يعتبر فقر الدم مشكلة العصر الحالي؛ إذ لا بد أن أغلب الأشخاص قد عانوا من هذا المرض أو شاهدوا أحد أقربائهم أو أصدقائهم قد عانى منه. وهناك دراسات تقترح إصابة شخص من بين كل ثلاث أشخاص بهذا المرض.
ما هو فقر الدم ؟
فقر الدم هو اضطراب دموي يحدث بسبب اضطرابات في كريات الدم الحمراء سواء بسبب نقص عددها أو قلة كفاءتها في نقل الأوكسجين.
وهو مرض شائع، يؤثر في مختلف جوانب الحياة. فهناك حالات خفيفة تتمثل ببعض الأعراض البسيطة مثل الدوخة والتعب ولا تسبب مشاكل كبيرة لأصحابها. وهناك أنواع أكثر خطورة وقد تسبب تهديداً للحياة.
ما هي أعراض فقر الدم ؟
تعد أعراض فقر الدم متعددة ومتنوعة. لذلك، سنذكر منها ما يلي:
- الوهن العام والتعب: وهي أكثر الأعراض مصادفة ووضوحا.
- ضيق تنفس وألم بالصدر.
- دوار(دوخة).
- خفقان القلب.
- صداع.
- شحوب بالبشرة وخاصة الوجه.
أسباب فقر الدم :
لأسباب فقر الدم تصنيفات عديدة جداً سنذكرها هنا ضمن تعدادين: أسباب مكتسبة وأسباب وراثية.
أولاً: الأنواع الوراثية:
- النمط المنجلي: وهنا تأخذ الكريات الحمراء شكلاً منجلياً بدلاً من شكلها الطبيعي المستديرة المقعرة ذات المرونة. فتخسر مرونتها وتصبح أكثر لزوجة فتعيق تدفق الدم.
- التلاسيميا: وهنا ينتج الجسم كميات أقل من الهيموغلوبين، ما يتسبب بإنتاج كريات حمر أصغر حجماً وأقل عدداً.
- فقر دم نمط ديموند-بلاكفان: هذا الاضطراب يمنع نقي العظام من إنتاج كميات كافية من كريات الدم الحمراء.
- نمط فانكوني: وهو اضطراب دموي نادر الحدوث. يتزايد خطر الإصابة باضطرابات دموية عند الأشخاص المصابين بنمط فانكوني.
ثانيًا: الأنواع المكتسبة:
- فقر الدم بنقص الحديد: وهو أشيع الأنواع، الذي ينتج إما عن نقص الوارد الغذائي من الحديد أو زيادة ضياع الحديد من الجسم. وأكثر ما نصادف حالة ضياع الحديد عند الإناث بسن النشاط التناسلي بسبب فقدان كمية من الدم مع كل طمث.
- النمط الناتج عن الالتهاب: يمكن أن تتطور هذه الحالة إذا كان لديك مرض يسبب التهابًا مزمنًا. ما يجعل من الصعب على جسمك استخدام الحديد الذي يحتاجه لصنع كريات الدم الحمراء. وهنا يدخر الجسم الحديد خوفاً من استخدامه من قبل العوامل الممرضة كعنصر تغذية وبذلك يحرم الجسم أيضاً من الاستفادة منه.
- نمط الانحلالي الذاتي المناعي: في هذه الحالة، يصبح من الصعب على جهاز المناعة الخاص بك التعرف على كريات الجسم الحمراء فيقوم بمهاجمتها.
- النمط الناتج عن نقص الفيتامينات: مثل نقص فيتامين B12, B9 وهنا يتم إنتاج كريات دم كبيرة الحجم.
- النمط الخبيث.
- النمط اللاتنسجي.
- يمكن أن يتطور لديك أيضًا فقر الدم إذا كان لديك بعض الأمراض المزمنة. فقد يكون عرضًا أو من مضاعفات بعض الحالات التالية:
- الأمراض المناعية الذاتية.
- السرطان.
- التهاب الأمعاء.
- أمراض الكلى.
- أمراض الكبد.
- أمراض الغدة الدرقية.
التشخيص:
هناك عدة إجراءات تفيد في تشخيص فقر الدم ، سنذكر منها:
- تحليل تعداد كريات الدم الشامل CBC. الذي يُستخدم لفحص جميع خلايا الدم، مع التركيز على كريات الدم الحمراء. وذلك للتأكد من عدد وحجم وشكل كريات الدم الحمراء.
- اختبار الهيموغلوبين: الهيموغلوبين هو المكون الرئيسي لكريات الدم الحمراء.
- اختبار الهيماتوكريت: يقيس هذا الاختبار نسبة كريات الدم الحمراء إلى نسبة الدم الكلية في الجسم.
- مسحة الدم الطرفية: يقوم هذا الفحص بتقييم كريات الدم الحمراء تحت المجهر لمعرفة حجم وشكل خلايا الدم.
- عدد الكريات الشبكية: الكريات الشبكية هي كريات دم حمراء غير ناضجة، إذ يتم إنتاجها بشكل دوري من نقي العظم لتعويض الكريات الحمر الناضجة في الدوران. لذلك، يقوم هذا الاختبار بتقييم كفاءة نقي العظم في إنتاج عدد كافٍ من كريات الدم الحمراء الصحية.
طرق علاج فقر الدم :
يختلف علاج فقر الدم باختلاف السبب الذي أدى إليه. ولكن غالبا ما يتم العلاج بتعديل نمط الحياة غير الصحي وأخذ بعض المكملات الغذائية والأدوية. من المكملات المهمة في علاج الفقر الدموي:
- مكملات الحديد: يأتي هذا المكمل في شكل كبسولات أو أقراص يمكنك تناولها عن طريق الفم مع كوب من الماء.
- مكملات حمض الفوليك: فيتامين B9(حمض الفوليك) هو فيتامين أساسي يساعد جسمك على تكوين كريات الدم الحمراء والحمض النووي. وهما الدعامات الأساسية لجسمك.
- مكملات فيتامينB12 : تدعم مكملات فيتامين B12 إنتاج كريات دم حمراء صحية.
يعتبر الطريق الفموي هو الطريق المثالي والأسرع في علاج الفقر الدموي. لذلك، سنذكر من الأدوية الموصوفة في العلاج ما يلي:
- إريثروبويتين: يساعد هذا الدواء نقي العظم على إنتاج المزيد من خلايا الدم الجذعية.
- الأدوية المثبطة للمناعة: في حال كان المسبب لفقر دم هو اضطراب مناعي ذاتي، فهنا يوصف دواء يمنع جهاز المناعة من مهاجمة كريات الدم الحمراء.
غالبا ما نكتفي بالأدوية وتصحيح نمط التغذية لدى المريض. ولكن في حالات معينة، قد يوصي الطبيب بـما يلي:
- نقل الدم لاستبدال كريات الدم الحمراء.
- زراعة خلايا الجذع (نقي العظم) وذلك من أجل استبدال خلايا الدم الجذعية غير الصحية بأخرى صحية.
- الجراحة التي تفيد في علاج النزيف الداخلي الذي يسبب فقر الدم.
نصيحة من سماعة حكيم:
من المهم جداً مراقبة الإشارات الصادرة من جسدك والتي تنبهك لوجود مشكلة صحية مثل مشكلة فقر الدم . لذلك، لا تتجاهلها وتابع فحوصاتك الدورية قدر المستطاع ولا تتردد في طلب الاستشارة الطبية عند الحاجة.
اقرأ أيضًا:
ألم الثدي : أسبابه والأعراض المرافقة وطرق العلاج
نقص فيتامين B12 : الأسباب والأعراض وطرق العلاج
إعداد:
د. آية داقور