الموت القلبي المفاجئ Sudden Cardiac Death:
يجب التفريق بين الموت القلبي المفاجئ والموت لسبب آخر فمثلاً: مريض تشمع كبد: لديه زيارات متكررة للمشفى ، و وضعه يتردى بشكل تدريجي ثم يتوفى.
مثال آخر: مريض الجلطة الدماغية يصبح مقعداً بسبب الشلل ، و يتردى وضعه تدريجياً قبل الوفاة.
أما مهندس ٣٥ سنة كان على رأس عمله بنفس اليوم وما إن أصابه ألم بصدره حتى نسمع خبر وفاته بنفس اليوم ، ( تمثل حالة موت قلبي مفاجئ) .
أو: طبيب ٥٠ سنة لا يشكو من أمراض وفجأة توفي بمنزله !؟
ماذا يعني توفي بمنزله فجأة؟
أي أنّه الوفاة حصلت بشكل طارئ قبل الوصول للمشفى.
مقال ذو صلة:
تعريف الموت القلبي المفاجئ:
يعرف الموت القلبي المفاجئ بحدوث الوفاة خلال ساعة واحدة من ظهور الأعراض القلبية (الألم الصدري- ضيق النفس المفاجئ).
وعلى رأس الأسباب القلبية للموت المفاجئ هو احتشاء العضلة القلبية وهو انسداد أحد الشرايين الرئيسية بالقلب بخثرة.
بالواقع لا يسبب الانسداد المفاجئ بالشريان توقفاً بالقلب بمعظم الحالات .
بل يكون احتشاء القلب سبباً في حدوث حالة من عدم الاستقرار الكهربائي بالقلب الأمر الذي يعرض القلب للتسرعات الخطيرة ، [ تدعى بالرجفات البطيني ] .
ماذا نقصد بالرجفان البطيني:
هو حدوث تسرع شديد بالقلب ، فقد تصل السرعة نظرياً إلى ٧٠٠ / دقيقة .
وهذا يترافق عملياً بتوقف ميكانيكي لحركة القلب [أي ارتجاج القلب بمكانه دون حدوث أي تقلصات].
وإن توقف القلب يؤدي لتوقف وصول الدم للدماغ ، فيكون العرض الأول هو فقدان الوعي والسقوط .
وبحال استمرت هذه الحالة دون انعاش فيتموت الدماغ وتتوقف مراكز القلب والتنفس بالدماغ ، ومن ثم يتوقف التنفس ويتوقف القلب نهائياً بغضون ٣ – ٦ دقائق.
أهم سؤال يرد للقارئ ما هو الحل أمام هذه الحالة؟
بالواقع إذا حدثت هذه الحالة داخل المشفى وأمام مرأى الطبيب فيمكن علاجها بالصدمة الكهربائية، أما إذا حدثت خارج المشفى فقطار الموت سائر لا محال .
وبالتالي عند حدوث ألم صدري ضاغط كحس الثقل على الصدر وانتشار هذا الألم للذراع اليسرى مع تعرق بارد وغثيان وإقياء ، فيجب مضغ ٤ حبات أسبرين والتوجه للإسعاف أسرع ما يمكن.
من الملاحظات النادرة لبعض المرضى الذين عادوا من الموت القلبي المفاجئ بإنعاش ناجح :
أذكر مريضاً قال لي بعد استفاقته بالصدمة الكهربائية أنه وجد نفسه في الدقيقة التي فاتت بأنه استعاد كل ذكرياته من طفولته وحتى وصوله للمشفى .
كل الأمنيات للجميع بالعافية.
د. سومر شلبي.
اقرأ المزيد عبر سماعة حكيم: