fbpx

متلازمة المبيض متعدد الكيسات : أعراضها وأسبابها وطرق العلاج

تعد متلازمة المبيض متعدد الكيسات PCOS  أحد أشيع الأسباب التي تؤثر على عمل ووظيفة المبيضين. وتساهم في حدوث دورات لا إباضية عند الإناث الناشطات جنسياً بنسبة 6-10%منذ سن البلوغ حتى سن اليأس. كما تتواجد لدى 20% من النساء الطبيعيات والّلاتي لديهن دورات طمثية نظامية ولكن قد لا يتم تشخيصها إلّا عند فشل حدوث الحمل.

لعلّ أهم ثلاث تظاهرات لهذه المتلازمة هي:

  • عدم انتظام الطموث، أي عدم قدرة المبيضين على إحداث عملية الإباضة (تحرير البيوض من الجريبات الناضجة) بشكل فعال.
  • ارتفاع مفرط للإندروجينات (الهرمونات الذكرية) الذي يسبب فرط نمو الأشعار والعدّ في أماكن غير مرغوبة من الوجه والجسم.
  • ظهور كيسات مبيضية مملوءة بسائل، تحيط بالبيوض (غالباً) تُشاهد بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية.

 

أنماط متلازمة المبيض متعدد الكيسات

تشمل أنماط متلازمة المبيض متعدد الكيسات -بالاعتماد على الأعراض والمستويات الهرمونية- ما يلي:

  • النمطA (الكامل): تكون مستويات الهرمونات الإندروجينية مرتفعة مع مشاكل في الإباضة مترافقة مع كيسات في المبيضين.
  • النمط B (غير متعدد الكيسات): تكون مستويات الهرمونات الإندروجينة مرتفعة مع مشاكل في الإباضة دون وجود كيسات في المبيضين.
  • نمط C (الإباضي): تكون مستويات الهرمونات الإندروجيبنية مرتفعة مترافقة مع كيسات في المبيضين دون وجود مشاكل في الإباضة.
  • النمط  D(غير مفرط الإندروجين): يوجد فيه مشاكل إباضية تؤدي إلى طمث غير منتظم، أو غياب طمث مترافق مع كيسات مبيضية و هرمونات إندروجينية طبيعية.

يوجد تصنيف آخر شائع يعتمد على الأسباب والأعراض معاً:

  • النمط المقاوم للانسولين: أي أنّ الجسم يصنع الانسولين ولكن لا يستطيع استخدامه بشكل فعال. وهذا يؤهب بشكل كبير للإصابة بالسكري نمط 2.
  •  النمط الالتهابي: ينتج الالتهاب عن تفعيل الجهاز المناعي ضد عامل خطر معين. وقد أثبتت الدراسات وجود علاقة بين متلازمةPCOS  والمستويات المنخفضة من الالتهاب إذ أنَّه يمكن أن يسبب الأعراض أو يزيدها سوءاً .
  • النمط المحرض بالأدوية الهرمونية: قد لا تكون الأدوية الهرمونية وخاصة أدوية تحديد النسل(مانعات الحمل الهرمونية) هي المسببة بحد ذاتها. ولكن إيقاف استخدامها يمكن أن يؤدي إلى حدوث أعراض متلازمة PCOC مؤقتاً. علماً أن هذه الأدوية تُوصف أحياناً من قبل الأطباء لمعالجة أعراض PCOS نفسها.

 

أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات

لا تعد المتلازمة مرضاً بحد ذاتها، إذ إنَّها عبارة عن مجموعة من الأعراض ذات ظهور وشدة متباينين بين المريضات المصابات بها. كما تعد أكثر شيوعاً لدى النساء في أواخر العقد الثاني وأوائل العقد الثالث من العمر.

تتضمن أهم أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات ما يلي:

  • عدم انتظام الطموث أو غيابها.
  • مشاكل في عملية الإباضة تتَّضح من خلال صعوبة حدوث حمل.
  • فرط نمو الأشعار (شعرانية) في أماكن غير مرغوبة كالوجه والصدر والظهر والأرداف.
  • زيادة وزن خاصة في منطقة البطن.
  • نقصان كثافة شعر الرأس أو تساقطه خاصّةً في مقدمة الرأس.
  • البشرة الدُّهنية وظهور العدّ في الوجه والجسم 
  • ظهور بقع داكنة على الجلد خاصة تحت الثديين أو على الرقبة أو الذراعين أو تحت الإبطين.
  • ألم أسفل البطن خلال الطمث.
  • تغيرات في المزاج والشعور بالإحباط والتوتر.

كما يمكن أحياناً ألّا تتظاهر PCOS بأي من الأعراض السابقة أو أن تكون الأعراض خفيفة غير مُلاحظة أوغير وصفية لتشخيص المتلازمة.

 

أسباب متلازمة المبيض متعدد الكيسات وعوامل الخطورة:

لا يوجد  حتى الآن سبب واضح لحدوثPCOS .  لكن يُوجد دليل متصاعد على الأساس المورثي خلال البرمجة الإندروجينية داخل الرحم للمبيض الجنيني خلال فترة تطور المبيض وتشكل البيوض.

ولعلَّ أهم أسباب متلازمة المبيض متعدد الكيسات المقترحة الأخرى:

  • مقاومة الانسولين: أي أن الجسم ينتج كميات طبيعية من الأنسولين ولكن لا يستطيع الاستفادة منه بشكل فعال. مما يسهّل كسب الوزن ويزيد صعوبة فقدانه.
  • فرط الإندروجينية: لوحظ لدى المصابات بPCOS مستويات مرتفعة من الهرمون الذكري ـ التستوستيرون ـ والهرمون الملوتنLH  مع انخفاض في الغلوبولين الرابط للهرمونات الجنسية SHBG  المسؤول عن جعل الهرمونات الجنسية فعالة.

أمّا عوامل الخطورة التي تزيد أهبة الإصابة بالمتلازمة تتضمن:

  • قصة عائلية تتعلق باضطرابات الطّمث أو الإصابة بPCOS 
  • السكري نمط 2
  • البدانة أو زيادة الوزن السريعة

 

تشخيص المتلازمة:

يعتمد تشخيص متلازمة المبيض متعدد الكيسات على وجود اثنين على الأقل من المعايير الآتية:

  • عدم انتظام طموث غالباً تباعد طموث
  • البدانة (الأشيع)
  • الشعرانية التي قد تكون مترافقة مع عدّ
  • ارتفاع الهرمونات الذكرية بتحليل الدم
  • وجود 12 أو أكثر من الأجربة المبيضية البدئية ثنائية الجانب وضخامة المبيضين بالإيكو

قد يقوم الطبيب الفاحص بإجراء فحص فيزيائي من خلال جس الأعضاء التناسلية باليد أو عن طريق الإيكو المهبلي. 

 

علاج PCOS:

يعتمد علاج متلازمة المبيض متعدد الكيسات على الأعراض الموجودة وعلى رغبات المريضة. لا تستطب المعالجة في حال عدم وجود أعراض، كما يجب التشجيع على إجراء تغييرات في نمط الحياة كطلب الاستشارة من اختصاصيي التّغذية عند النساء البدينات.

عند وجود رغبة بالحمل عند المرأة يتم استعمال:

  • الميتفورمين: يقوم بإنقاص إنتاج الغلوكوز الكبدي ويزيد من حساسية الأنسجة المحيطية له.
  • الكلوميفين: يستخدم من أجل تحريض الإباضة.
  • موانع الحمل الفموية: التي تعد الخط العلاجي الأفضل إذ تنقص من تشكل الكيسات والعدّ وتنقص مستوى الإندروجينات.
  • المدرّات البولية كالسبيرونولاكتون: يثبط تأثيرات الإندروجين على الجسم ويحسن بشكل ضئيل مقاومة الإنسولين.
  • علاج جراحي مثل تثقيب المبيض بالجراحة التنظيرية: يحسن من نسبة الحمل.

ولا شكّ أنَّ العلاج الرديف للأدوية السابقة لضمان الحصول على نتيجة فعّالة هو الالتزام بالحمية المناسبة والتمارين الرياضية.

أمّا بالنسبة للشعرانية فيعد استخدام الليزر في إزالة الأشعار علاجاً مناسباً وفعالاً. وكما يناقش العلاج المناسب للعدّ من خلال اختصاصيي الجلدية.

 

مضاعفات متلازمة المبيض متعدد الكيسات في حال إهمال العلاج

عند الإصابة بمتلازمةPCOS  سوف يزداد التأهب للإصابة بأمراض ومشاكل أخرى مثل:

  • صعوبة حدوث حمل: بسبب عدم التوازن الهرموني .
  • اختلاطات حملية: كالسكري وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وتزيد خطورة حدوث ولادة مبكرة.
  • مشاكل الانسولين والسكري
  • المتلازمة الاستقلابية: وهي مجموعة من الأعراض ترفع خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. وتتضمن ارتفاع ثلاثيات الغليسيريد TGs وانخفاض HDL وارتفاع الضغط الشرياني وارتفاع مستويات السكر في الدم.

اختلاطات أخرى ممكنة على المدى الطويل:

    • زيادة خطورة تطور سرطان باطن الرحم
    • حدوث فرط تصنع في بطانة الرحم
  • حدوث نزف رحمي

كما تجب متابعة النساء اللواتي لديهن متلازمة المبيض متعدد الكيسات والتأكيد على تحسين نمط الحياة. مع الانتباه بشكل خاص إلى سلوكية التغذية الحالية والتمارين الرياضية. لأنَّ أكثر من 20% منهن سيتطور لديهن اضطراب في تحمُّل السكر، كذلك حدوث حمل عفوي لديهن يتطلب وقتاً إضافياً مع زيادة في نسبة الإسقاط. كما يجدر بالذكر ضرورة الالتزام بالفحص الدوري عند الطبيب المختص لتدبير الأعراض بشكل باكر وتقليل حدوث الاختلاطات ما أمكن .

 

اقرأ أيضًا:

جفاف الفم : أسبابه وطرق علاجه

شفط الدهون: كيف تجرى العملية؟ ما فوائدها ومخاطرها؟

إعداد:

د. رشا غرز الدين