انفصال الوالدين أوتشاجرهما هو السبب الأكثرشيوعاً للمشاكل العاطفية والسلوكية عند الأطفال. ويمكن أن يصيبهم ذلك بالشعور بعدم الأمان، و يجعلهم يتصرفون كما لو أنهم أصغر سناً، وبالتالي يمكن أن يحدث لهم بعض الحالات كالتبول في الفراش أوالكوابيس أوالقلق أوالعصيان أوالتراجع في الدراسة.
فعندما لا يحب الوالدان بعضهما البعض ويقرران العيش منفصلين، يمكن للطفل أن يشعر كما لو أن عالمه قد انقلب رأساً على عقب. ولكن يختلف مستوى الانزعاج الذي يشعر به الطفل اعتماداً على كيفية انفصال الوالدين، وعمر الطفل، ومدى فهمهم، والدعم الذي يتلقونه من الوالدين والعائلة والأصدقاء.
كيف يتأثر الأطفال؟
قد يشعر الطفل بما يلي:
- الإحساس بخسارة الانفصال عن أحد الوالدين يمكن أن يعني أنه لا يفقد منزله فحسب، بل أسلوب حياته بالكامل مختلف، مع عائلة غير مألوفة.
- الخوف من تركهم بمفردهم إذا تمكن أحد الوالدين من الذهاب، فربما يفعل الآخر نفس الشيء.
- الغضب من أحد الوالدين أو كليهما بسبب انهيار العلاقة.
- القلق بشأن التسبب في انفصال الوالدين على أنه هو المذنب المرفوض.
- الشعور بالتمزق بين كلا الوالدين.
غالبًا ما تتفاقم هذه المشاعر بسبب حقيقة أن العديد من الأطفال يضطرون إلى الانتقال إلى منزل آخر وأحياناً إلى المدرسة مختلفة عند انفصال الوالدين، وتتعرض معظم العائلات في هذه الحالة لبعض الضغوط المالية، حتى لو لم يكن لديهم مخاوف مالية من قبل.
حتى لو كانت العلاقة الأبوية متوترة جداً أو عنيفة، فقد يظل لدى الأطفال مشاعر مختلطة حول الانفصال، فيتمسك العديد من الأطفال برغبة في عودة والديهم معاً.
ماذا يمكن للوالدين أن يفعلوا لمساعدة أطفالهم؟
التأكيد للأطفال معرفة أنه لا يزال لديهم والدين يحبانهم، وسيستمرون في الاعتناء بهم، وحمايتهم من هموم الكبار ومسؤولياتهم، عبر توضيح أن مسؤولية ما يحدث تقع على عاتق الوالدين وليس الأطفال. هذه الأشياء ستساعد الطفل:
- أن يكونوا منفتحين ويتحدثوا مع الطفل باستمرار.
- لا يحتاج الطفل إلى معرفة ما يجري فحسب، بل يحتاج أيضاً إلى الشعور بأنه لا بأس في طرح الأسئلة.
- الطمأنينة إلى أنهم سيظلون محبوبين ويعتني بهم كلا الوالدين.
- تخصص الوقت لقضاءه مع الطفل.
- إظهار أنهم مهتمين بآراء طفلهم، مع توضيح أن الوالدين يتحملان المسؤولية عن القرارات.
- استمرار الأنشطة والروتين المعتاد، مثل رؤية الأصدقاء وأفراد الأسرة الممتدة.
- القيام بإجراء أقل عدد ممكن من التغييرات، سيساعد هذا الطفل على الشعور أنه على الرغم من الصعوبات، لا يزال أحبائهم يهتمون بهم وأن الحياة يمكن أن تكون طبيعية بشكل معقول.
- من المهم عدم جر الطفل إلى الصراع.
الأمور التي يجب على الوالدين تجنبها:
- الطلب من الطفل أن ينحاز إلى أحد الجانبين.
- سؤال الطفل عما يفعله الوالد الآخر.
- استخدم الطفل “كسلاح” للعودة إلى الشريك السابق.
- انتقاد الشريك السابق.
- توقع أن يتولى الطفل دور الشريك السابق.
إذا كان الوالدين يجدون صعوبة في مساعدة طفلهم على التأقلم، فقد يحتاجوا إلى طلب المساعدة الخارجية، كالأهل أو طبيب مختص لتقديم الدعم والمشورة. ومع ذلك، إذا تم التعامل مع الموضوع بحساسية، يمكن لمعظم الأطفال التكيف بشكل جيد مع ظروفهم الجديدة ولن يواجهوا صعوبات على المدى الطويل.