تعد قرحة المعدة شكل من أشكال القرحات الهضمية وهي عبارة عن تقرحات صغيرة وحيدة أو متعددة في بطانة المعدة. تسبب آلام موضعة حارقة وشديدة، ولكن قد تكون القرحة غير عرضية في بعض الأحيان.
أسباب قرحة المعدة ؟
تعد الإصابة بجرثومة الملتوية البوابية والإفراط في استخدام مضادات الالتهاب اللا ستيروئيدية أشيع أسباب قرحة المعدة .
العدوى بالملتوية البوابية H. pylori:
تعد السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالقرحة المعدية، إذ تعيش البكتريا في المعدة بشكل رئيسي. يصاب عدد كبير من الأشخاص بالملتوية البوابية لكنها غالباً لا تكون عرضية. لكن في بعض الأحيان قد تتكاثر البكتريا وتؤدي إلى إضعاف طبقة المخاط التي تحمي المعدة، الذي يزيد بدوره من تأثير الحمض المعدي على بطانة المعدة فيؤدي ذلك إلى ظهور القرحة الهضمية. سبب الإصابة غير معروف بشكل دقيق لكن بعض الدراسات تشير إلى العدوى بها عن طريق المياه والطعام والأدوات الملوثة، أو عبر التماس مع لعاب شخص مصاب بها.
استعمال مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDs:
وهي نوع من أنواع مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل (الإيبوبروفين، النابروكسين، الأسبرين). إذ تعد السبب الأكثر شيوعاً بعد الإصابة بالملتوية البوابية للإصابة بالقرحة المعدية. إذ تؤدي هذه الأدوية إلى تهيج المعدة والأمعاء ومنع إنتاج بعض المواد الكيميائية التي تساهم بحماية بطانة المعدة والأمعاء.
أسباب أخرى:
بالإضافة إلى وجود عدة أسباب تؤدي لظهور قرحة المعدة مثل الإصابة بمتلازمة زولينجر إليسون (حالة نادرة تؤدي لزيادة إنتاج الحمض المعدي). وأيضًا التدخين والحالة النفسية وتناول الأطعمة الحارة.
الأعراض المرافقة للقرحة المعدية:
تعتمد شدة أعراض قرحة المعدة على شدة القرحة، إذ يشعر المريض بألم شديد في الجزء العلوي من البطن بين عظمة الصدر والسرة. ويظهر الألم بشكل خاص عندما تكون المعدة فارغة. ومن الممكن للألم أن يستمر لبضع دقائق أو ساعات، أو أنه قد يظهر لعدة أيام أو أسابيع ثم يختفي. بالإضافة إلى ذلك يشعر المصاب بآلام حارقة أو شعور الحرق بالمعدة وأن المعدة تأكل ذاتها. تعد هذه الأعراض هي الأعراض الأكثر شيوعاً. بالإضافة إلى ذلك يشعر المصاب بما يلي:
- الشعور بالشبع.
- الخوف من تناول الطعام بسبب الألم.
- تحسن الألم عند تناول الطعام أو الأدوية المضادة للحموضة.
- القلس المريئي المعدي وحرقة المعدة.
- التجشؤ.
- الشعور بالانتفاخ.
- الغثيان والإقياء.
- قلة الشهية أو فقدان الوزن.
وعند ظهور أي من هذه الأعراض يجب الشك بوجود قرحة هضمية. وفي بعض الأحيان قد تتحول القرحة المعدية إلى قرحة نازفة فتظهر الأعراض التالية:
- فقر دم حيث يظهر على المريض: شحوب، تعب، دوار أو إغماء، ضيق نفس).
- إقياء مدمى (طحل القهوة).
- براز مدمى.
ومن الممكن أن يكون النزف شديداً مهدداً للحياة أو قد تتحول القرحة إلى قرحة منثقبة تهدد حياة المريض. أو أنها قد تتندب فتسبب انسداداً في مخرج المعدة. لذلك، يجب استشارة الطبيب فور ملاحظة أي عرض من أعراض القرحة الهضمية.
كيفية علاج قرحة المعدة :
القاعدة في علاج قرحة المعدة تنص على أنها تختفي عندما يختفي المسبب الذي أدى لظهورها. فإذا تشكلت القرحة بسبب تناول مضادات الالتهاب اللا ستيروئيدية فيكون العلاج بالامتناع عن تناولها واللجوء إلى مسكنات الألم الأخرى مثل الباراسيتامول.
أما في حال الإصابة بالملتوية البوابية فهنا نحتاج للعلاج بالمضادات الحيوية للقضاء عليها بالإضافة لتناول معدلات الحموضة. إذ يشمل البروتوكول العلاجي على:
أولًا، العلاج الدوائي:
الأدوية المضادة لحموضة المعدة (عوامل الحماية الخلوية) التي تمنع أو تقلل من إنتاج الحمض المعدي. مما يساعد في التقليل من تأثير الحمض على القرحة المعدية وتخريشها بالإضافة إلى تغليف المعدة. تطبق هذه العلاجات وفق خطة العلاج الثلاثي أو الرباعي، ومن الأمثلة عليها:
- مثبطات مضخة البروتون ppi: حيث تمنع خلايا المعدة من إنتاج الحمض المعدي بالإضافة إلى حماية بطانة المعدة وتغليفها مثل: أومبيبرازول، إيزوأوميبرازول، لانسوبرازول……
- حاصرات مستقبلات الهيستامين h2: حيث تعمل على منع إنتاج المواد الكيميائية التي تسهم بإنتاج حمض المعدة مما يؤدي إلى تقليل الحمض المعدي، مثل: سيميتيدين، فاموتيدين….
- أما الصادات الحيوية التي تقضي على الملتوية البوابية فتشمل: تتراسيكلين، ميترونيدازول، أموكسسلين، كلاريثرومايسين.
- كما يمكن للبربيوتيك ومكملات البزموت أن تبطىء نمو الملتوية البوابية.
- قد نحتاج أحياناً إلى إعطاء الأدوية وريدياً، أو نقل الدم للمريض.
غالباً ما يكوم الالتزام بالعلاج الدوائي وتغيير نظام الحياة كافٍ لعلاج قرحة المعدة.
ثانيًا، العلاج الجراحي:
يتم تشخيص قرحة المعدة عن طريق منظار المعدة (التنظير الهضمي العلوي). وفي بعض الأحيان قد يضطر الطبيب إلى التداخل على القرحة بإجراء الكي في حال كانت القرحة نازفة، أو حقن بعض الأدوية ضمنها.
يتم إجراء العلاج الجراحي في حالات نادرة وذلك في حال التعنيد على العلاج، أو في حال استمرار القرحة بالنزف. أو أن القرحة سببت انسداد في مخرج المعدة مما أدى لتوقف مرور الطعام من المعدة للأمعاء.
تشمل الإجراءات الجراحية:
- استئصال القرحة المعدية بأكملها أو استئصال جزء من المعدة وربط الشريان النازف.
- قطع العصب المبهم مما يساهم في تقليل إنتاج الحمض المعدي.
- رأب بواب المعدة (توسيعه): لإزالة الأنسجة المتندبة المعيقة لخروج الطعام. الذي يساعد ذلك على خروج الطعام من المعدة بشكل أسرع.
التدابير الأخرى:
مثل تغيير نمط الحياة: عن طريق اتباع نظام غذائي صحي الذي قد يكون كافياً لعلاج قرحة المعدة في المنزل أو الوقاية من حدوثها. الذي يجب أن يحتوي على الفواكه والخضروات والألياف مثل:
- الخضروات الصليبية (كالملفوف والقرنبيط والبروكلي).
- الخضروات الورقية (كالسبانخ والخس واللفت).
- التفاح والتوت.
- الأطعمة المخمرة (التي تحوي على البروبيوتيك مثل لبن الزبادي، المخللات).
- زيت الزيتون.
- العسل.
- الأغذية الحاوية على الغلوتامين (كالدجاج والأسماك والبيض والسبانخ).
بالإضافة إلى ذلك يجب:
- الإقلاع عن التدخين.
- التقليل من المشروبات الحاوية على الكحول والكافيين.
- الابتعاد عن المأكولات المهيجة للمعدة كالأطعمة الحارة والحامضة.
- المحاولة من تخفيف القلق والتوتر.
يجب عدم الإهمال في علاج القرحة المعدية خوفاً من حدوث المضاعفات طويلة الأمد وأهمها حدوث سرطان المعدة.
أخيراً يجب الوقاية من قرحة المعدة عبر غسل الأيدي جيداً والتأكد من مصدر الطعام والشراب. وطهي الطعام بشكل جيد مع الابتعاد عن المأكولات الجاهزة قدر الإمكان.
عند استخدام مضادات الالتهاب اللا ستيروئيدية يجب الالتزام بالجرعة الموصوفة مع شرب كمية كافية من الماء عند تناولها. كما يمكن تناول أدوية أخرى إلى جانبه لحماية المعدة أو استبدالها بأدوية أخرى وذلك بعد استشارة الطبيب المعالج.
بالإضافة لإجراء اختبارات بسيطة لكشف وجود الملتوية البوابية قبل ظهور أعراض القرحة الهضمية ومضاعفاتها على المصاب. مثل اختبارات الدم، تحليل البراز، واختبار التنفس (فحص الزفير باليوريا).
اقرأ أيضًا:
آلام الجهاز الهضمي : الأسباب وكيفية العلاج
نقص فيتامين B12 : الأسباب والأعراض وطرق العلاج
إعداد:
د. رغد فؤاد بحصاص.