fbpx

فقر الدم بعوز الحديد: أعراضه وأسبابه وطرق علاجه

يعتبر فقر الدم بعوز الحديد أشيع أنواع فقر الدم، إذ يحدث فيه نقص مستوى الحديد في الجسم وانخفاض في عدد كريات الدم الحمراء السليمة.

يستخدم الجسم الحديد لإنتاج الهيموغلوبين وهو البروتين الموجود في كريات الدم الحمراء والمسؤول عن التقاط ونقل الأوكسجين إلى جميع أنسجة وأعضاء الجسم.

وبالتالي فإن نقص مستوى الحديد في الجسم يؤدي إلى خلل في نقل الأكسجين لمختلف أعضاء الجسم واضطراب وظائفها.  الذي يفسر الشعور بالتعب والإرهاق عند نقص مستوى الحديد في الجسم.

 

أعراض فقر الدم بعوز الحديد :

يتطور المرض بمرور الوقت ولا تظهر أعراضه مباشرة. فعندما ينخفض مستوى الحديد في الجسم ولا يتلقى الجسم ما يكفيه من الحديد، يقوم باستهلاك المخزون الاحتياطي من الحديد الموجود ضمن مخازن الحديد في الجسم. وعندها تبدأ أعراض فقر الدم بعوز الحديد بالظهور وتشمل:

  • الصداع 
  • الدوخة
  • تساقط الشعر
  • البرودة في الأطراف
  • تكسر الأظافر 
  • تسرع نبضات القلب وعدم انتظامها.
  • الوحام الغريب: وهو الميل لأكل أشياء لا تؤكل عادة مثل (التراب أو الورق أو الثلج أو الطين أو الأوساخ)
  • الشحوب على مستوى الجلد والأغشية المخاطية 
  • التهاب وتشقق صوار الفم 
  • التهاب اللسان الضموري (لسان أحمر أملس غير مؤلم).
  • ضيق النفس وألم في الصدر
  • فقدان الشهية 

 

أسباب فقر الدم بعوز الحديد :

تختلف أسباب فقر الدم بعوز الحديد من شخص إلى آخر، وذلك حسب العمر والجنس وتتضمن ما يلي:

  • فقدان الدم 
  • سوء امتصاص الحديد في الجسم
  • نقص الوارد من الحديد في النظام الغذائي
  • زيادة الحاجة إلى الحديد 

أولًا، فقدان الدم: 

يعد السبب الأشيع لفقر الدم بعوز الحديد، وقد يكون فقدان الدم ظاهرًا أو خفيًا في الجسم. وكما ذكرنا سابقًا يستخدم الجسم الحديد لإنتاج الهيموغلوبين وهو البروتين الموجود داخل كريات الدم الحمراء وبالتالي خسارة الدم تؤدي إلى نقص مستوى الحديد في الجسم.

من أسباب فقدان الدم:

  • النزف على مستوى الجهاز الهضمي: كما في القرحات الهضمية النازفة، وأورام الجهاز الهضمي كسرطان الكولون والمستقيم. وكذلك في داء البوليبات الكولونية وعند استخدام بعض الأدوية كمضادات الالتهاب غير الستروئيدية مثل الأسبرين.
  • النزف على مستوى الجهاز البولي: وذلك في أورام المثانة والبروستات والحصيات المثانية الكبيرة 
  • النزف بعد عمل جراحي كبير
  • التبرع المتكرر بالدم لدى مرضى الاحمرار الدموي 
  • سحب الدم المتكرر للفحص ولاسيما عندي حديثي الولادة 
  • الطمث الغزير لدى النساء قد يعرضهن لفقر الدم بعوز الحديد.

 

ثانيًا، سوء امتصاص الحديد في الجسم:

قد يتلقى الجسم ما يكفي من الحديد ولكن لا يستطيع الاستفادة منه بسبب خلل في امتصاصه. إذ يتم امتصاص الحديد في الجسم على مستوى العفج، وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة. لذلك، يتأثر امتصاص الحديد نتيجة مجموعة من العوامل منها:

  • أمراض الجهاز الهضمي: مثل القرحة المعدية والقرحة العفجية والداء الزلاقي. والإنتانات الطفيلية والإنتان المزمن بالملتوية البوابية، وهو السبب الأشيع لسوء امتصاص الحديد في الجسم. بالإضافة إلى عمليات استئصال القسم القريب من الأمعاء الذي يشمل العفج، وعمليات استئصال المعدة القاصي (الجزئي أو التام).
  • الأدوية: إذ توجد بعض الأدوية التي تعيق امتصاص الحديد مثل مثبطات مضخة البروتون التي تستخدم لتقليل حموضة المعدة.
  • نوع الطعام والشراب: يوجد بعد الأطعمة التي تساعد على امتصاص الحديد وأطعمة أخرى تعيق امتصاصه. لذلك، فالأغذية الغنية في فيتامين C مثل الحمضيات وعصير البرتقال تساعد على امتصاص الحديد. وبالمقابل تناول الشاي والمشروبات التي تحوي على الكافيين مثل القهوة تعيق امتصاص الحديد، بسبب احتوائها على مركبات ترتبط مع الحديد وتمنع امتصاصه. لذلك، ينصح بعدم تناولها مع الوجبات الغذائية لتجنب خطر فقر الدم بعوز الحديد .

ثالثًا، نقص الوارد من الحديد في النظام الغذائي:

في هذه الحالة لا يتلقى الجسم ما يكفي من الحديد لتلبية احتياجاته. ومن الأمثلة على ذلك هو الحميات الغذائية القاسية وحالات القهم العصبي وكذلك عند الأشخاص النباتيون. لذلك، ينصح دائماً بتنويع الغذاء وتركيز على الأغذية الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء والبقوليات والخضروات الخضراء.

رابعًا، زيادة الحاجة إلى الحديد:

يكون الجسم بحاجة إلى كمية أكبر من الحديد لتلبية احتياجاته كما في الحمل وعند الإرضاع والأطفال في سن النمو وخلال فترة البلوغ.

 

علاج فقر الدم بعوز الحديد:

يتضمن علاج فقر الدم بعوز الحديد جانبين أساسيين هما تعويض الحديد وعلاج السبب الكامن وراء المشكلة. وبالتالي يكون علاج السبب الكامن عبر إجراء الاستقصاءات اللازمة كالتنظير الهضمي. والبحث عن سبب سوء الامتصاص وغيرها من الإجراءات لمعرفة السبب وعلاجه. 

لذلك، يتم تعويض الحديد بعدة طرق:

1- فموياً: على شكل أقراص الحديد، وهي الطريقة الأمثل في العلاج، ويفضل أن تؤخذ الأقراص على معدة فارغة. ولكن قد تسبب أقراص الحديد ألم على مستوى المعدة. لذلك، تؤخذ مع وجبات الطعام أو بعدها بساعتين. ومن الآثار الجانبية لأقراص الحديد بالإضافة إلى ألم المعدة هو الإمساك، والذي يعد الأثر الجانبي الأكثر شيوعًا. وكذلك قد تسبب الغثيان والإقياء. وأيضًا ينصح بتناول أقراص الحديد مع فيتامين C لأنه يساعد على امتصاص الحديد.

2- التسريب الوريدي: يعطي استجابة سريعة ولكنها قصيرة الأمد ومن استطباباته:

  • عدم تحمل العلاج بالطريق الفموي 
  • مرضى سوء امتصاص الحديد
  • بعض أمراض الجهاز الهضمي التي تسوء في حال استعمال أقراص الحديد الفموية مثل القرحات الهضمية والتهاب المعدة والتهاب الكولون القرحي.
  • حالات النزف المستمرة ولاسيما على مستوى الجهاز الهضمي.

3- نقل الدم: وهو الخط الأخير بالعلاج ولا ينقل الدم إلا عندما تكون الحالة العامة للمريض سيئة جداً.

بالختام فقر الدم بعوز الحديد يعد من أشيع أسباب فقر الدم. ولذلك، يجب مراجعة الطبيب في حال الشعور بأعراضه وعلاجها وعدم إهمالها. وذلك لتجنب حدوث أي مضاعفات مؤذية وخطيرة.

 

اقرأ أيضًا:

متلازمة كوشينغ : الأسباب والأعراض والعلاج

فقر الدم : الأسباب والأعراض وطرق العلاج

 

إعداد:
د. روان فؤاد أبو علوان