يعد الحفاظ على الصحة النفسية أمرًا هامًا لارتباطها بالصّحة العامة للإنسان وانعكاسها على نمط حياتهِ وجودتهِ. وهي تشمل العواطف والحالة النفسية والعلاقات الاجتماعية للفرد، وتؤثر الحالة النفسية على العواطف والمشاعر وطريقة التّفكير والتّصرف واتخاذ القرارات.
تشمل طرق تعزيز الصحة النفسية التي يمكن اتباعها ما يلي:
اولاً: الرياضة والنّشاط الفيزيائي:
تعد ممارسة الرّياضة والنّشاط الفيزيائي عاملاً هامًا في تعزيز الصحة النفسية. فهي تزيد من احترام الذات وتساعد في وضع أهداف أو تحديات وتحقيقها. وبينت الدّراسات أن التّغيرات الكيميائية في الدماغ الحاصلة بسبب زيادة هذا النشاط الحركي ساعد في التّغير إيجابًا للمزاج نحو الأفضل. ولا نعني بذلك قضاء وقتًا طويلاً في النّادي الرياضي، بل يمكن إيجاد نشاطًا رياضيًا مفيدًا نستمتع به ونجعلهُ جزءًا من روتين حياتنا.
ثانيا: تعلّم مهارة جديدة
يعزّز تعلم مهارة جديدة الثقة بالنفس ويرفع من احترام الشخص لذاته، كما تساعد الشخص في التعرف على أهدافه وتساعد على التواصل مع الأخرين.
تحمّل مسؤولية جديدة في العمل مثل تدريب موظّف جديد أو تعلم مهارة التّحدث أمام الجمهور والتواصل تفيد في ذلك أيضًا.
محاولة إصلاح بعض الأعطال البسيطة في المنزل التي لا تطلّب خبرة أو تجريب هوايات جديدة تتطلب التحدي مع النفس. مثال على ذلك، تعلم رياضة جديدة أو تعلم الرسم. ومن المهم هنا أن لا نشعر بالانزعاج في حال عدم انسجامنا في الحالة الجديدة. وكأننا بحاجة لتجاوز امتحان في هذه المهارة بل من الأفضل إيجاد مهارة نستمتع بها ونجعلها من روتين حياتنا اليومي.
ومن الطرق أيضًا ما يلي:
ثالثًا: العطاء
أظهرت الدّراسات أنّ العطاء والبذل للآخرين والأعمال الخيرية هي طرق تساعد على تحسين الصحة النفسية. وتعطي شعورًا إيجابيًا للشخص والإحساس بالمكافأة والغنى الذاتي عند التواصل مع الآخرين. كما أن سؤال الآخرين من أفراد عائلتنا وأصدقائنا عن أحوالهم والاستماع الجّيد لهم، وقضاء وقتًا أطول مع الأصدقاء أو الأقرباء من يحتاجون للدعم أو الرفقة، والتّطوع في أعمال خيرية في المؤسسات أو المدارس والمشافي يساعد في ذلك.
رابعًا: التّركيز على الّلحظة الحالية
رفع الوعي لدينا من خلال الاستمتاع بالحياة والتّركيز على ما نملك وما يمكننا التحكم به في الّلحظة الحالية وفهم أنفسنا. كما أن التّغيير الايجابي لنظرتنا تجاه الحياة وطريقة تعاملنا مع التحديات له أثر كبير في المحافظة على صحّتنا النفسية.
خامسًا: التّواصل مع الآخرين
يعد التّواصل الجيد مع الناس أمرًا هامًا لصحتنا النفسية وثراها. فالآخرين قادرين على مساعدتنا بمنحنا شعور بالانتماء ورفع الثقة بالنفس. بالإضافة إلى أنهم يساعدوننا بالإفصاح عن تجاربنا الايجابية. فضلاً عن إعطائنا دعمًا عاطفيًا، وبالمقابل سنصبح قادرين على رد هذا الدعم للآخرين لاحقاً.
كما يساعد قضاء الوقت مع أفراد العائلة وترتيب لقاء مع الأصدقاء القدامى وإعطاء وقت أكبر لأطفالنا وعائلتنا واصدقائنا عاملًا ايجابياً معززاً لصحة الفرد النفسية أيضًا.
وأيضًا، يعد التطوع في المؤسسات الخدمية والإنسانية في سبيل مساعدة الآخرين، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة للبقاء على تواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة أمراً مساعداً. مع الأخذ بالعلم أن الاعتماد على وسائل التّواصل الاجتماعي في بناء علاقات مع الناس يسهّل الدّخول في دوامة الاعتياد على إرسال الرسائل الإلكترونية ويفقدنا التواصل الحسي.
أهمية الصحة النفسية:
إضافةً إلى ما سبق، تساعد الصحة النفسية الجيدة على إبقاء الصحة الجسدية بأحسن حالة، وستجعل الفرد أيضًا قادرًا على اكتشاف احتياجاته العاطفية والروحية، وتعزيز علاقاته الاجتماعية وعلاقاته مع أصدقائه وأفراد أسرته والحفاظ عليها، وإبقائه شخصًا متوازنًا فعّالًا في مختلف مجالات حياته.
إعداد: محمد موسى
اقرأ أيضًا: