fbpx

الملاريا : الأعراض والعلاج والمضاعفات

الملاريا أو البرداء: وهي عبارة عن مرض خطير يسببه أحد أنواع الطفيليات التي تدعى بالمتصورات، وتدخل هذه الطفيليات الجسم من خلال لدغة نوع معين من البعوض يدعى بالبعوض الخبيث، والذي غالباً ما يعيش في الأماكن الحارّة والرطبة مثل إفريقيا.

 

ما هي الملاريا ؟

الملاريا مرض خطير كما ذكرنا، وينتقل إليك عندما يتم لدغك بواسطة البعوض الخبيث الذي يحمل الطفيلي. وعند حدوث اللدغة تحقنُ البعوضةُ الطفيليات في دورتك الدموية، ولابد من الانتباه إلى أن البرداء تحدث بسبب طفيليات المتصورات، وليس بسبب فيروسات أو جراثيم.

في حال لم يتم تلقي العلاج في الوقت المناسب فقد تحدث مشاكل صحية خطيرة وربما مهددة للحياة. مثل الاختلاجات وتوقف أعضاء الجسم عن العمل كالكلية والطحال والكبد مما يقود للموت.

الجدير بالذكر هو وجود أربعة أنواع من طفيليات المتصورات التي تسبب البرداء وهي:

  • المتصورات النشيطة.
  • المتصورات البيضية.
  • الوبالية.
  • المتصورات المنجلية، والتي تكون أكثرها خطورة وأشيعها لتطوير نوبة عصبية مهددة للحياة.

تختلف هذه الأنواع عن بعضها بشدة الإصابة وتواتر النوبات وإمكانية النكس وعدد الطفيليات في كل كرية حمراء مصابة. بالإضافة لنوع الكريات التي تهاجمها، فمنها من يستهدف كريات الدم الحمراء الفتية كالمتصورات النشيطة، ومنها من يستهدف كل أنواع كريات الدم الفتية والهرمة كالمتصورات المنجلية.

 

الأماكن الأكثر شيوعاً لانتشار الملاريا والأشخاص الأكثر تعرضاً للإصابة:

يكثر انتشار الملاريا في المناطق المدارية حيث تتوافر كل من الحرارة والرطوبة الملائمة لحياة البعوض الخبيث. إذ تم الإبلاغ عما يقارب 241 مليون حالة حول العالم في حلول عام 2020، وما يقارب نصف مليون وفاة تقريباً. وكانت أغلب هذه الإصابات في إفريقيا وجنوب آسيا، حيث تعد الدول النامية ذات الطقس الحار والرطب هي الأكثر شيوعاً لحدوث الإصابات. وهذا يشمل بالإضافة لما سبق كلاً من: أمريكا الوسطى والجنوبية ودول أوروبا الشرقية وشرق آسيا.

لابد من التنويه إلى أن أي شخصٍ قد يكون عرضةً للإصابة، لكن يعتبر سكان المناطق التي تم الإشارة إليها أكثر احتمالاً للدغ البعوض ومنه أكثر احتمالاً للإصابة بالملاريا.

بشكل عام، إن الأطفال والمسنين والحوامل يملكون الخطر الأكبر لحدوث الوفاة وتطوير مضاعفات في حال إصابتهم. بالإضافة لسكان المناطق الفقيرة حيث سبل تقديم الرعاية الطبية محدودة.

 

ما أسباب الملاريا الرئيسية؟

ببساطة عند لدغ البعوضة الخبيثة لإنسان مصاب بالمرض فإنها تصبح ناقلةً له، وعندما تعاود هذه البعوضة لدغ شخصٍ سليم فإنها تنقل له طفيليات الملاريا . وهنا تبدأ الطفيليات بالتكاثر داخل دورته الدموية، حيث يوجد خمسة أشكال للطفيلي يمكن أن يصاب بها الإنسان.

في حالات نادرة جداً قد تنقل الأم الحامل المرض لجنينها أثناء الولادة. وأيضاً من الممكن و-لكن ليس شائعاً- أن يصاب الإنسان بالبرداء جراء عمليات نقل الدم أو التبرع بالأعضاء. 

 

ما هي أعراض الإصابة بطفيليات الملاريا ؟

يبدأ ظهور أعراض الملاريا بعد عشرة أيام إلى شهر من دخول الطفيلي للجسم، ويعتمد ذلك على نوع الطفيلي الداخل. ويؤثر ذلك في شدة الأعراض أيضاً، إذ قد لا يشعر المصاب بالأعراض أبداً، وربما تكون متوسطة أو شديدة، وقد تعاود النكس بعد سنوات من الشفاء. تكون الطفيليات مختبئة داخل الكبد بشكل غير فعال، منتظرة ظروف مناسبةً للخروج كنقص مناعة المصاب.

بشكل عام تكون الأعراض مشابهة لأعراض الإصابة بالأنفلونزا، وتشمل الأعراض ما يلي:

  • حمى وتعرق.
  • قشعريرة ورجفة في كل أنحاء الجسم.
  • صداع وألم في العضلات.
  • تعب وإرهاق.
  • ألم صدر ومشاكل تنفسية.
  • أعراض هضمية كالإسهال والغثيان والإقياء.
  • في الحالات الأكثر سوءاً نلاحظ تطور فقر دم وإصابة باليرقان.

أما في الشكل الأشد، والذي تسببه الطفيليات المنجلية، فتتنوع الأعراض من 

  • غيبوبة.
  • نوبات عصبية شديدة.
  • اختلاجات.
  • حدوث الوفاة التي تحصل في 20% من المصابين بهذا النوع من الطفيليات

العلاج المناسب للشفاء من الملاريا :

الخطوة الأهم عند الإصابة هي بدء العلاج فور التشخيص وبأسرع ما يمكن. إذ يتم استخدام أدوية تساهم بقتل الطفيلي داخل جسم المصاب، وفي حال حدوث مقاومة لبعض الأدوية قد يضطر الطبيب لمشاركة أكثر من دواء معاً.

وإن نوع الطفيلي سيحدد نوع الدواء المناسب فهناك أربعة أنواع من المتصورات المسببة للمرض كما ذكرنا سابقاً. 

وقد تشمل الأدوية المستخدمة في علاج الملاريا ما يلي:

  • أرتيمسنين Artemisnin: وهو عبارة عن مشاركة دوائية بين أرتيمتر Artemether والأرتيسونات Artesunate. ويعد من أكثر الأدوية فعالية في علاج المتصورات المنجلية الأشد خطراً على الإنسان من باقي الأنواع.
  • كلوروكين وهدروكسي كلوروكين Chloroquine: لكن بعض المتصورات قد طورت مقاومة تجاه هذين الدوائين.
  • دوكسيسيكلين Doxycycline.
  • ميفلوكين Mefloquine.
  • كينين Quinine.
  • بريماكين Primaquine.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية قد تطور تأثيرات جانبية -ربما تكون مزعجة- كآلام الرأس، والإحساس بالغثيان والإقياء والإسهال. وأيضاً قد تسبب تحسساً من ضوء الشمس، وحدوث الأرق، وتواتر الكوابيس والأحلام المزعجة.

نذكر أيضاً من الأعراض الجانبية للعلاج مشاكل في الرؤية، وحدوث اضطرابات نفسية، مع طنين بالإضافة لنوبات اختلاجية.

لذلك، عند ظهور مثل هذه التأثيرات لا بد من الاتصال بالطبيب وإخباره بها.

 

كيفية الوقاية:

يجدر بك اتخاذ سبل الوقاية في حال أردت السفر للمناطق المعروفة بانتشار المرض ضمنها.

لذلك، تكون الوقاية من الملاريا من خلال تناول أدوية معينة قبل السفر لتلك المناطق، وفي بعض الحالات في أثناء إقامتك فيها. وتستمر الوقاية حتى بعد عودتك لبلدك الأم من منطقة موبوءة بالبرداء.

إن هذه الأدوية تقلّلُ بشكل كبير من احتمال إصابتك بالمرض، لكنها لا تساهم في العلاج في حال إصابتك. ولذلك، نشجعك على مراجعة طبيبك لتحديد الأدوية التي يجب عليك تناولها للوقاية في حال أردت السفر لمنطقة معروفة بانتشار الوباء فيها.

تشمل طرق الوقاية الأخرى اتخاذ الإجراءات التي تمنع تعرضك للدغات البعوض. مثل: تطبيق المساحيق طاردة البعوض DEET على جلدك والبيرمترين. وارتداء سراويل طويلة وملابس بكم طويل، واستخدام الناموسيات عند النوم.

دور اللقاح في الوقاية من الملاريا :

تم بالفعل تطوير لقاح للأطفال في كل من غانا وكينيا وملاوي، وكان فعالاً ضد المتصورات المنجلية المسببة للمرض، وما يزال العمل قائماً على لقاحات أخرى.

 

مخاطر الملاريا ومضاعفاتها:

تترافق الإصابات الخطيرة مع مجموعة من المضاعفات الخطيرة والتي تكون مهدِّدة للحياة، ونذكر منها:

  • غيبوبة.
  • تلف الدماغ.
  • وذمة رئوية.
  • فشل عضوي في الكبد والطحال والكلية.
  • انخفاض سكر الدم.
  • فقر الدم

وأشيع ما تصيب هذه الاختلاطات المرضى المصابين بالمتصورات المنجلية، أو الذين يتأخرون بتلقي العلاج.

 

في الختام نذَكّرُ أن الملاريا مرض خطير ليس بالسهل، ولابد لنا من اتخاذ أساليب الوقاية، وعدم التعرض للدغات البعوض لحماية أنفسنا من الإصابة بها، والتعرض لخطر حدوث اختلاطاتها الخطيرة. لذلك، في حال أردت السفر لمناطق موبوءة ننصحك بمراجعة طبيبك المختص لتناول الأدوية اللازمة.

 

اقرأ أيضًا:

قرحة المعدة : أسبابها وأعراضها وكيفية علاجها

10 طرق للتعامل مع نوبة الهلع 

 

إعداد:
د. أحمد العبود