جدري القرود (Monkey pox) مرض فيروسي حيواني المنشأ، ينتقل إلى الإنسان عن طريق الحيوانات، وقد ينتقل عن طريق الجنس والتماس والدم وعبر الجاز التنفسي، أعراضه السريرية واضحة، و الطفح مميز، لكن انتشاره بين البشر يعتبر ضعيفاً.

إن معظم الحالات يتم شفاؤها بالتدبير العرضي ومعدل الوفيات قليلة بهذا الفيروس، كما يعتبر الأطفال أكثر عرضة للإصابة، وعادة ما تتراوح فترة حضانة جدرى القرود من 6 إلى 13 يوماً ولكن يمكن أن تتراوح من 5 إلى 21 يوماً.
قد سجلت أول حالة للفيروس عام ١٩٧٠ لدى قرد، ولم تنقطع حالاته بين الحين والآخر بين الحيوانات والبشر إلى وقتنا هذا.
المصدر
لا يعرف مصدر جدري القردة، ولكن يعتقد أنَه ينتشر عن طريق القوارض الصغيرة والسناجب في الغابات المطرية في أفريقيا، وخصوصاً في غرب ووسط أفريقيا. وجرى تسجيل معظم الحالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وعلى الرغم من اسمه، إلا أن فيروس جدري القردة لا يعيش في القرود. ويعد جدري القردة حالة نادرة، ولكن في الآونة الأخيرة ازداد عدد حالاته المسجلة في أفريقيا. لينتقل بعد ذلك إلى أوروبا كما يعتقد بسبب فرضية استيراد حيوانات وقوارض للتجارب السريرية، وفرضيات أخرى منها التماس مع القرود المصابة وتربيتها والاختلاط بها وبمفرزاتها و فرضيات التماس الجنسي البشري الحيواني و الشذوذ الجنسي البشري .
جدري القرود وعلاقته بالجدري الذي انتشر في أمريكا ٢٠٠٣
هو نفس الفيروس ففي الولايات المتحدة، حدث تفشٍ لجدري القردة في عام 2003، وذلك عندما جرى استيراد قوارض مصابة بالعدوى كحيوانات أليفة من أفريقيا. حيث تنشر القوارض الفيروسَ إلى كلاب الحقول الأليفة، والتي نقلت بدورها العدوى إلى البشر.
ومن المحتمل أن ينتشر جدري القردة عندما يتعامل الأشخاص مع سوائل الجسم من حيوانات مصابة بالعدوى – على سبيل المثال، إذا عض حيوان مصاب شخصاً ما، أو إذا تنفس الشخص قطيرات محمولة في الهواء تحتوي على الفيروس.
الأعراض
يسبب جدري القردة أعراضاً تشبه أعراض الجدري:
- يبدأ المرض بأعراض الحمى والقشعريرة والصداع وآلام في العضلات الظهر والإحساس بالتعب شديد، وعلى عكس الجدري تتضخم العقَد اللمفِية.
- بعد نحو 1 إلى 3 أيام من ظهور الحمى، يحدث طفح جلدي وغالباً ما يبدأ الطفح الجلدي على الوجه، ثم ينتشر وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الراحتين والأخمصين.
- كما هو الحال في الجدري، يبدأ الطفح الجلدي الناجم عن جدري القردة كبقع مسطحة حمراء، لتتحول البقع إلى بثور مملوءَة بالقيح (شكل بَثرات).
- بعد بضعة أيام، تتقشر البثرات.
- يمكن لجدري القردة أن يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بحالات عدوى أخرى، فقد يصاب بعض مرضى جدري القردة بعدوى بكتيرية في الجلد والرئتين.
- عادة ما يكون المرض أخف من الجدري، إلا أنه قد يسبب الموت. علماً أنه لم يتم تسجل أية وفيات خلال فاشية عام 2003 في الولايات المتحدة.
- يستمر جدري القردة لمدة 2-4 أسابيع بشكل نمطي.
التشخيص
الصورة السريرية مشخصة عادة، لكن في حال الرغبة التأكد من التشخيص يمكن الاعتماد على ما يلي:
- إرسال عينات من الأنسجة المصابة إلى المختبر بهدف زراعها وتحليلها.
- إجراء اختبارات دموية لتحري الأجسام المضادَة لفيروس جدري القردة.
- الكشف عن المادة الوراثية للفيروس (DNA) في النسيج المصاب.
- فحص عينات من النسج المصابة تحت المجهر.
العلاج
- توجه معالجة جدري القردة نحو تخفيف الأعراض، والوقاية من الإصابات الجرثومية.
- المضاد الفيروسي سيدوفوفير قد يكون استعماله مفيداً، إلا أنه لم يخضع لدراسة كعلاج لجدري القردة.
- لقاح جدري الماء يفيد بعلاج المرض حيث أن فاعليته تتراوح بين 80_ 85 في المئة في الحيلولة دون الإصابة بالمرض، ولا يزال يستخدم أحياناً ضمن خطة العلاج.
مدى الخطورة
أغلب الإصابات بهذا الفيروس خفيفة، تشبه أحياناً جدري الماء، وتختفي دون تدخل طبي في أسابيع قليلة. وأحياناً قد تكون الإصابة أكثر خطورة. حيث سجلت وفيات بسبب المرض في غرب أفريقيا ولدى الذين يعانونه من ضعف المناعة في أوروبا.
كما يرى خبراء أن العالم ليس أمام انتشار وشيك للفيروس، وفقا لهيئة الصحة العامة في إنجلترا التي قالت إن المرض لا يشكل خطورة على الصحة العامة. وقال جوناثان بول، الأستاذ في علم الفيروسات الجزيئية في جامعة نوتنغهام: “حقيقة إصابة شخص واحد فقط من كل خمسين شخص يخالطون المصابين بجدري القرود، تكشف مدى تضاؤل فرص انتقال العدوى”.
ووفق الأبحاث التي أجريت فلا خوف من التفشي السريع والمخاتل كما حصل في الكوفيد ١٩ كون المريض فهو يعدي بشكل أساسي بعد ظهور الأعراض والطفح الواضحين، كما أن العدوى تحتاج تماساً قريباً لحد ما، وعزل المصابين أسهل لوضوح الصورة . وبهذا فإن الحالات إِن حصلت في بلداننا العربية ستكون فردية وقليلة جداً ولا ترقى لمستوى الضجة الإعلامية الحالية التي تتحدث عن الفيروس.
د. محمد يوسف حسن