fbpx

ضربة الشمس : الأعراض والمخاطر والعلاج

ضربة الشمس التي تعرف أيضًا باسم ضربة الحرارة، هي حالة طبية خطيرة وتعتبر من الحالات الإسعافية التي تتطلب تدبيرًا فورياً وسريعًا، فالتأخر في التشخيص والعلاج يجعلها حالة قاتلة.

تنتج ضربة الحرارة عن التعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة عالية وعادة مع الجفاف. مما يؤدي إلى فشل نظام التحكم في درجة حرارة الجسم وفقد الجسم قدرته على التبريد. وقد تكون نتيجة للمجهود البدني في ظروف حارة، أو ببساطة بسبب التواجد في بيئة حارة.

 

أعراض ضربة الشمس :

قد يتظاهر المريض بأعراض متنوعة، وتشمل أغلب أعراض ضربة الشمس ما يلي:

  1. ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية عن 104 فهرنهايت، وهو العرض الأكثر شيوعًا.
  2. التغيرات العقلية: مثل الارتباك والهذيان والنوبات خاصة عند الأطفال والإغماء وممكن أن تتطور الحالة إلى الغيبوبة.
  3. اضطرابات التعرق: والتي تضم كلًا من انعدام التعرق والجفاف.
  4. الصداع النابض: وهو الشكل الأشيع الذي يرافق ضربة الحرارة.
  5. تغيرات لون الجلد: الذي يتحول للون الأحمر نتيجة ارتفاع حرارة الجسم.
  6. تغيرات معدل ضربات القلب: التي تكون ناجمة عن محاولة الجسم إعادة الحرارة للوضع الطبيعي.
  7. اضطراب التنفس: الذي يصبح سريعًا وأقل عمقًا.
  8. ضعف العضلات أو التشنجات.
  9. الغثيان والإقياء.
  10. الدوار والدوخة.

 

التشخيص:

يستطيع الأطباء عادة تشخيص ضربة الشمس من خلال مظهر المصاب وأعراضه. لكن في بعض الأحيان، قد يتم طلب إجراء فحوصات طبية لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى. وقد تشمل هذه الاختبارات ما يلي:

  1. فحص الدم: قياس غازات الدم والشوارد وخاصة البوتاسيوم والصوديوم في الدم. وذلك من أجل التحقق من أذية الجهاز العصبي المركزي.
  2. فحص البول والراسب: يستخدم هذا الاختبار لفحص وظائف الكلى. إذ يعتبر البول الداكن علامة على أن المريض يعاني من حالة مرتبطة بالحرارة.
  3. اختبار العضلات: الذي يؤكد إصابة الأنسجة العضلية بالضرر أو الأذى.
  4. الأشعة السينية: التي تظهر الضرر الحاصل بالأعضاء الداخلية.

 

مضاعفات ضربة الشمس ومخاطرها:

ضربة الشمس حالة طبية خطيرة وطارئة، وعدم تشخيصها وعلاجها بشكل صحيح يؤدي إلى مخاطر ومضاعفات خطيرة. منها ما يتعلق بالجهاز العصبي المركزي مثل أذية الدماغ وفقدان الوعي وصولاً للغيبوبة واخيرًا الوفاة. لذلك، عندما تشك في إصابة شخص ما بضربة الحرارة، فاتصل على الفور برقم الطوارئ أو اصطحب المريض إلى المستشفى. وأي تأخير في طلب المساعدة الطبية قد يكون مميتًا.

 

علاج ضربة الشمس :

الهدف الرئيسي في علاج ضربة الشمس هو خفض درجة حرارة المريض ومنع تطورها الى المضاعفات الخطيرة. هناك العديد من الوسائل المفيدة في تحقيق ذلك، نذكر منها:

  1. الغمر: يتم غمر الشخص المصاب بضربة الحرارة في الماء البارد أو حمام الثلج.
  2. التبريد بالتبخر: يتم رش الماء البارد على الجلد بينما يتم دفع الهواء الدافئ على الجسم. وهذا يسبب التبخر، مما يؤدي إلى تبريد الجلد.
  3. بطانيات التبريد وأكياس الثلج: يتم لف بطانيات التبريد حول الشخص المصاب. ويتم وضع أكياس الثلج في المناطق التي تقترب فيها الأوردة الكبيرة من سطح الجلد، مثل الفخذ والإبط والرقبة والظهر. وهذا يضمن انخفاض درجة حرارة الدم بسرعة.
  4. مرخيات العضلات: يمكن إعطاء أدوية مثل البنزوديازيبينات إذا لم تنخفض درجة حرارة الجسم. تمنع هذه الأدوية الجسم من الارتعاش استجابة للعلاجات الباردة.

لا يتم استخدام الثلج للمرضى المسنين أو الأطفال الصغار أو المصابين بأمراض مزمنة، فقد يكون ذلك خطيراً عليهم.

 

عوامل الخطورة للإصابة بضربة الحرارة:

تتضمن الفئات المعرضة لخطورة ضربة الشمس ما يلي:

  1. كبار السن: يتعرضون لخطر أكبر بسبب ضعف القدرة على تنظيم درجة حرارة الجسم.
  2. الأطفال: قد لا يستطيعون التعبير عن شعورهم بالحرارة أو طلب الماء.
  3. الأشخاص ذوو الحالات الصحية المزمنة: مثل أمراض القلب أو السكري. إذ تؤثر هذه الحالات على قدرة الجسم على التعامل مع الحرارة.
  4. الأشخاص الذين يعيشون في بيئات غير مكيفة: مثل الشقق أو المنازل ذات التهوية السيئة.
  5. الرياضيون: الذين يتعرضون لمجهود بدني في ظروف حرارية مرتفعة.
  6. الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الكحول: إذ يؤثر الكحول على قدرة الجسم على تنظيم الحرارة.
  7. تأثير الرطوبة: يقيس مدى شعور الجسم بالحرارة من خلال دمج درجة حرارة الهواء مع الرطوبة النسبية. عندما تكون الرطوبة النسبية 60% أو أكثر، فإنها تعيق تبخر العرق، مما يقلل من فعالية آلية التبريد الطبيعية للجسم.
  8. درجات الحرارة الحرجة: 90 درجة فهرنهايت (32 درجة مئوية): تعتبر نقطة بداية لزيادة خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة.

 

الوقاية:

يمكن تجنب ضربة الشمس على الرغم من أنها حالة قد تهدد الحياة. ومن الضروري الحفاظ على البرودة وترطيب الجسم. فيما يلي بعض الطرق البسيطة التي يمكن من خلالها تجنب الاصابة بضربة الحرارة:

  1. ارتداء ملابس خفيفة الوزن وفضفاضة وذات ألوان فاتحة، وقبعة واسعة الحواف.
  2. استخدام واقيات شمسية تحتوي على عامل حماية من الشمس (SPF) بقيمة 30 أو أكثر.
  3. شرب كميات جيدة من السوائل لمنع الجفاف. إذ يوصى عمومًا بشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء أو عصير الفاكهة أو عصير الخضار يوميًا. نظرًا لأن الأمراض المرتبطة بالحرارة يمكن أن تنتج أيضًا عن نقص الملح، فقد يكون من المستحسن استبدال الماء بمشروب رياضي غني بالكهارل خلال فترات الحرارة والرطوبة الشديدة.
  4. الحرص على عدم ترك الأطفال في السيارة المتوقفة أبداً، لأن هذا سبب شائع لحدوث أذية الشمس عندهم. ففي السيارة المغلقة، يمكن أن ترتفع درجة الحرارة بنحو 7 درجات مئوية في 10 دقائق. وحتى إذا كانت النوافذ مفتوحة.
  5. تجنب النشاط البدني الشاق: خلال فترات الحر الشديد.

وأخيرًا:

تتطلب ضربة الشمس وعوامل الخطر المرتبطة بها وعيًا وتدابير وقائية خاصة، خصوصًا في الظروف البيئية الحارة والرطبة.

 

اقرأ أيضًا:

فرط كالسيوم الدم Hypercalcemia: الأسباب والعلاج والأعراض

انقطاع التنفس أثناء النوم : الأعراض والأسباب والعلاج

 

إعداد:
د. ديانا خطاب