لا يتحدث الأطفال غالبًا عند تعرضهم لحوادث التحرش الجنسي، لأنهم يعتقدون أنه خطأهم أو لأن المعتدي أقنعهم بأنه أمر طبيعي أو “سر خاص”. قد يتم أيضًا رشوة الأطفال أو تهديدهم من قبل المعتدي عليهم، أو إخبارهم بأنه لن يتم تصديقهم.
سنتحدث في هذا المقال عن أهم الطرق الوقائية التي يجب تعليمها للطفل لحمايته من التعرض لحوادث التحرش الجنسي :
- علموا طفلكم الأسماء الصحيحة لأعضائه: الفم، الأنف، العينين وأعضاء الجسم التناسلية. ولا تستبدلوها بأسماء لأشياء أو دمى. فهذا يساعد الطفل في أن يشير إليكم بوضوح لدى تعرضه لمحاولة لمس أو تحرش في أي من هذه الأعضاء. وسيصبح مسيطرًا على جسده ولن يعتبره مجرد دمية.
- شددوا أمام طفلكم على أن أعضاءه التناسلية أماكن أو أعضاء خاصة به تبقى تحت ملابسه الداخلية، وممنوع أن تلمس أو تجس من أي شخص مهما كان قريبًا. والأهم تعليمه كيف يكون مستقلًا وأن لا يحتاج إلى مساعدة من أحد في الأمور المتعلقة بنظافة الجسد. الفم أيضًا عضو خاص لا يجوز تقبيله أو لمسه من قبل أي أحد.
- رسّخوا في ذهن طفلكم أن ليس لأحد الحق في أن يطلب رؤية أي من أعضائه الخاصة. وإن حصل وتعرض لهكذا موقف، فعليه أن يأتي ويخبركم في الحال، أو يخبر شخصًا راشدًا يثق به وأن لا يتردد في ذلك. رددوا هذا أمام الطفل خصوصًا بعد عمر الـ 3 سنوات، وساعدوه على تسمية عدة أشخاص يثق وتثقون بهم، يشكلون شبكة أمان، يرجع إليها الطفل في حال تعرض لأي نوع من أنواع التحرش الجنسي أو غيره.
- علموا الطفل أنه إن طُلب منه رؤية الأعضاء التناسلية لشخص ما، أو تحسُس أعضاء شخص أو رؤية صور لأعضاء تناسلية، يجب أن يخبركم أو يخبر شخصًا يثق به في الحال. عززوا في ذهنه أنكم ستصدقونه مهما قال وأنه لن ينال أي قصاص.
في الوقت نفسه:
- تكلموا مع طفلكم عن المشاعر (الحزن، الفرح، الخوف…)، ومرّنوه على التعبير عن مشاعره أثناء القيام بالنشاطات اليومية. سيصبح من السهل على الطفل إدراك شعوره والتعبير عنه في حال لمسه شخص ما. ويمكن للأهل أن يقاربوا المسألة مع طفلهم من خلال كتب مخصصة للتوعية حول خصوصية الجسد، فيكون الشرح مبسطًا وسهل الفهم، وعلى طريقة قصة مصورة يفهمها الطفل.
- علموا طفلكم الفرق بين الشعور بالأمان والشعور بعدم الأمان، من خلال ربطهما بالفرح والخوف. مثلًا: أشعر بالأمان حين أكون سعيدًا. أشعر بعدم الأمان حين أشعر بالخوف وبألم في بطني أو جسمي وبإحساس مزعج.
- أخبروا طفلكم عن “علامات الإنذار المبكرة”، التي يمكن أن يشعر بها في حال شعر بالتهديد أو عدم الأمان: خفقان سريع في القلب، ألم في البطن، ارتجاف في الجسم، رغبة في البكاء. ساعدوه على اقتراح أعراض أخرى وحفزوه على إخباركم إن شعر بأي من هذه العلامات وأنكم ستصدقونه.
مع التطور العقلي للطفل وتقدمه في العمر، علموه أيضًا ما يلي:
- علموه أن هناك فرقًا كبيرًا بين المفاجأة السارة والاحتفاظ بسر. أمثلة على ذلك: تحضير مفاجأة لأخي لمناسبة عيد ميلاده أمر جيد. الإصغاء إلى شخص يطلب مني ألا أخبر أهلي شيئًا ما أمر سيىء.
- علموه أن المفاجأة السارة تشعره والمحيطين به بالسعادة، أما السر فيشعره بالخوف. وأن عليه إخباركم إن طلب أحد منه الحفاظ على سر.
- ناقشوا مع طفلكم من له الحق بلمس أعضائه التناسلية (الطبيب بوجود الأهل). وعززوا في ذهنه أن له الحق في اتخاذ القرار بالأمور التي تتعلق بجسده، وبرفض قبلة أو عناق من أحد، إن لم يحب ذلك.
- وإن حصل وتعرض للتحرش الجنسي علموه أن يقول لا، توقف، ابتعد. وأن يحاول حماية نفسه بإبعاد الشخص بيده أو رجله أو أن يصرخ ليأتي أحد لإنقاذه.
- لا تجبروا طفلكم على الاقتراب من أي شخص، حتى لو كان قريبًا منكم واحترموا مشاعره. ففي معظم الأحيان يتمتع الطفل بالذكاء العاطفي الذي يساعده على معرفة من هم الأشخاص الأكثر أمانًا وقربًا منه.
ودمتم و أطفالكم بخير
د. باسم محسن يوسف
اقرأ أيضًا: الاغتصاب ،ما هي دوافعه السيكولوجية، وما هي أسبابه الكامنة؟