fbpx

كيسات المبيض: الأعراض والأسباب وطرق العلاج

تعتبر كيسات المبيض ظاهرة شائعة جداً في وقتنا الراهن، وخاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط، فما هي هذه الظاهرة؟

هي عبارة عن أكياس مملوءة بالسوائل، تتوضع داخل المبيض أو على سطحه وهي غير ضارة. في معظم الأحيان لا تبدي هذه الأكياس أي إزعاج أو قد تسبب إزعاجاً قليلاً. ومن حسن الحظ أنها غالبا ما تختفي دون علاج خلال بضعة أشهر لكنها قد تعاود الظهور.

في بعض الأحيان قد تنفجر الكيسات المبيضية أو تلتوي فتؤدي لظهور أعراض خطيرة، لذلك يجب مراقبتها وإجراء فحوص دورية عند الطبيب المختص.

 

ما هي أنواع كيسات المبيض ؟

الأكياس الوظيفية: تعتبر أشيع أنواع كيسات المبيض انتشارً ولا ترتبط بأمراض محددة، وهي تحدث نتيجة الإباضة (إطلاق بويضة من المبيض). يمكن أن تكون هذه الأكياس علامة على أن مبايضك تعمل جيدًا. عمومًا، تنكمش الأكياس الوظيفية مع مرور الوقت، وعادةً خلال 60 يومًا، دون الحاجة لعلاج محدد. وهي هي عبارة عن جريب يستمر في النمو بشكل مفرط شهرياً. فكما نعلم أن للأنثى مبيضان، يقومان بإنتاج كيسات صغيرة تدعى الجريبات كل شهر. تنتج هذه الجريبات هرمونين هما البروجسترون والإستروجين وتنفجر لإطلاق بويضة عند الإباضة. إن استمرار أحد هذه الجريبات بالنمو دون أن ينفجر يحوله لكيسة مبيض وظيفية.

وهناك نوعان من الكيسات الوظيفية:

  1. كيسة جريبية: ينفجر أحد الجريبات سابقة الذكر في منتصف الدورة الشهرية مطلقًا بويضة، تنتقل هذه البويضة لقناة فالوب لاحقًا.  إن استمرار نمو الجريب وعدم انفجاره وبقاء البويضة داخله يحوله لكيسة مبيض جريبية.
  2. كيسة الجسم الأصفر: في الحالة الطبيعية وبعد أن يطلق الجُريب بويضته، ينكمش ويبدأ في إنتاج الإستروجين والبروجستيرون، وهذه الهرمونات ضرورية للحمل، ويطلق على الجريب الآن اسم الجسم الأصفر. أحيانًا، يتم انسداد الفتحة التي خرجت منها البويضة، فيتجمع السائل داخل الجسم الأصفر، مما يحوله لكيسة مبيض. 

عادةً تكون كيسات المبيض الوظيفية غير ضارة، نادرًا ما تسبب الألم وغالبًا ما تختفي لوحدها ودون علاج خلال دورتين أو ثلاث دورات شهرية.

 

كما لدينا أنواع أخرى من الكيسات المبيضية وهي غير مرتبطة بالدورات الشهرية:

لا تتشكل جميع أكياس المبيض استجابةً لدورة الطمث، وهي ليست دائمًا دلالة على وجود مرض. فهي غالبًا سليمة وتزول تلقائيًا لكن يجب مراقبتها لضمان عدم تسببها في مضاعفات (سنتحدث عنها لاحقًا). تشمل هذه الأنواع:

  • الكيسات الديرمويدية (التيراتومات): تتكون هذه الكيسات من خلايا تمثل جميع أنواع الأنسجة في جسم الإنسان. بدءًا من الجلد والشعر والأسنان، وهذا النوع نادراً ما يكون سرطانياً. 
  • كيسات المبيض البطانية: وهي عبارة عن نمو خلايا بطانة الرحم (والتي تبطن الرحم) خارج الرحم. أي تكون هذه الكيسات مليئة بنسيج بطانة الرحم، وهو نفس النسيج الذي تنزفينه كل شهر خلال دورتك الشهرية.
  • الكيس الغدي: يتطور هذا النوع من الكيس من خلايا على سطح المبيض. قد يكون الكيس مملوءًا بمادة مائية أو مخاطية، يمكن أن ينمو كيس غدي بحجم كبير جدًا.

 

من هي أكثر الإناث التي تصاب بأكياس المبيض؟

يمكن لأي أنثى أن تتطور عندها كيسات مبيضية، ولكن تزداد احتمالات الإصابة بناءً على وجود عدة عوامل منها:

  1. العمر: أكياس المبيض أكثر شيوعًا إذا لم تمر السيدة بسن اليأس أو تأخر بسبب الاستمرار في إنتاج الجريبات والهرمونات.
  2. حالة الحمل: من المرجح أن تتشكل الأكياس وتظل موجودة أثناء الحمل.
  3. تاريخ مرضي سابق: إن وجود أكياس مسبقة عند أنثى تجعلها أكثر عرضة للإصابة بكيس مبيضي ثانية.
  4. الحالات الطبية الحالية: من الحالات التي تجعل الأنثى أكثر عرضة لتطور كيسات المبيض هي: الانتباذ البطاني الرحمي، مشاكل هرمونية، أو تناول أدوية للمساعدة في الإباضة، مثل الكلوميفين.

 

هل علينا القلق من وجود أكياس المبيض؟ وهل هي خطيرة؟

عادةً لا، فمعظم أكياس المبيض غير ضارة، وغالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها في النهاية. بعض أنواع الأكياس أكثر عرضة لأن تصبح سرطانية أو تسبب مضاعفات، لكن هذا نادر. أقل من 1% من كيسات المبيض تكون سرطانية، ولكن يجب مراقبة أي أكياس مثيرة للقلق عن كثب لتقليل خطر حدوث مضاعفات.

 

أسباب كيسات الميض :

إن سبب كيسات المبيض الرئيسي هو الإباضة، غير أنه قد تتواجد أسباب أخرى وتشمل:

  • تكاثر الخلايا غير الطبيعي: يمكن أن يؤدي تكاثر الخلايا غير الطبيعي إلى تكوين أكياس مثل الأكياس العجائبية وكيسات الغدية.
  • بطانة الرحم المهاجرة: غالبًا ما تتكون هذه الأكياس على المبيض في المراحل المتقدمة من بطانة الرحم المهاجرة.
  • الداء الحوضي الالتهابي (PID): يمكن أن تنتشر العدوى الالتهابية الشديدة في الحوض إلى المبايض، مما يسبب تكوين الأكياس.

 

ما هي العلامات والأعراض لكيس المبيض؟  

بعض الأكياس الصغيرة لا تسبب أي أعراض. في هذه الحالات، قد لا تعرف حتى أنك تعاني من كيس وتكتشف غالبا صدفة في أثناء إجراء فحص روتيني. تشمل أعراض كيسات المبيض الكبيرة ما يلي:

  • ألم في الحوض أو وجع خفيف في ظهرك.
  • شعور بالامتلاء (انتفاخ) في بطنك السفلي قد يكون أكثر وضوحًا في جانب واحد من جسمك.
  • ألم أثناء الجماع (عسر الجماع).
  • دورات مؤلمة.

يمكن أن تشير الأعراض المستمرة إلى حالة تُعرف باسم متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS). تعد هذه المتلازمة حالة تسبب دورات غير منتظمة ومشاكل هرمونية أخرى، بما في ذلك السمنة والعقم. تشمل الأعراض الأخرى لمتلازمة تكيس المبايض زيادة نمو الشعر (الشعرانية) وصعوبة فقدان الوزن.

 

ما هي مضاعفات كيسات المبيض ؟

تشمل مضاعفات كيسات المبيض ما يلي:

  1. التحول لكيسة سرطانية: الأكياس المبيضية التي تتطور بعد انقطاع الطمث تكون أكثر احتمالًا لأن تكون سرطانية مقارنة بالأكياس التي تتكون قبل انقطاع الطمث.
  2. تمزق كيسة المبيض: تميل الأكياس الوظيفية إلى الانفجار دون التسبب في أي أعراض سلبية. ولكن أحيانًا، يمكن أن يسبب الكيس الممزق ألمًا شديدًا وتورمًا في البطن. كلما كان الكيس أكبر، زادت احتمالية تمزقه.
  3. التواء المبيض: يمكن أن تنمو الأكياس بشكل كبير حتى تشوه شكل المبيض، مما يزيد من احتمالية التواءه. يمكن أن يمنع الالتواء تدفق الدم إلى المبيض، مما يؤدي إلى تموته. الألم الشديد والغثيان والإقياء كلها علامات على التواء المبيض. يجب عليك طلب المساعدة الطبية على الفور إذا كنت تعانين من أعراض كيسة مبيض ممزقة أو التواء المبيض.

 

كيف يتم علاج الكيس المبيضي؟

يختلف علاج كيسات المبيض باختلاف المريضة، فهو يعتمد على عوامل مختلفة مثل العمر، والأعراض الموجودة وما هو المرجح أنه قد سبّب الكيسة.

  1. الانتظار والمراقبة: عادةً ما تختفي الأكياس المبيضية الوظيفية دون علاج. إذا كان من المحتمل أن يكون الكيس وظيفيًا؛ فقد يقترح الطبيب اتباع نهج الانتظار والمراقبة. قد نحتاج إلى إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية بعد بضعة أسابيع أو أشهر من التشخيص لمعرفة ما إذا كان الكيس قد اختفى من تلقاء نفسه.
  2. العلاج الدوائي: قد يصف الطبيب أدوية تحتوي على هرمونات (مثل حبوب منع الحمل) لوقف الإباضة ومنع تكوّن أكياس جديدة في المستقبل.
  3. الإجراء الجراحي: إذا كانت الكيسة تستمر في زيادة الحجم وتسبب أعراضًا مزعجة، فقد تحتاج إلى جراحة لإزالتها. يعتمد نوع الجراحة على حجم الكيسة وكيف تبدو في الموجات فوق الصوتية. تشمل الإجراءات المختلفة المستخدمة:
  • تنظير البطن.
  • فتح البطن: قد يقوم الطبيب بهذا الإجراء إذا كانت الكيسة كبيرة جدًا أو إذا كانت هناك مخاوف أخرى من مضاعفات تمزق وغيرها.
  • إذا كان الطبيب مشتبه في وجود سرطان، فقد يستشير أخصائي سرطان أو أخصائي أورام نسائية حول أفضل خيارات العلاج المناسبة لك.

 

إذا شعرت بأي أعراض وعلامات تشير إلى كيسات المبيض ، لا تترددي بمراجعة الطبيب والتأكد منه. إذ تعد المراقبة المبكرة وتقديم العلاج باكرًا أمرًا مهمًا جدًا كي تتجنبي أي مضاعفات محتملة.

 

اقرأ أيضًا:

الانتباذ البطاني الرحمي : الأسباب والأعراض والعلاج

اضطرابات الطمث : الأعراض والأسباب والعلاج

 

إعداد:
د. آية داقور