أكد عضو الفريق الإستشاري لمكافحة فيروس “كورونا” الدكتور نبوغ العوا أن “سوريا تسجل إصابات متزايدة بمرض الفطر الأسود، لاسيما بعد انتشار موجة دلتا لفيروس كورونا، بينما اقتصر الأمر على إصابات محدودة جداً خلال فترات طويلة ما قبل بدء الجائحة”.
وأكد الدكتور “العوا” أن “مرض الفطر الأسود خطير، وسريع الإنتشار، كما أن علاجه صعب ومكلف، إضافة إلى أن دواءه الوحيد غير متوفر بكثرة وعلى الدوام، مع الإشارة لعدم فعالية العلاج بشكل كبير في المراحل المتقدمة منه”.
وأشار إلى أن “وسيلة الحماية الأساسية منه تتمثل بعدم خفض مناعة الجسم، كي لا يدخل ويؤثر بالجيوب، وتخثر الأوعية الدموية ضمن الجيب الفكي، وحدوث تموّت بالجلد تحت العين، وتحوله للون الأسود، حيث يؤدي للعمى وانتقاله للدماغ والوفاة لاحقاً”.
وبين الدكتور العوا أن “المرض يأتي من التعفن الذي يصيب الطعام، والأماكن التي تنتشر فيها مياه غير نظيفة، وهو اللون الذي نراه في بقايا الخبز و الطعام المتروك في الهواء لفترة من الزمن”.
وأضاف “بعد أن يدخل المرض جسم الإنسان، يطرح خارجه بشكل طبيعي في حال المناعة القوية، بينما يجد بيئة مناسبة في الأجسام ضعيفة المناعة، كحالات الكورونا مثلاً”.
وأردف أنه “سُجل إصابات سابقة بالفطر الأسود ما قبل كورونا، لكنها كانت حالات محدودة جداً خلال فترات طويلة، وتركزت بشكل أساسي لدى مرضى السكري المُهمَل وغير المعالَج، أو المصابين بأورام ممن يأخذون أدوية كيماوية تضعف مناعة أجسامهم”.
وأوضح “العوا” أن “الحل الأساسي يتمثل برفع المناعة عبر فيتامين (د) مرة أو مرتين أسبوعياً، بعد إجراء تحليل للدم لمعرفة قيمته الموجودة في الجسم، مع التأكيد على غسل اليدين بشكل جيد، لأن الفطر يأتي على الأوساط المتسخة”.
وحذر العوا من “عدم تناول أي أطعمة مشكوك بها، وضرورة غسلها بشكل جيد، كما أن الخضار شبه التالفة لا تحتوي على العناصر الغذائية الكافية لحماية الجسم، والتي قد تسبب الإصابة بالمرض”.
وعن انتشار المرض مع كورونا، نوه الدكتور العوا أن” الفطر الأسود انتشر مؤخراً مع موجة الكورونا الرابعة، بسبب استهتار المواطنين، وعدم تلقي اللقاح لأسباب واهية غير منطقية وعلمية رغم كل الدعوات لذلك”.
وأضاف “لا ندعو لإيقاف الدوام في الجامعات والمدارس، بل إيجاد قوانين صارمة لارتداء الكمامة، لأنه لا يمكن إيقاف الدوام، بل محاولة لضبط منحني الإنتشار، كما أن الأوان فد فات على ذلك بعد انتشار الموجة(دلتا)، لذلك ندعو لفرض الكمامة مع بعض العقوبات بالمخالفين لأن المرض مخيف”.
وتابع” لا يمكن حالياً ضبط المنحنى بعد انتشاره، كما أن تحقيق التباعد الإجتماعي صعب في الظروف الراهنة، لكن الكمامة هي المخرج الوحيد لتقليل الإصابة، كما نشجع على أخذ اللقاح، مع التأكيد أن لا آثار جانبية له كالعقم وغيره، حتى أن المرأة الحامل يمكنها تلقيه بأمان”.
يشار أنه، وبحسب المصادر الطبية في بعض المحافظات لتلفزيون الخبر، فقد سجلت دمشق حتى يوم الخميس، 20 إصابة بمرض الفطر الأسود، كما سجلت طرطوس وفاة شخصين أصيبا به، وكان في سجلهما إصابة سابقة بفيروس كورونا.
الجدير بالذكر أنه حسب التحديث اليومي لوزارة الصحة، فقد سجلت سوريا يوم الخميس ٢٧٠ إصابة جديدة بفيروس كورونا ما يرفع العدد الإجمالي إلى ٤٢٦٢١ إصابة، ووفاة ٩ من الإصابات المسجلة ليرتفع العدد الإجمالي إلى ٢٥٤٥ وفاة منذ بدء الجائحة.