داء منيير هو مرض نادرٌ ومزمنٌ يصيب الأذن الداخليّة المسؤولة عن وظيفة السمع والتوازن فيسبب الدوار، ويؤدي إلى طنين ومشاكل في السمع.
عادةً يكون المرض أحادي الجانب، وفي حال كان ثنائي الجانب سيؤدي ذلك إلى صعوبة تشخيصه بالإضافة إلى إنهاك المريض. ومن الممكن أيضاً أن يكون المرض أحادي الجانب في بدايته ويصبح مع مرور الوقت ثنائي الجانب.
أسباب داء منيير :
تكون أسباب داء منيير عادةً زيادة السوائل ضمن أقنية الأذن الدّاخلية، بالأخصّ كيس اللمف الداخلي والتيه الغشائي. وما يزالُ السبب الدقيق لهذه الحالة غير معروف، ولكن يُعتقد أنّه مرتبط بالأمراض المناعيّة أو الحساسية أو الوراثة.
الأعراض:
تظهر أعراض داء منيير على شكل نوبات أو هجمات تستمر لمدة تتراوح بين 20 دقيقة و24 ساعة تتضمّن:
- الشعور بأن كل شيء يدور من حول المريض أو بما يُعرف بالدوار.
- فقدان التوازن.
- السقوط المفاجئ مع إصابة رضيّة محتملة نتيجة السقوط.
- سماع رنين أو طنين في أذنٍ واحدة أو في الأذنين معًا.
- فقدان السمع أو ضعفه خاصّةً الأصوات منخفضة التواتر في بداية المرض.
- الشعور بضغط أو عدم راحة أو ألم داخل الأذن المصابة.
عوامل خطورة الإصابة بالمرض:
- العمر: يصيب عادةً الأعمار بين 40 و60 سنة.
- الجنس: أظهرت الدراسات أن الإناث أكثر عرضة لتطوير هذه الحالة.
- القصة العائلية: 7% إلى 10% من الأشخاص المصابين بـ داء منيير لديهم قصة عائلية للإصابة بالمرض.
- الأمراض المناعيّة الذاتيّة: كالتهاب المفاصل الرثياني والذئبة والتهاب الفقار المقسّط.
مضاعفات داء منيير :
تتضمن مضاعفات مرض منيير في حال عدم تلقي العلاج المناسب ما يلي:
- يؤدي عدم علاج المرض إلى فقدان سمع دائم عادةً خلال 8 إلى 10 سنوات من الإصابة بالداء.
- إنّ نوبات الدوار المفاجئة وغير المتوقعة قد تعرّض حياة المريض للخطر نتيجة السقوط المفاجئ في أثناء أداء الأنشطة اليوميّة كقيادة السيّارة وصعود السلالم.
- قد يُطوّر بعض المرضى حالةً من القلق والاكتئاب؛ بسبب تخوّفهم الدائم من تأثير نوبات الدوار ونقص السمع وعدم التوازن في حياتهم في المستقبل.
وسائل التشخيص:
عادةً ما يُشخّص داء منيير من قبل اختصاصي أنف وأذن وحنجرة. ففي أثناء مراجعة المريض للطبيب، سيسأله الطبيب عما إذا كان يعاني من نوبات دوار وفقدان سمع بانتظام وعن شدتها ومدتها. وسيُجري للمريض فحصًا جسديًا وعصبيًا، وقد يطلب منه إجراء اختبارات معينة لنفي الآفات الأخرى، منها:
- اختبارات السمع.
- اختبارات الدهليز.
- طبقي محوري للدماغ ومرنان مع تباين.
علاج داء منيير :
اقترحت بعض العلاجات الّتي ساعدت على تخفيف شدّة الهجمات ومدّتها وعلى التعايش مع مرض منيير ، نذكر منها:
- تغيير العادات الحياتية:
- اتباع حمية قليلة الملح: يساهم الملح في حبس السوائل داخل الجسم وبالتالي زيادة السوائل ضمن أقنية الأذن الداخليّة. ما يؤدّي إلى تحريض هجمات المرض، ولذلك ينصح باستهلاك كميّة لا تزيد على 1500 ميليغرام من الملح اليومي أي ما يعادل ثلاثة أرباع ملعقة شاي.
- التقليل من شرب الكافئين والكحول.
- الابتعاد عن الإجهاد والأمور المثيرة للقلق.
- الإقلاع عن التدخين.
- العلاج الدوائي:
- المدرّات والبيتاهيستين: قد يوصف الطبيب لمريضه المدرّات للتقليل من كمية السوائل داخل الجسم. والبيتاهيستين الذي ينقص من ضغط السائل في الأذن الداخليّة عن طريق تحسين الدوران فيها.
- الأدوية المستخدمة لعلاج الغثيان ودوار الحركة: أهمّها الديازيبام diazepam والمكليزين meclizine. فهي تساعد في السيطرة على نوبات الدوار، والغثيان والإقياء المرافق لهذه النوبات.
في حال عدم ظهور أي تحسّن باستخدام الأدوية السابق ذكرها، سيلجأ الطبيب إلى حقن الأدوية من أجل علاج داء منيير. وذلك من خلال غشاء الطبل في الأذن الوسطى منها:
- حقنة الستيروئيدات عبر غشاء الطبل.
- جنتاميسين Gentamicin: إذ يساعد على تخريب الجزء المسؤول عن ظهور الأعراض في الأذن الداخليّة.
- المعينات السمعية.
- العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد المريض على التعامل مع الاكتئاب والتوتر والقلق الذي يسبّبه المرض.
- العلاج الجراحي: يلجأ الطبيب إلى الجراحة في حال فشل بقيّة العلاجات. وذلك عن طريق تخفيف ضغط السائل في الأذن الداخليّة ومن أهم الإجراءات الجراحية المتبعة:
- خزع كيس اللمف الداخلي لتصريف الفائض من السائل داخل الأذن، ووضع أنبوب صغير أو دعامة في الكيس حتّى يستمرَّ في التصريف.
- قطع العصب الدهليزي لمنع حدوث نوبات الدوار.
- استئصال التيه، إذ يكون هذا الجزء من الأذن الداخلية مسؤولاً عن توازن الجسم. ولكن لسوء الحظ، يؤدي هذا الإجراء إلى فقدان السمع في نفس الأذن، لذلك لا يُوصى بإجراء هذه العملية إلا في حال فقدان السمع في الأذن المريضة.
- العلاج الفيزيائي:
يوجد تمارينٌ معيّنة يستطيع المعالج الفيزيائي تعليمها للمريض للتخفيف من شدة الدوار. وهي تمارين إعادة التأهيل الدهليزي، الّتي يوصي بها الطبيب لمريضه بعد إجراء عملية خزع كيس اللمف الباطن أو بعد استئصال التيه.
هل يمكن الشفاء من داء منيير؟
قد تغيب نوبات المرض لشهور أو حتّى لسنين، ولكن ستعاود الظهور حتمًا في مرحلة ما. فداء منيير هو مرضٌ مزمنٌ لا يوجد شفاءٌ منه.
ما هي النصائح المقدمة للمريض؟
- احملْ أدويتك معك أينما ذهبت.
- انتبهْ إلى الأمور التي تثير النوبة لديك وتجنّبها قدر المستطاع، إذ تختلف مثيرات المرض من شخصٍ إلى آخر. فبعض الأشخاص تثار عندهم النوبة بتناول الأطعمة المالحة، وبعضهم الآخر تثار عندهم الأعراض عند شعورهم بالتعب.
- راقبْ الأطعمة والأشربة التي تتناولها، خاصةً الكحول والأطعمة المالحة. وتأكد من سؤالك لطبيبك عن الأطعمة الواجب تجنبها؛ إذ توجد بعض الأطعمة عالية الصوديوم يصعب تحديدها.
- احصلْ على قسطٍ كافٍ من الرّاحة وحاول أن تستلقي في مكانٍ هادئٍ خاصةً في الفترة التي تلي نوبة الدوار.
- تجنّبْ التدخين.
- لا تقدْ السيارة في حال شعورك بالدوار.
- توخَّ الحذر واتّخذْ الاحتياطات اللازمة في أثناء قيامك ببعض الأنشطة كالسباحة والتسلق واستخدام الآلات الخطيرة.
الخلاصة
الإصابة بحالة داء منيير أشبه بوجود ما يطارد المريض ويهاجمه دون سابق إنذار، ولذلك يشعر المريض بعدم قدرته على عيش حياةٍ طبيعيةٍ. ولكن لحسن الحظ ساعدت العلاجات المقدّمة من قبل الأطباء على التخفيف من أعراض المرض.
اقرأ أيضًا:
التهاب الأذن بالفطريات : الأسباب والأعراض وطرق العلاج
كيف تجرى عملية تجميل الأنف ؟ وما هي فوائدها ومخاطرها؟
إعداد:
د. تيما لوباني