تعد أخماج المسالك البولية (التهابات المجاري البولية) من الأخماج الشائعة جدًا، وقد تصيب أي جزء من أجزاء الجهاز البولي، مثل الإحليل أو الحويضة والكلية أو المثانة. سببها عادةً الأشيع هو دخول أنواع معينة من الجراثيم إلى المسالك البولية، وخاصةً جرثومة تسمى الإشريكية القولونية.
تعتبر النساء أكثر عرضةً للإصابة بهذه الالتهابات، إذ يقدر بأن نحو نصف النساء سيصبن بالتهابات المجاري البولية في مرحلة ما من حياتهن. ويمكن أيضًا أن يصاب الرجال والأطفال بهذه الأخماج، وتقدر نسبة إصابة الأطفال بحوالي 1-2% فقط. يتم علاج حوالي 8 إلى 10 ملايين شخص في كل عام من أخماج المسالك البولية من قبل الأطباء.
أعراض أخماج المسالك البولية :
تسبب عدوى المجاري البولية التهابًا في البطانة الداخلية لهذه المسالك، ما ينتج عنها أعراض متنوعة تشمل ما يلي:
- ألم في الخاصرة أو البطن أو منطقة الحوض أو أسفل الظهر.
- الشعور بالضغط في الجزء السفلي من الحوض.
- بول عكر ورائحته كريهة.
- سلس البول.
- كثرة التبول.
- الألم أثناء التبول.
- خروج دم مع البول.
- ألم في القضيب.
- تعب عام وترفع حروري وقشعريرة.
- غثيان وإقياء.
تعد هذه الأعراض أكثر أعراض أخماج المسالك البولية شيوعًا، وعند وجودها يجب طلب استشارة الطبيب المختص.
ما هي أسباب أخماج المسالك البولية ؟
تعد الجراثيم المسؤولة الأساسية عن أخماج المسالك البولية، إذ يمكنها الدخول إلى مجرى البول ويمكنها أن تصيب المثانة، وقد تنتقل منها عبر الحالب وتصيب الكليتين في النهاية.
تعد جرثومة الإشريكية القولونية أكثر أسباب الأخماج البولية شيوعًا، إذ تعد مسؤولة عن أكثر من 90% من حالات أخماج المثانة. توجد هذه الجرثومة وتنتشر عادةً في الأمعاء الغليظة وقرب فتحة الشرج، ويسهل ذلك انتقالها إلى المهبل عند النساء ودخولها عبر مجرى البول. لذلك، تعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بعدوى المسالك البولية مقارنةً مع الرجال.
قد تنتقل الجراثيم المعدية أيضًا إلى أصابعك عندما تلمس سطحًا ما متسخ، وقد تدخل هذه الجراثيم عن طريق الخطأ إلى مجرى البول عند الذهاب إلى الحمام أو خلال الممارسات الجنسية. لذلك، من الضروري غسل اليدين بشكل جيد قبل وبعد الذهاب إلى الحمام أو بعد إجراء علاقة جنسية.
علاج عدوى المسالك البولية وطرق الوقاية:
يمكن علاج أخماج ال
مسالك البولية في أغلب الحالات عبر تناول مضادات حيوية مناسبة بإشراف الطبيب المختص. ومن الضروري اتباع تعليمات تناول هذه الأدوية بشكل جيد وعدم التوقف عن تناولها في حال تحسن الأعراض، وإنما يجب تناولها حتى تنتهي لكي لا تعود العدوى مجددًا ويصبح علاجها أصعب. إذ يشعر معظم الناس بالتحسن في غضون أيام قليلة بعد بدء العلاج بالمضادات الحيوية.
من المضادات الحيوية المستخدمة في علاج عدوى المسالك البولية:
- نتروفورانتوين.
- السلفوناميدات (أدوية السلفا)، مثل سلفاميثوكسازول/تريميثوبريم.
- أموكسيسيلين.
- السيفالوسبورينات.
- الكينولونات، مثل سيبروفلوكساسين أو ليفوفلوكساسين.
يبقى خيار العلاج الوقائي للأخماج البولية في حال وجود إصابات متكررة سابقة حسب نظرة ورأي الطبيب المختص. ويجب وضع حدوث مقاومة للمضادات الحيوية في الحسبان دائمًا، إذ قد تتكيف الجراثيم المعدية في الجسم ويمكن أن يصبح التصدي لها أكثر صعوبة في حال الاستخدام المطول للمضادات الحيوية. لذلك، قد يقترح الطبيب علاجات بديلة في بعض الحالات، منها عدم التسرع بوصف المضادات الحيوية والانتظار ومراقبة الأعراض والإكثار من شرب السوائل وتناول مسكنات الألم عند الضرورة، إذ يمكن للحالات البسيطة أن تختفي من تلقاء نفسها دون اللجوء إلى العلاج بالمضادات الحيوية. وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى العلاج الوريدي خاصةً في الحالات المعقدة والصعبة أو عند انتقال العدوى إلى الكليتين.
كيف أتجنب خطر الإصابة بالأخماج البولية؟
يمكن تجنب الإصابة عبر اتباع أساليب صحية كثيرة منها:
- المحافظة على النظافة بشكل جيد، خاصةً بعد الدخول إلى الحمام أو أثناء الدورة الشهرية.
- شرب الكثير من الماء الذي يساعد على طرد الجراثيم من المسالك البولية.
- عدم حبس البول، والتبول بشكل متكرر عند الشعور بامتلاء المثانة.
- التبول قبل وبعد الممارسات الجنسية.
- ارتداء ملابس قطنية مناسبة ومريحة.
يمكن لهذه التعليمات والنصائح أن تخفف من خطر حدوث أخماج المسالك البولية، ولا تتردد في طلب المشورة الطبية عند حاجتك إليها أو عند ظهور أعراض تخيفك.
د. يوسف الجنيدي
اقرأ أيضًا: