fbpx

الوذمة اللمفية : أنواعها وأسبابها وطرق علاجها

الوذمة اللمفية حالة تحدث بسبب انسداد أو تشوه في الجهاز اللمفاوي، ما يؤدي إلى سوء تصريف السوائل وتجمّعها. تؤثّر عادةً في إحدى الذراعين أو إحدى الساقين، وفي بعض الحالات قد تتأثر كلتا كلٍّ منهما. وأيضاً يمكن أن تحدث الوذمة في أجزاء أخرى من الجسم مثل الرأس أو الصدر أو الأعضاء التناسلية.

يُعد الجهاز اللمفاوي جزءًا من الجهاز المناعي، وهو يتألف من أوعية وغدد لمفيّة، ويتحرك داخل هذه الأوعية سائل اللمف. وهو سائل غني بالبروتين، يجمع البكتيريا والفيروسات وبقاياها ويحملها إلى الغدد اللمفاوية، ثمَّ تقوم هذه الغدد بتصفية هذا السائل وإخراج الشوائب إلى خارج الجسم.

أنواع الوذمة اللمفية :

هناك نوعان أساسيان:

الوذمة اللمفية الأوليّة:

تدعى بالوذمة الخلقية، إذ تظهر عند وجود مشكلة وراثيّة تعيق تطور العقد أو الأوعية اللمفيّةظ وتظهر أعراضها عند الولادة أو بعد سن البلوغ، وهذا النوع نادر الحدوث إذ يصيب 1 من كل 100 ألف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية.

الوذمة الثانوية:

يحدث هذا النوع بسبب مرض أو ضرر يصيب الجهاز اللمفاوي مثل الإنتان أو الالتهاب أو أورام السرطان. أو قد تحدث كأثر جانبي تالٍ بعد علاج السرطان مثل العلاج الجراحي والعلاج الإشعاعي. وهذا النوع من الوذمات اللمفاوية هو الأكثر شيوعاً، إذ يصيب 1 من كل 1000 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

أسباب الوذمات اللمفاوية:

يمكن أن تحدث الوذمة اللمفية دون سبب معروف لكن قد تنتج عن:

  • عيب وراثي مثلما هو الحال في الوذمة الأوليّة. إذ تحدث طفرات في بعض الجينات المشاركة بتطور الجهاز اللمفاوي، وتتداخل هذه الجينات المعطوبة مع نمو الجهاز اللمفاوي ما يقوّض قدرته على تصريف السوائل بطريقة صحيحة.
  • خمج العضويات الحيّة بما فيها الطفيليات. إذ يسبب خمج النسيج الخلوي الشديد أذيةً في الأنسجة المحيطة بالعقد اللمفاوية أو الأوعية. ما يؤدي إلى حدوث تندب وخطر الإصابة بالتورم اللمفاوي.
  • الالتهاب مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والأكزيما، وهي حالات التهاب قد تسبب تورمًا في الأنسجة وخللًا لمفيًا.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية مثل قرحات الساق الوريدية والخُثار الوريدي العميق.
  • جراحة السرطان وذلك بعد إزالة العقد اللمفاوية لوقف انتشار السرطان. ما يؤثّر في الجهاز اللمفاوي وبالتالي حدوث الوذمة اللمفية.
  • العلاج الإشعاعي إذ يُستخدم لتدمير الخلايا السرطانية، لكن في بعض الأحيان يلحق الضرر بالأنسجة السليمة المجاورة كالجهاز اللمفاوي.
  • الأذيات مثل الحروق الشديدة التي تؤدي إلى ندبات وأذية الجهاز اللمفي.
  • السمنة وذلك بسبب الضغط الإضافي على الأنسجة.
  • الخمول وتأثيره على حركة سائل اللمف في الدورة الدموية.

 

أعراض الوذمة اللمفية :

يظهر التورم في بعض الأحيان فجأةً وغالباً ما يظهر تدريجيّاً بشكل أملس ناعم. وبمرور الوقت يصبح أكثر كثافة وليفية ما يجعل الجلد يبدو بمظهر حُبيبي. ومن أعراض الوذمة اللمفية الأخرى:

  • يبدو الطرف المصاب بحجم مختلف عن الوضع الطبيعي.
  • احمرار الجلد وتصلّبه.
  • ألم وثقل وحركة محدودة في الطرف المصاب.
  • شعور ضيق من الملابس والمجوهرات.
  • تصلب المفاصل.
  • صعوبة رؤية الأوردة والأوتار في الطرف المصاب.
  • العدوى المتكررة والمضاعفات، إذ لا يمكن للخلايا اللمفاوية الوصول إلى الأجزاء المتورمة.

 

التدبير والعلاج:

الوذمة اللمفاوية هي حالة مترقيّة وعلاجها يعتمد على شدة الأعراض ومدى الخطورة. قد يساعد نمط الحياة الصحية بما في ذلك اتباع نظام غذائي متزن إضافة إلى تقنيات العلاج الفيزيائي والتمارين الرياضية إلى الحد من تراكم السوائل وتحفيز تدفق اللمف بعيداً عن المنطقة المتورمة. ويمكن أن يشمل علاج الوذمة اللمفية ما يلي:

  • الملابس الضّاغطة مثل الجوارب والأكمام القماشية الخاصة، التي تضغط على الطرف المصاب لتساعد بتصريف السائل اللمفي.
  • التصريف اليدوي اللمفاوي، وذلك بالتدليك اليدوي الخفيف للطرف المصاب.
  • العلاج الجراحي، وذلك بأخذ عقد لمفيّة من منطقة سليمة من الجسم وزرعها في المنطقة المتضررة.
  • أيضاً العلاج الجراحي بتوصيل الأوعية اللمفيّة إلى الأوردة الصغيرة المجاورة وتجاوز الأوعية اللمفاوية التالفة.
  • في حال تصلب الجلد قد يلجأ الطبيب إلى إزالة الأنسجة الليفيّة وشفط الدهون.
  • قد يتم استخدام العلاج الدوائي لتخفيف الألم وللسيطرة على الالتهابات الثانوية.

 

الوقاية:

يمكن اتباع بعض التدابير الوقائية التي تساعد في عدم ترقّي الوذمات اللمفاوية مثل:

  • ترطيب البشرة والعناية بالجلد إضافة إلى تجنب حدوث الجروح في الطرف المصاب. إذ إنّ العدوى الجلدية تكون مرتفعة بسبب انخفاض وصول الخلايا اللمفاوية المكافحة إلى المنطقة.
  • تجنب الحمامات الساخنة وغرف البخار.
  • ترك الأحذية والملابس الضيّقة التي تعيق الدورة الدموية.
  • تجنب فحص ضغط الدم أو سحب الدم أو الحقن في الطرف المصاب.
  • الابتعاد عن حمل الأشياء الثقيلة والمحافظة على وزن مثالي وتجنب السمنة. إذ كلما كان المريض أثقل زاد الضغط على المناطق المتورمة.
  • الراحة وعدم الإجهاد بعد العلاج من مرض السرطان.

تجدر الإشارة إلى أنّ ظهور الوذمة اللمفية قد يستغرق شهوراً أو سنوات بعد علاج السرطان. وفي علاقة السرطان بالوذمة، يمكن للورم السرطاني أن يمنع تصريف السوائل اللمفيّة بالطريقة الصحيحة وإلحاق الضرر بالجهاز اللمفي. مثل سرطان الدم الذي يؤدي إلى تلف الغدد اللمفاوية بسبب تراكم خلايا الدم البيضاء المسرطنة.

 

اقرأ أيضًا:

قصور القلب : أسبابه وأعراضه وتشخيصه وعلاجه

عضة البرد : الأسباب والأعراض والعلاج

 

إعداد:

الصيدلانية أسماء حسن آغا

 

تدقيق ومراجعة:

د. يوسف محمد الجنيدي