين يدخنون، ووجود تاريخ عائلي من انقطاع النفس الانسدادي النومي من عوامل الخطر لتوقف التنفس أثناء النوم في مرحلة الطفولة.
الأعراض
الشخير هو أحد الأعراض المميزة لانقطاع النفس الانسدادي النومي. ومع ذلك، لا يعاني جميع الأطفال الذين يعانون من الشخير من انقطاع النفس أثناء النوم، وليس كل الأطفال المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم يعانون من الشخير. يمكن للطبيب فقط تحديد ما إذا كانت أعراض الطفل ناتجة عن انقطاع النفس النومي. بالإضافة إلى الشخير، تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- التنفس عن طريق الفم أثناء النوم.
- السعال أو الاختناق.
- تعرق ليلي.
- المشي أثناء النوم.
- الكلام أثناء النوم.
- رعب النوم.
- التبول اللاإرادي.
يسبب انقطاع النفس النومي أيضاً أعراضاً ضارة أثناء ساعات الاستيقاظ. قد تشمل هذه:
- النعاس أثناء النهار.
- صعوبة في التركيز.
- المشكلات السلوكية التي غالبًا ما تحاكي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مثل فرط النشاط والتمرد والاندفاع.
- صداع الصباح.
- مزاج عصبي.
- صعوبة السيطرة على العواطف.
التشخيص
يجمع الطبيب معلومات من الطفل والأهل حول عادات نوم الطفل وأي أعراض أثناء النهار والليل، قد يقوم الطبيب بإجراء فحص لفم الطفل ورقبته وحلقه للبحث عن الخصائص الجسدية التي تزيد من خطر الإصابة بانقطاع النفس النومي (مثل تضخم اللوزتين والناميات). فإذا أشار التقييم الأولي إلى أن المزيد من الاختبارات مناسبة، فقد يقترح الطبيب تخطيط النوم، يتضمن تخطيط النوم قياس وظائف الجسم المحددة أثناء نوم الطفل. تخطيط النوم هو الأسلوب المعياري الذهبي لتقييم حالة انقطاع النفس النومي المشتبه به، حيث يوفر النتائج الأكثر تحديداً وهو اختبار غير مؤلم.
العلاج
تعتمد علاجات انقطاع التنفس أثناء النوم في مرحلة الطفولة على سبب وشدة الأعراض ويجب مناقشتها بالتفصيل مع الطبيب:
- استئصال اللوزتين: يمكن علاج انقطاع النفس الناجم عن تضخم اللوزتين والناميات عن طريق إزالتهما جراحياً.
- العلاج العضلي الوظيفي: تم إثبات أن تمارين الفم والحلق، والمعروفة باسم “العلاج الوظيفي العضلي” أو “تمارين الفم والبلعوم”، تعمل على تحسين انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم والشخير عند الأطفال.
- تقويم الأسنان: أجهزة توسيع الفك العلوي السريع والنهوض بالفك السفلي هي أساليب تقويم الأسنان التي تستخدم أجهزة طب الأسنان لخلق مساحة أكبر في الفم وتحسين تدفق الهواء عبر مجرى الهواء.
- علاج الحساسية والتهاب الجيوب الأنفية: قد تكون الأدوية، مثل بخاخ الأنف الستيرويد، وغسول الأنف بمحلول ملحي، أو أدوية الحساسية الأخرى، خياراً للأطفال الذين يعانون من أعراض انقطاع النفس النومي الخفيف. يمكن أن تقلل هذه الأدوية من انقباض مجرى الهواء وضعف اللسان الناتج عن التنفس المستمر من خلال الفم. وغالباً ما يتم علاج الحساسية بالاقتران مع خيارات العلاج الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن مراقبة الأطفال الذين يعانون من أعراض خفيفة جداً أو بدون أعراض بمرور الوقت دون إعطاء العلاج.
العلاجات الطبيعية المتاحة لتوقف التنفس أثناء النوم عند الأطفال
قد تساعد العلاجات الطبيعية التالية في تقليل انقطاع النفس الانسدادي النومي عند الأطفال وهي:
- إنقاص الوزن: عند الأطفال المصابين بالسمنة وانقطاع النفس الانسدادي النومي، يمكن لفقدان الوزن أن يخفف الأعراض عبر اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية.
- تجنب المواد المسببة للحساسية: قد يكون من المفيد تجنب المواد التي يمكن أن تسبب التهاب الأنف التحسسي (رد فعل تحسسي في الممرات الأنفية). لأن التهاب الأنف التحسسي يؤدي إلى الاحتقان وتقييد مجرى الهواء، مما يساهم في ظهور أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم.
- إعادة تدريب التنفس الأنفي: إعادة تدريب التنفس الأنفي (وتسمى أيضاً العلاج الوظيفي العضلي) هي نوع من العلاج الطبيعي الذي يهدف إلى تقوية اللسان والعضلات المحيطة لمساعدة الطفل على التنفس بشكل فعال في الليل، قد يساعد هذا الإجراء في تقليل الأعراض.
- العلاج الموضعي: يتضمن العلاج الموضعي تدريب الشخص على النوم في وضع مختلف، ويمكن استخدامه في الأطفال الذين يحدث انقطاع النفس النومي عندهم فقط عندما ينامون على ظهورهم. كما يساعد رفع رأس السرير في تخفيف توقف التنفس أثناء النوم.
كيف يختلف توقف التنفس أثناء النوم بين البالغين والأطفال؟
يؤدي انقطاع النفس أثناء النوم إلى نوعية نوم رديئة لدى جميع الأشخاص المصابين، ولكن الأعراض أثناء النهار يمكن أن تختلف بين البالغين والأطفال. من المرجح أن يظهر البالغون النعاس أثناء النهار والإرهاق، بينما من المرجح أن يظهر الأطفال مشكلات سلوكية مثل صعوبة التركيز وفرط النشاط.
بالإضافة إلى ذلك، يتم علاج انقطاع النفس النومي بشكل مختلف عند الأطفال. في البالغين، يكون العلاج الأكثر شيوعاً هو الضغط الإيجابي المستمر في المسالك الهوائية، بينما العلاج الأكثر شيوعاً للأطفال هو الجراحة، كما أن بعض علاجات تقويم الأسنان مفيدة فقط في نمو الأطفال بنشاط وليست خياراً للبالغين المصابين بانقطاع النفس النومي.
د. ياسين حسن