يعد تصلب عظيمات السمع واحداً من أشيع الأسباب لنقص السمع التوصيلي، إذ يصيب ما يقدر بثلاثة ملايين شخص ضمن أميركا فقط. وهي حالة يكون فيها نمو عظام الأذن الوسطى غير طبيعي، يؤدي لعرقلة في حركة تلك العظام، وبالنهاية خلل في نقل الصوت للأذن الداخلية، والشكوى من نقص السمع.
ماذا يعني تصلب عظيمات السمع ؟
تصلب عظيمات السمع حالة طبية وراثية تنتج عن إعادة تشكيل العظام Remodeling بشكل غير طبيعي. وللتوضيح أكثر: إن عملية إعادة تشكيل العظام هي عملية طويلة، وتستمر مدى الحياة تُجددُ فيها العظام من نفسها.
التشكيل غير الطبيعي لعظيمات الأذن الوسطى يجعلها تملك نمط حركة غير سوي، بالتالي تصبح عاجزة عن نقل الأصوات للأذن الداخلية، ما يسبب نقص السمع عند المريض.
ما هي أسباب تصلب عظيمات السمع ؟
ببساطة يحدث تصلب العظيمات السمعية عندما تصبح إحدى عظيمات الأذن الوسطى الثلاثة عالقة في مكانها ولا تتحرك بشكل كافٍ. ما يعيق نقل الصوت، الذي غالباً ما يكون عظم الركابة (العظم الأخير) هو المصاب بالتصلب.
إن أسباب تصلب عظيمات السمع ما تزال غير واضحة إلى اليوم، لكنْ يظن العلماء أنَّ السبب وراء هذه الحالة قد يكون مرتبطاً بما يلي:
- إصابة سابقة بالحصبة.
- كسور في العظام المجاورة للأذن.
- اضطرابات مناعية وعدم توازن السيتوكينات داخل الجسم.
- الوراثة حيث لُوحظ نموذج إصابة عائلية عند نسبة كبيرة من المرضى.
ما أعراض تصلب العظيمات السمعية ؟
إن أشيع أعراض تصلب عظيمات السمع التي يراجع بها أغلب المصابين هو نقص السمع. الذي يتميز بأنه يبدأ بشكل تدريجي، إذ يكون خفيفاً وتزداد شدته مع مرور الوقت. ويبدأ أيضًا بأذن واحدة ثم ينتقل للأذن الأخرى مع تطور الحالة، إذ يشعر المريض أنه غير قادرٍ على سماع الهمس والكلام منخفض الشدة.
وربما يشعر مرضى تصلب العظيمات أيضاً بأحد الأعراض التالية:
- دوخة وشعور بالدوار.
- مشاكل بالتوازن.
- طنين وهو صوت يسمعه المريض داخل أذنه ولا يسمعه الأشخاص من حوله.
- صداع.
ليس من الضروري أن يشعر المريض بكل هذه الأعراض سويةً، ولابد من مراجعة الطبيب المختص عند الإحساس بأحدها والشك بالإصابة. وخاصة بوجود سوابق عائلية عند الشخص وذلك بسبب الارتباط الكبير بين تصلب العظيمات السمعية والوراثة.
من هم المعرضون للإصابة بالتصلب في العظيمات السمعية ؟
قد تصيب هذه الحالة مختلف الأشخاص من مختلف الأعمار ولكن الأشيع أن تصيب الأشخاص:
- ذوي البشرة البيضاء (البيض).
- متوسطي العمر بين 20 و 45 عامًا.
- الذين يملكون قصة عائلية إيجابية للإصابة (وراثة).
- النساء.
طرق علاج تصلب عظيمات السمع :
في الوقت الحاضر لا يوجد علاج دوائي يفيد في علاج تصلب العظيمات السمعية. قد تفيد المعينات السمعية (السماعة الطبية) في الحالات الخفيفة من خلال تضخيم الصوت من حولك. لكنها لا تفيد في منع تطور تصلب الحالة لدرجة أكثر سوءاً، إذ تكون الجراحة هي الحل الأمثل والجذري. فيتم استبدال العظم المتصلب -الذي يكون الركابة غالباً- بقطعة صنعية تعوض عمله في نقل الأصوات للأذن الداخلية، ولذلك سميت بجراحة استئصال الركابة.
الجراحة أيضا تحمل بعض السلبيات إذ قد لا يتحسن السمع بعد إجرائها. وفي حالات نادرة ربما يصبح أكثر سوءاً من ذي قبل. لذلك، من المهم معرفة اختلاطات الجراحة قبل اتخاذ قرار إجرائها.
الجدير بالذكر أن هناك أمل بتطور الأبحاث المجراة على عملية إعادة تشكيل العظام، وبالتالي تطور علاج تصلب عظيمات السمع الدوائي قد يكون ممكناً في المستقبل.
في الختام نذكر بأنّ تصلب عظيمات السمع حالة وراثية، ولابد من مراجعة الطبيب الاختصاصي عند ملاحظة أي من الأعراض مع وجود قصة إصابة سابقة في عائلتك. وذلك من أجل تلقي العلاج المناسب بأسرع وقت قبل تطور التصلب نحو الأسوأ والوصول لنقص شديد في السمع.
اقرأ أيضًا:
انقطاع التنفس أثناء النوم : الأعراض والأسباب والعلاج
التهاب الأذن الخارجية (أذن السباح): الأسباب والأعراض والعلاج
إعداد:
د. أحمد العبود