قصور الغدة الدرقية ويُعرف أيضاً باسم نقص نشاط الغدة الدرقية، وهي حالة مرضية تنتج عن فشل الغدة الدرقية في إنتاج مستويات كافية من هرموناتها T4 و T3.
الغدة الدرقية هي أكبر الغدد الصم، تزن حوالي (15- 25)غرام عند البالغين. تتوضع أسفل العنق (تحت تفاحة آدم مباشرة). تتألف من فصين جانبيين مخروطيي الشكل بينهما برزخ صغير.
تقوم بإنتاج اثنين من الهرمونات بشكل رئيس: التيروكسين (T4)وثلاثي يود التيرونين (T3)، ويعتمد اصطناعهما على معدن اليود خارجي المصدر. يتم التحكم بوظيفة الغدة مركزياً عن طريق إفراز الوطاء للعامل المطلق للحاثة الدرقية (TRH) الذي يحرّض النخامى على إنتاج الهرمون المنشّط للدرق (TSH). يرتبط الأخير بمستقبلات في الغدة الدرقية مؤدياً لزيادة مجمل النشاطات الإفرازية لخلاياها.
تؤثر الهرمونات الدرقية على كامل خلايا الجسم، وتلعب دوراً أساسياً في تنظيم الفعاليات الاستقلابية في مختلف الأنسجة كاستقلاب الجسم للسكريات والدسم والبروتينات وزيادة اليقظة والنتاج القلبي وإنتاج الطاقة، كما تساعد على التحكم بدرجة حرارة الجسم ولها دور مهم جداً في النمو عند الأطفال.
أسباب قصور الغدة الدرقية :
هناك أمراض عديدة تمثل أسباب قصور الغدة الدرقية وفشل وظيفتها، أهمها:
- أمراض المناعة الذاتية: تُعد أهم سبب لقصور الدرق في المناطق المكتفية باليود. تحدث عندما يقوم الجهاز المناعي في الجسم بإنتاج أضداد تهاجم أنسجة الغدة الدرقية السليمة وتخرِّبها. يُعرف هذا المرض باسم داء هاشيموتو أو قصور الدرق البدئي أو المحيطي.
- عوز اليود: وهو السبب الأشيع عالمياً لفشل الغدة الدرقية، إذ لا تتمكن الغدة من إنتاج هرموناتها بسبب نقص المعدن الأساسي اللازم لتشكيلها.
- أسباب طبية: تحدث بعد الاستئصال الجراحي للغدة الدرقية وفي المعالجات الشعاعية المستخدمة لعلاج أورام الرأس والعنق والتي تؤثر سلباً على نشاط ووظيفة الغدة.
- التهابات الغدة الدرقية: عادةً ما تكون تالية لعدوى تنفسية فيروسية، وقد تحدث عند النساء بعد الولادة.
- أمراض خلقية: عيوب تطور جنينية في الموقع أو البنية للغدة الدرقية أو غيابها بشكل تام في بعض الحالات. لها تأثير سلبي جداً على التطوّر الروحي الحركي عند الأطفال.
- أمراض النخامى و/أو الوطاء: أهمُّها أورام النخامى الحميدة Pituitary adenoma. يغيب فيها التنظيم العصبي المركزي اللازم لعمل الغدة الدرقية. تعرف باسم قصور الدرق المركزي (الثانوي و/أو الثالثي).
- بعض الأدوية: مثل الأميودارون والليثيوم.
أعراض نقص نشاط الغدة الدرقية:
تنتج معظم أعراض قصور الغدة الدرقية عن بطء معدل الاستقلاب وتراكم السكريات المخاطية في مختلف أجهزة الجسم. عادةً لا تظهر الأعراض إلا بعد أسابيع أو أشهر من بدء الإصابة، أهمها:
- التعب ونقص النشاط الفيزيائي.
- نقص التعرق.
- تساقط الأشعار.
- برودة وجفاف الجلد.
- الأظافر الهشة.
- زيادة الوزن رغم نقص الشهية.
- إمساك.
- خشونة الصوت.
- وذمات محيطية مخاطية غير انطباعية.
- بطء القلب.
- بطء المنعكسات العصبية.
- بطاءة التفكير وضعف الذاكرة0
- ثر حليب من الثدي.
- آلام عضلية ومفصلية.
- العنانة عند الذكور (نقص الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب وتأخُّر القذف).
المضاعفات الناتجة عن قصور الدرق:
تحدث مضاعفات قصور الغدة الدرقية في الحالات الشديدة غير المعالجة، أهمّها:
- سبات الوذمة المخاطية ” “Myxedema coma : وهي حالة إسعافية خطيرة تتطلب التعويض الوريدي السريع للهرمونات الدرقية. تتظاهر على شكل تبدلات في الحالة العقلية من خمول ونعاس وصولاً للسبات والوفاة.
- الدُراق (تضخُّم الغدة الدرقية): يؤدي إلى مشاكل في التنفس والبلع والكلام.
- الاضطرابات القلبية الوعائية: بسبب ارتفاع مستويات الكولسترول في الجسم، مما يثر سلباً على عمل ووظيفة القلب.
- اضطرابات النمو والبلوغ عند الأطفال.
- اعتلال الأعصاب المحيطية.
- العقم.
تشخيص قصور الدرق:
عادةً لا يتم الاعتماد على الأعراض السريرية وحدها من أجل تشخيص قصور الغدة الدرقية بسبب تباينها واختلافها بين الأفراد. لذلك، يتم اللجوء لمجموعة من الاختبارات لتأكيد التشخيص:
- اختبارات وظائف الدرق Thyroid function test (TFTs):
- تعتمد على قياس التراكيز المصلية لـ TSH و FT4، وتفيد في مراقبة تطوّر وسير المرض وفعالية العلاج.
- في حال كان TSH مرتفع وFT4 منخفض فهذا يؤكد تشخيص قصور الدرق البدئي.
- في حال كان TSH منخفض و FT4 منخفض فهذا يشير إلى قصور الدرق الثانوي و/أو الثالثي.
- في بعض الحالات يكون TSH على الحد الأعلى للمستوى الطبيعي أو مرتفع بشكل طفيف و FT4 ضمن السوي. تعرف هذه الحالة باسم قصور الدرق تحت السريري.
- اختبارات الأضداد الدرقية المصلية مثل أضداد البيروكسيداز الدرقي (TPO-Abs) وأضداد مستقبلات الحاثة الدرقية (TRAbs): تطلب فقط في حال الشك بوجود آلية مناعية لقصور الدرق.
- اختبارات مصلية أخرى مثل CBC – شوارد المصل – اليوريا والكرياتينين – السكر والكولسترول وذلك لتحري التغيّرات الكيميائية الاستقلابية الناتجة عن قصور الدرق وتدبيرها إن لزم.
- الاستقصاءات الشعاعية (إيكو الدرق – ومضان الدرق): لا يتم اللجوء لها دوماً بشكل روتيني وإنمّا عند الشك بوجود تغيرات بنيوية مشتبهة.
علاج قصور الغدة الدرقية :
علاج قصور الدرق الوحيد الفعّال هو تعويض الهرمونات الدرقية مدى الحياة.
الدواء المستخدم عادةً هو Levothyroxine . يعوَّض فموياً وبشكل يومي (حبة صباحاً على معدة فارغة ثم الانتظار مدة 30- 60 دقيقة قبل تناول الطعام أو أي دواء آخر لتجنب مشاكل الامتصاص والتداخلات الدوائية). تعتمد الجرعة البدئية الموصوفة على وزن المريض وعمره، الأمراض المرافقة (كالمشاكل القلبية مما يستدعي إنقاص الجرعة اللازمة لتجنب حدوث اضطرابات النظم)، المرأة الحامل (يجب زيادة الجرعة بسبب زيادة حاجة الأم والجنين للهرمون الدرقي). وفي حال تناول جرعة عالية من الدواء سيؤدي هذا إلى انسمام درقي وظهور الأعراض التالية: الخفقان – الرجفان – زيادة الشهية – اضطرابات النوم.
في حالات قصور الغدة الدرقية تحت السريري تستطب المعالجة فقط في الحالات التالية: TSH أكبر أو يساوي 10 – الرضع والأطفال الصغار – المرأة الحامل – ارتفاع كولسترول الدم.
اقرأ أيضًا:
نقص كالسيوم الدم : الأسباب والأعراض والعلاج.
فيتامين D : فوائده وأهميته
إعداد:
الدكتورة نيبال جرجس عبد الملك.