تساهم الفيتامينات في أداء وظائف الجسم المختلفة، وتتعدّد فوائد فيتامين D خاصّةً وتتجلّى أهميّته في الكثير من العمليات الحيويّة في الجسم. ولعلّ تأثيره على العظام والأسنان هو الأهمّ، إلى جانب تأثيراته على وظائف الجسم الأخرى التي سنتحدّث عنها في هذا المقال.
يعدّ فيتامين د من الفيتامينات المنحلّة بالدّسم وتبيّن بعض الدّراسات أنّه على الرّغم من تسميته بفيتامين، إلّا أنّه يعد هرموناً أو طليعة هرمون.
لنتعرّف أكثر عن هذا الفيتامين وأهمّ مصادره وما الحالات التي تسبّب نقص مستوياته في الجسم وما العلاج المناسب.
تأثيرات فيتامين D :
يمتلك فيتامين D أهميّة خاصّةً في الحفاظ على صحّة العظام والأسنان. فهو يحسّن من امتصاص الكالسيوم ويحافظ على مستويات كافية من الكالسيوم والفوسفور في الدم.
يدعم الفيتامين الوظيفة المناعية للجسم. إذ تبيّن بعض الدّراسات أن نقصه يعزّز خطر الإصابة بالأمراض المناعيّة الذاتية. على سبيل المثال نقص فيتامين د على المدى الطويل يشكل عامل خطر للإصابة بالسكري نمط ١ والتهاب المفاصل الروماتوئيدي والدّاء المعوي الالتهابي.
يقلل خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. إذ تُظهِر بعض الأبحاث وجود ارتباط بين نقص الفيتامين وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض القلبية. ومنها ارتفاع الضغط الشرياني والقصور القلبي وحتى الاحتشاء.
وكذلك يقلل من احتمال الإصابة بالأمراض الشديدة مثل COVID_19 ومتلازمة الضّائقة التنفسية الحادة.
مصادر الفيتامين:
يحصل معظم الأشخاص على حاجتهم من فيتامين D من التعرّض لأشعّة الشّمس لفترة كافية. لكن البعض منهم لا ينال حاجته لأسباب متعدّدة. لذلك، يمكن الاعتماد على الأغذية الحاوية على الفيتامين بكميات معينة، مثل اللّحوم الحمراء وصفار البيض والحليب المغلي والجبنة وبعض أنواع الأسماك كالسلمون وغيرها.
وذلك ما يساعد في الحفاظ على دوره في أداء وظائف الجسم المختلفة وتجنّب الآثار السيئة لنقصه الذي قد يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة.
إضافةً إلى وجود فيتامين D بالشكل الصيدلاني والذي قد يصفه الطبيب كجرعة إضافية في بعض الحالات.
أسباب نقص فيتامين D
أهم أسباب نقص فيتامين D عدم التعرّض الكافي لأشعّة الشّمس. لا سيّما لدى الأشخاص الذين يسكنون في مناطق المناخات الباردة، حيث لا تظهر الشمس لفترة كافية لتأخذ أجسامهم حاجته، أو مناطق التّلوّث الشّديد، وكذلك الأشخاص الذين يعملون ليلاً أو لا يخرجون كثيراً خلال فترة النهار. لذلك، نجد انخفاضًا في نسب الفيتامين في مثل هذه الحالات.
تشمل الأسباب الأخرى ما يلي:
- العمر: تنقص قدرة الجسم على تركيب الفيتامين مع التقدم في العمر. لذلك، نجد المسنين أكثر عرضة لحدوث نقص الفيتامين.
- لون الجلد: فالأشخاص ذوي البشرة الداكنة يصبح الجلد لديهم أقل قابلية لامتصاص أشعة الشمس نتيجة وجود كميات أكبر من الميلانين.
- الوزن: الأشخاص ذوي الوزن الزائد يحدث لديهم نقص فيتامين د أكثر من غيرهم. إذ تعيق الدهون المتراكمة تحت الجلد عملية امتصاص الأشعة UV من الشمس بشكل كافي وبالتالي تعيق تركيب فيتامين D
- الإرضاع: إذ لا يحصل الرّضع على كفايتهم من فيتامين D من حليب الأم. لذلك، لابد من دعمهم بكميات إضافية منه وبجرعات مناسبة يحددها الطبيب.
- حالات طبية مختلفة تسبب نقص الدسم من الجسم (فهو من الفيتامينات المنحلة بالدسم).
- عمليات المجازات المعدية: إذ يؤدي إجراء مجازة معدية إلى اقتطاع الجزء العلوي من الأمعاء المسؤول عن امتصاص فيتامين D .
أعراض نقص فيتامين D
يكون نقص فيتامين د لدى معظم الأشخاص غير عرضي ولا يتظاهر بأي علامات ممميّزة. لكن يمكن في الحالات المزمنة أن نلاحظ أعراض نقص الفيتامين أولاً بالعظام والأسنان مثل (آلام العظام والمفاصل وضعف في العضلات وتشنجات عضلية).
تسبب المستويات المنخفضة من فيتامين D عند الأطفال تلين عظام السّاقين وتقوّسها وبالتّالي حدوث الكساح. وكذلك يؤدي إلى مشاكل في الأسنان مثل عدم تشكل السوي للأسنان.
أما عند البالغين يسبب نقصه تلين العظام الذي يتطور على المدى الطويل إلى تخلخل العظام مما يسهل حدوث الكسور. إضافة لأعراض مختلفة كالتعب وتشوه المفاصل وغيرها.
من الأعراض الأخرى تغيرات المزاج كالاكتئاب:
يلعب فيتامين D دوراً مهمّاً في تنظيم المزاج وتقليل خطر حدوث الاكتئاب لدى الشخص. لذلك، ترتبط المستويات المنخفضة منه مع معدل حدوث أعلى للاكتئاب. ويمثل عامل خطر للإصابة بالقلق والشعور بآلام وصلابة العضلات والمفاصل حسب الدّراسات الحديثة.
كما بيّنت بعض الدراسات أن مستقبلات الفيتامين موجودة في مناطق الدماغ المسؤولة عن الفيزيولوجيا المرضية للاكتئاب. لكن لا توجد دلائل مؤكدة بعد على مدى فائدة فيتامين D لمرضى الاكتئاب بمراحله الخفيفة أو المتوسطة.
علاج نقص فيتامين د:
يجب التأكد من التعرض لكمية كافية من أشعّة الشّمس لمدة محددة من الزمن. إضافة إلى تناول الأغذية الحاوية على الفيتامين. وأيضًا، يقوم الطبيب إلى جانب ذلك بوصف متممات غذائية من فيتامين D للتأكد من وصوله إلى المستوى الطبيعي في الدم وقيامه بأدواره المختلفة بالجسم.
يوجد الفيتامين بشكلين:
- d2 (آرغوكولسيفيرول) وهو من مصدر نباتي ويعد أقل قابلية للامتصاص في الجسم من النوع الآخر.
- d3 (كولي كالسيفيرول) وهو من مصدر حيواني ويعد أفضل امتصاصاً في الجسم من d2.
وأخيراً نجد بذلك أن فيتامين D يلعب دوراً رئيسياً في العديد من وظائف الجسم ويمتلك فوائد كثيرة. لذلك، إن انخفاض مستوياته على المدى الطويل سيؤدي لظهور أعراض مختلفة. ويمكن تجنب ذلك بالحرص على التعرّض الكافي لأشعّة الشّمس وعدم تجاهل أي أعراض في حال الشعور بها. ومراجعة الطبيب للتأكد من مستوى الفيتامين في الجسم والتصرّف حسب ذلك.
اقرأ أيضًا:
الاكتئاب : الأعراض والأسباب وطرق العلاج
الصحة النفسية : أهميتها وفوائدها
إعداد:
د. روان علي محمد