ينجم زنار النار أو الحزام الناري أو داء المنطقة عن عدوى فيروسيّة، ويتميّز بطفح جلدي مؤلم، ويُسجل مليون حالة سنويًّا في الولايات المتحدة. ويزداد الخطر مع التقدّم في العمر، وحوالي 10% من الناس الذين أُُصيبوا بالجدري سيصابون بداء المنطقة.
يسمى الفيروس المسبب فيروس جدري الماء النطاقي، وهو الفيروس المسبب لجدري الماء أو الحُماق. يصاب بعض المرضى بداء المنطقة بعد إصابتهم بالجدري وذلك في العقود الباكرة من عمرهم.
يسبب الجدري بثرات حاكه قد تبدأ بالظهور على الظهر والصدر والوجه، ثم تنتشر لكافة أنحاء الجسم.
يصيب الحزام الناري جهة واحدة من الجسد لأنّه يستقر في أعصاب محددة، وغالبًا يصيب منطقة محددة.
يبدأ الطفح بشكل مجموعة من النتوءات الصغيرة، وتبدو هذه النتوءات مختلفة عن الجلد المحيط، وتختلف تبعًا للون الجلد. فالجلد الغامق تبدو هذه النتوءات زهريّة أو شائِبة أو ورديّة أو بنيّة، أما في الجلد الفاتح تظهر باللون الأحمر.
تتحوّل النتوءات إلى بثرات مملوءة بالسائل وتختلف في مظهرها. وتجف وتتشكل الجلبات بعد مرور 7-10 أيام. يعدّ حزام النار حالة شديدة الألم، وقد يستمر الألم رغم اختفاء الطفح الجلدي.
ماهي أعراض زنار النار ؟
تتضمن أعراض المرض الباكرة:
- الحُمّى
- عروءات
- صداع
- التعب
- حساسيّة للضوء
- اضطراب معدة
توجد اضطرابات أخرى تظهر بعد أيام من الأعراض الباكرة وهي:
- شعور بحكة ونمل وحرقة في منطقة محددة من الجسم
- احمرار في الجلد في المنطقة المصابة
- طفح مرتفع عن الجلد في البقعة المصابة
- بثور مملوءة بسائل تنفتح فيما بعد ثم تتقشر
- ألم متوسط لشديد في المنطقة المصابة.
أعراض داء المنطقة العيني:
- طفح جلدي على جفن أو الجفنين
- احمرار وتسرب يؤثر على العين[التهاب ملتحمة]
- تشوش الرؤية
- ألم وتورم داخل العين[التهاب قزحية]
- حساسية للضوء
- تورم في العصب البصري[التهاب العصب البصري]
- تلف سطح القرنية[التهاب قرنية]
وهناك اختلاطات قد تصيب العين إثر الإصابة بالمرض:
- الجلوكوما
- اعتام عدسة العين
- الرؤية المزدوجة
- جفاف العين
- عدوى بكتيرية
- تندب في القرنية
- عيب في الرؤية دائم
زنار النار في الأرداف:
أشيع مكان لحزام النار هو الجذع، لكن قد يصيب الأرداف ويمتد إلى الساق.
هل تعدّ الإصابة بداء المنطقة معدية وماهي عوامل الخطورة؟
يعتبر زنار النار معدٍ للأشخاص الذين لم يصابوا بالحُماق من قبل، أو لم يؤخذوا لقاح الجدري. أما أن يُنقَل داء المنطقة لشخص آخر ويصاب بداء منطقة، فهذا غير صحيحظ فهو عبارة عن تفعيل لفيروس الحماق الذي أُصيب به الشخص من قبل، ويبقى الشخص معديًا إلى أن تجف البثور وتتشكل القشور.
يزداد خطر الإصابة بالحزام الناري عند الأشخاص الذين أُصيبوا بالجدري ولديهم العوامل الخطورة التالية:
- ضعف المناعة عند مرضى السرطان والإيدز، من خضع لزراعة أعضاء، المعالجين بالكيماوي.
- العمر أكثر من 50 سنة
- الأشخاص الذين أصيبوا بمرض ما
- أشخاص مرّوا بصدمة
- أشخاص يعيشون تحت التوتر
لا يغادر فيروس جدري الماء النطاقي جسم الإنسان بعد إصابته بالجدري. فهو يبقى في عقد الجذور الظهرية جزء من الجذور العصبية الشوكية، ويستقر الفيروس ولا يسبب اضطرابات عند غالبية الناس. لم تؤكد الدراسات سبب عودة تفعيل الفيروس والإصابة بحزام النار، لكن يحدث عادة في أوقات التوتر .
ماهي مراحل الإصابة بزنار النار وأماكن الإصابة فيه؟
تحتاج الإصابة بحزام النار 2 إلى 6 أسابيع ليكتمل، وله ثلاثة مراحل:
- مرحلة قبل الطفح: تشعر في المرحلة الأولى في زيادة حساسية الجلد أو تنميل، وجزء من الجسم مؤلم. وقد تظهر أعراض عامة للفيروس كالتعب والصداع ومشاعر عامة بعدم الراحة. تستمر هذه المرحلة 48 ساعة قبل ظهور الطفح الجلدي.
- مرحلة الطفح: يبدأ ظهور النتوءات المؤلمة في المنطقة المصابة التي قد تنفتح وتتقشر. تعتبر أشد مرحلة للألم وقد لا تساعد المسكنات الاعتياديّة في تخفيف الألم، وقد يستمر الصداع والتعب، وتبقى هذه المرحلة 2ل4 أسابيع.
- الإزمان: إذا أصبحت العدوى مزمنة سيستمر الألم لأكثر من 4 أسابيع، نظرًا لأنّ زنار النار يصيب الأعصاب، قد يوجد أحاسيس غريبة كالإبر والدبابيس والصدمات دون وجود أي شيء يلامس الجسم.
.
زنار النار والحمل:
يعد نادرًا لكن من الممكن الإصابة به أثناء الحمل. لذلك، يجب أن يتم إخبار الطبيب ليصف أدوية مضادة للفيروس التي ستقلل من فترة الإصابة. وكلّما وصف الدواء بوقت مبكّر من المرض سيَعمل بشكل أفضل.
لا تواجد دراسات كثيرة عن الحزام الناري والحمل. لذلك، لا توجد معلومات حول إن كان يزيد خطر الإجهاض أو الاختلاطات مثل الولادة المبكرة.
تعتبر الدراسات حول العيوب الخلقية المرتبطة بداء المنطقة عند الوليد محدودة. لكن لا يوجد ما يشير إلى أن تفشي داء المنطقة يزيد من احتمالية العيوب الخلقية، ولا توجد دلائل بأنّه يؤثر على الإنجاب.
إن أصيبت المرأة بحزام النار خلال الرضاعة يجب أن تبقي طفلها بعيدًا عن الطفح الجلدي. ولا توجد أدلة أن الفيروس ينتقل عن طريق حليب الثدي، لكن قد يصاب الطفل بالحماق نتيجة ملامسة البثور، فالفيروس نفسه يسبب الحماق وداء المنطقة.
إن كانت البثور تحيط بحلمة الثدي يجب على الأم أن تضخ الحليب وتتخلص منه، ويمكنها أن تعود للإرضاع الطبيعي بعد تقشر البثور. وفي حال تناول الأم الأدوية المضادة للفيروس يجب أن تستشير الطبيب من أجل الرضاعة.
ماهي مضاعفات الحزام الناري؟
قد يسبب زنار النار اختلاطات تبقى لفترة طويلة بعد اختفاء الطفح الجلدي منها:
- التهاب الدماغ أو شلل الوجه إذا أصابت أعصاب معينة
- مشاكل في العين والرؤية إن أصاب الطفح المنطقة حول العين
- ألم مستمر بعد تلاشي الطفح يدعى الألم العصبي التالي للهربس النطاقي الذي يصيب 1من5 أشخاص وهو أكثر شيوعًا عند كبار السن.
- عدوى بكتيرية يصيب الطفح
توجد مضاعفات أخرى نادرة تتضمن:
- عدوى الرئتين
- فقد السمع
- الموت
التشخيص والعلاج:
يشخص داء المنطقة من خلال نمط ظهور البثور كمجموعة في جهة واحدة من الجسم. ويمكن أن يشخص مخبريًا بأخذ كشط أو مسحة من السائل الموجود بالبثور.
يتم علاج زنار النار دوائيًا بتدبير أعراض المرض، إذ لا يوجد علاج نوعي له.
تساعد الأدوية المضادة للفيروس على توقف الأعراض وتسبب الراحة إذا تم أخذها في 72 ساعة من أول علامة تظهر في المرض. وقد تساعد على منع الألم المستمر لأشهر ولسنوات تتضمن هذه الأدوية:
- أسكليوفير
- فاماسيكلوفير
- فالاسيكلوفير
تشمل الأدوية المسكنة للألم:
- أسيتامينوفين
- إيبوبروفين
أدوية أخرى:
- أدوية مضادة للبكتيريا لعلاج الخمج الثانوي على الطفح الجلدي. وأدوية مضادة للالتهاب كالبريدنزون لعلاج الإصابة العينيّة أو أي جزء من الوجه.
- لعلاج الألم العصبي النطاقي: كريم مثل ليدوكائين أو كابسيسين. وأدوية أخرى لا تستخدم عادة للألم كأدوية الصرع والمضادة للاكتئاب، لأن المسكنات الاعتيادية لا تجدي نفعًا.
إن لم يخف الألم، توجد علاجات أخرى كحصر العصب، أو حقن ستروئيد في المنطقة التي يخرج منها الأعصاب من العمود الفقري. وقد يتم زرع جهاز منبه للأعصاب في حالة الألم الشديد والمستمر غير المستجيب للعلاجات الأخرى.
في النهاية، زنار النار مرض معدٍ سببه فيروسي يجب أن يتم مراجعة الطبيب عند الإصابة به. لذلك، قد يتم التوصية بأخذ لقاح خاص بداء المنطقة لأشخاص معينين وتبعًا لتعليمات الطبيب.
اقرأ أيضًا:
حب الشباب : الأسباب والمضاعفات وطرق العلاج
حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية أعراضها وأسبابها وعلاجها
إعداد:
د. صبا عبد الحي
تدقيق ومراجعة:
د. يوسف محمد الجنيدي