اليرقان الفيزيولوجي حالة شائعة وغير ضارة عادة عند الأطفال حديثي إذ يحدث بنسبة 60- 70% تقريباً، وسببه تخرب الكريات الحمر الوليدية وتشكل مكانها الدم الكهلي وخمائر الكبد لا تكون ناضجة تماماً لتصفية أشلائها وطرحها في اﻷيام التالية للولادة فتتراكم أشلاء الكريات في الدم ويبدو الاصفرار على صلبة العين والأغشية والجلد .
الأعراض
يمكن أن تشمل الأعراض لليرقان الفيزيولوجي عند حديثي الولادة ما يلي:
- اصفرار راحتي اليدين أو باطن القدمين.
- البول الأصفر الداكن (يجب أن يكون بول المولود عديم اللون).
- براز شاحب اللون (يجب أن يكون أصفر أو برتقالي).
يظهر الاصفرار عادة باليومين الثاني والثالث بعد الولادة على الوجه ثم يزداد تدريجياً إلى الجذع وأحيانا ً يمتد إلى جذور الأطراف، ويدوم حوالي 5-12يوماً.
العلاج
عادة لا تكون هناك حاجة إلى علاج اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة لأن الأعراض عادة ما تزول تدريجياً دون الحاجة إلى دواء في غضون 10 إلى 14 يومًا ، على الرغم من أنها قد تستمر في بعض الأحيان لفترة أطول. غالباً ما ينصح بالعلاج فقط إذا أظهرت الاختبارات مستويات عالية جداً من البيليروبين في دم الطفل، لأنه قد يكون سبباً لوجود خطر ضئيل يمكن أن ينتقل البيليروبين إلى دماغ الطفل ويسبب تلفاً فيه.
هناك نوعان من العلاجات الرئيسية التي يمكن إجراؤها في المستشفى لتقليل مستويات البيليروبين لدى الطفل بسرعة:
- العلاج بالضوء: نوع خاص من الضوء يضيء على الجلد، والذي يغير البيليروبين إلى شكل يمكن للكبد تكسيره بسهولة.
- عملية نقل الدم: حيث تتم إزالة دم الطفل باستخدام أنبوب رفيع (قسطرة) يوضع في أوعيته الدموية ويستبدل بالدم من متبرع مطابق، يستجيب معظم الأطفال بشكل جيد للعلاج ويمكنهم مغادرة المستشفى بعد بضعة أيام.
بعض الأخطاء الشائعة بالعلاج
هناك عادات منتشرة في بعض المناطق كاستخدام الماء والسكر وضوء النيون العادي والمنديل الأصفر ووضع التوم وقطع الذهب والفضة والخيار البري و….كلها عادات بالية لا صحة علمية لها. كما انتشرت عادة إعطاء الماء المحلى (وهي عادة خاطئة) لأن الطفل بعد الولادة يتعرض للتجفاف بسبب فرط الملابس والحرارة من المحيط ونقص السوائل والوارد الغذائي فيحدث تجفاف عند الطفل والتجفاف يزيد تركيز اليرقان وهنا الماء المحلى يحسن التجفاف فيتحسن اليرقان .
إن الفينوباربيتال ليس له أي دور في علاج اليرقان الفيزيولوجي، وغير مفيد في اليرقان الانحلالي الذي يحتاج معالجة ضوئية في المشفى، وتنحصر فائدته في اليرقان الانسدادي وخاصة متلازمة كريغلر نجار ، وله تأثيرات ضارة، حيث يسبّب نوما عند الطفل وتثبيطا وخمولا، في وقت نحتاج فيه إلى أن يرضع الطفل من والدته لتأتي الدرة ونتجنب التجفاف الذي يزيد اليرقان ، ولا يوجد في الصيدليات إلا بشكل حبوب حيث يتم اللجوء إلى طحن الحبة وتذويبها، وصادفنا عدة حالات من التسمم به وأحيانا الوفاة أو عقابيل عصبية بسبب الخطأ في عيار الدواء والخطأ بالجرعة المعطاة .
أما النيون العادية في المنزل فهي أيضا من الأخطاء الشائعة لأن معالجة اليرقان تتطلب أطوال موجات خاصة لا توجد إلا في شعب الحواضن في المستشفى وفي بعض الأجهزة .
ومن الأخطاء الشائعة أيضاً في الممارسة هي إيقاف حليب الأم وإعطاء الحليب الاصطناعي فيعتاد الطفل على إرضاع الحليب الاصطناعي بزجاجة الحليب ويترك الإرضاع الوالدي وينقطع حليب الأم.
متى يتوجب علينا القلق من اليرقان؟
طالما أن رقم اليرقان الكلي أقل من 14فهو فيزيولوجي ولا يحتاج أي تدبير، أما إذا ظهرت الحالات التالية فهي تستدعي الحذر والانتباه والمتابعة الدقيقة والتحاليل المخبرية:
- ظهوره في اليوم الأول .
- انتشاره بسرعة وتجاوز الجذع ووصل اللون اليرقاني إلى الأطراف.
- ازدياد اليرقان الكلي 5 ملغ في اليوم.
- إذا ظهر متأخرا بعد اليوم السابع .
- في حال استمر لأكثر من أسبوعين .
- ترافق وجوده مع مظاهر سريرية أخرى .
- إذا كانت زمرة الأم Oوزمرة الطفل Aأو B .
- إذا زمرة الأم سلبية ال Rhوالطفل إيجابي ال Rh .
.
حد الخطورة يختلف من طفل لآخر حسب عمره ووزنه وحالته المرضية كنقص الأكسجين والكلس والإنتان والخداج وسبب اليرقان، ومدة ارتفاع اليرقان فوق حد الخطورة .
د. سمير مرعي