fbpx

المخاض والولادة

على الرغم من خصوصية كل مرحلة من مراحل الحمل تعتبر مرحلة المخاض والولادة المرحلة الأكثر حساسية فهي على الرغم مما تحمله من صعوبة فإنها المرحلة التي ستنتهي بها رحلة الحمل و تعتبر تجربة المخاض والولادة تجربة فريدة من نوعها وهي تختلف من امرأة لأخرى فأحيانا قد تنتهي هذه المرحلة خلال ساعات قليلة وأحيانا قد تستمر لأيام بالمختصر يعتبر المخاض اختباراً لقدرة المرأة الجسدية والنفسية والمعنوية , من الصعب التنبؤ بسير عملية المخاض وتطورها بالنسبة لكل حامل ولكن من الممكن الاستعداد من خلال الفهم الصحيح لخطوات وتتالي الأحداث خلال هذه المرحلة مما سيجعلها أكثر يسرا وسهولة!!

في هذا الفصل سنشرح بشكل واف خطوات ومراحل المخاض والولادة لنساعدك على إكمال هذه المرحلة الحساسة بأفضل وجه .

في البداية وقبل التفصيل في مراحل المخاض لا بد من شرح الأنواع الرئيسية للولادة:

الولادة الطبيعية .

الولادة الطبيعية المساعدة بالأدوات .

الولادة القيصرية .

خلال الولادة الطبيعية تؤدي التقلصات الرحمية لدفع الجنين خارج الرحم عبر القناة الولادية أي “المهبل” تعتبر الولادة الطبيعية الطريقة المفضلة من قبل أطباء التوليد ومقدمي الرعاية الصحية لأنها الأكثر أماناً بالنسبة للطفل وللأم على حد سواء كما أنها الطريقة الأكثر شيوعاً حيث تشكل 80% من الولادات حول العالم .

للولادة الطبيعية ميزات لكل من الأم والطفل على حد سواء:

-الميزات بالنسبة للأم:

مدة تعافي أقصر بعد الولادة.

بدء الإرضاع الطبيعي بسرعة .

مشاكل توليدية أقل خلال الحمول القادمة .

-الميزات بالنسبة للطفل:

مشاكل تنفسية أقل بعد الولادة .

أداء أفضل للجهاز المناعي لدى الطفل.

سهولة أكبر في بدء الرضاعة.

هل هناك تأثيرات سلبية بعد الولادة الطبيعية ؟

قد تعانين من بعض التغيرات الجسدية والنفسية التالية للولادة الطبيعية مثل:

الإمساك –ألم وتورم في المهبل وخصوصا في حال حدوث تمزقات-نزف مهبلي- بواسير –تشنجات في الطرفين السفليين –احتقان في الثديين -تغيرات بالمزاج أو ما يسمى ” اكتئاب ما بعد الولادة” الناتج عن التغيرات الهرمونية بعد الولادة.

بشكل عام تحمل الولادة الطبيعية النسبة الأدنى للاختلاطات ولكن بالطبع هناك بعض الاختلاطات التي من الممكن أن تحدث من ضمنها:

-فشل التقدم (فشل تطور المخاض): تحدث هذه الحالة عندما يتباطأ سير المخاض ويتوقف العنق عن الاتساع يختلف تدبير هذه الحالة حسب المريضة فقد نلجأ إلى تحريض المخاض مثلا .

-اضطراب في دقات قلب الجنين: قد يتباطأ نبض الجنين خلال المخاض بسبب انضغاط رأس الجنين أو انضغاط الحبل السري.

-النزف: قد يحدث النزف خلال الولادة أو بعد عدة ساعات من الولادة.

-التمزقات المهبلية: قد يحدث خلال الولادة الطبيعية تمزقات في النسيج حول المهبل وحول المستقيم يتم إصلاحها عقب الولادة مع التخدير الموضعي.

-الخثارات الوريدية: قد تتشكل خثرات في الطرفين السفليين أو في أوردة الحوض ولكنها قليلة الحدوث.

-ما قبل الإرجاج: حالة من ارتفاع الضغط الشرياني الحملي الشديد تال أو أثناء الولادة والحمل.

هي الولادة الطبيعية للطفل ولكن مع استخدام أدوات للمساعدة في إخراج الطفل من الرحم وهذه الأدوات تشمل إما الملقط أو المحجم . و تشكل 3من أصل 100 ولادة .

الحالات التي قد نستخدم فيها الأدوات للمساعدة في الولادة الطبيعية :

-عندما يحدث اضطراب في دقات قلب الجنين خلال الولادة قد نستخدم الأدوات للتقليل من وقت الولادة.

-عندما يتوقف رأس الجنين عن النزول على الرغم من قيام الأم بالحزق.

-عندما يكون المخاض طويلا مع تعب الأم بحيث لا تستطيع المواصلة بالحزق.

-عندما تعاني المريضة من مشاكل قلبية تجعلها غير قادرة على الحزق بشكل فعال.

هناك شروط لتطبيق الأدوات المساعدة منها : أن يكون الحوض ملائما للولادة الطبيعية مع وضعية نظامية للجنين وكون العنق في حالة اتساع وامحاء تامين , تترافق الولادة المساعدة ببعض الأثار الجانبية مثل : أذيات القناة التناسلية لدى الأم و أذيات الفروة أو النزف داخل الدماغ عند الجنين , ولكن من محاسنها أنها تقلل الحاجة لإجراء الولادة القيصرية .

هي توليد الجنين عن طريق الشق الجراحي حيث يتم شق طبقات البطن وصولا للرحم حيث يتم استخراج الجنين منه جراحيا.

في حال كان الجنين في وضعية غير ملائمة (مجيء معيب): المجيء هو الجزء من جسم الجنين الذي يقود خروجه من خلال قناة الولادة أي بشكل أسهل هو الجزء الأقرب من الجنين للمهبل عادة يكون الرأس باتجاه الأسفل وهو الوضع الطبيعي والملائم للولادة ولكن أحيانا قد يكون المقعد (المجيء المقعدي) أو القدم (مجيء قدمي) أو الكتف ( مجيء معترض) هو الجزء الذي ينزل به الجنين باتجاه المهبل وفي هذه الحالة تكون الولادة الطبيعية غير ممكنة .

صورة توضح المجيئات المعيبة التي لا يمكن الولادة الطبيعية بوجودها

(مجيء معترض-مجيء مقعدي-مجيء جبهي-مجيء وجهي)

في الواقع نعم !  صحيح أن المجيء الرأسي هو المجيء الأشيع إلا أنه ليس شرطاً أن يولد كل مجيء رأسي ولادة طبيعية, فهناك أنواع للمجيء الرأسي أشيعها القمي وهنا تكون الولادة الطبيعية ممكنة وهناك المجيء الجبهي حيث يكون الرأس بوضعية بين الانعطاف و الانبساط و هنا قد يتغير إلى قمي (يولد طبيعيا) أو وجهي(ذقني أمامي يولد طبيعيا أو ذقني خلفي يحتاج لقيصرية) وقد يبقى جبهي ويحتاج لإجراء ولادة قيصرية .

  • عدم التناسب الحوضي الجنيني : أي أن الجنين أكبر من أن يعبر الحوض والقناة الولادية أو في حال كون حجم الجنين طبيعي ولكن هناك ضيق في حوض المرأة بحيث لا يستطيع جنين طبيعي الحجم العبور من خلاله.
  • الحمل المتعدد: من الممكن الولادة الطبيعية في حال الحمل التوأمي(الثنائي) في حال كان مجيء الطفل الأول رأسي نظامي ولكن في حال  كون الجنين الأول  ذو مجيء معيب أو في حال التوأم الثلاثي أو أكثر تجرى الولادة القيصرية .
  • في حال كون مكان المشيمة غير صحيح أي في حال كانت تغطي فتحة العنق الباطنة (ارتكاز مركزي).
  • في حال التعب الجنيني ( اضطراب دقات قلب الجنين ) خلال المخاض أو حدوث حالة اسعافية مثلا مثل انسدال الحبل السري حيث يسبق خروج الحبل السري خروج الجنين.
  • في حال وجود ثآليل تناسلية لأن العدوى في هذه الحالة ستنتقل للجنين أثناء الولادة وتسبب مخاطر جسيمة بعد الولادة .
  • في حال وجود مشاكل صحية تمنع الحامل من الولادة الطبيعية مثل ارتفاع التوتر الشرياني الشديد الغير مضبوط والإرجاج ( نوب تشبه النوب الصرعية ناتجة عن ارتفاع الضغط الشديد) .

أشيع سبب للولادة القيصرية هو إجراء قيصريتين سابقتين أو أكثر (سوابق قيصرية).

-النزف.

-الانتان.

– أذية أعضاء أخرى خلال الجراحة.

-أذية الطفل خلال الجراحة.

-مشاكل تنفسية لدى الجنين خصوصا في حال إجراء القيصرية قبل الأسبوع 39.

-الالتصاقات والفتوق وغيرها من الاختلاطات الجراحية التالية لفتح البطن.

-مدة استشفاء أطول مقارنة بالولادة الطبيعية.

يتألف المخاض من ثلاث مراحل رئيسية بدءا من بداية التقلصات انتهاء بخروج المشيمة.

تبدأ المرحلة الأولى من المخاض عندما تبدأين بالإحساس بتقلصات مستمرة، تبدأ هذه التقلصات بالازدياد تدريجيا لتصبح أشد أكثر انتظاما وأكثر تقاربا، هذه التقلصات ” التقلصات الفعالة” ستؤدي لفتح عنق الرحم لديك (الاتساع) وتجعله أطرى وأقصر وأرق من الحالة الطبيعية (الامحاء) تساعد هذه التغيرات في العنق على السماح بخروج الجنين باتجاه القناة الولادية “المهبل” .

تعد المرحلة الأولى الأطول بين مراحل الولادة الثلاثة وتقسم فعليا إلى طورين : الطور الكامن والطور الحقيقي.

صورة توضح الاتساع والامحاء التدريجي لعنق الرحم

خلال الطور الكامن سيبدأ عنق الرحم لديك بالاتساع والإمحاء وستشعرين غالبا بتقلصات متوسطة الشدة وغير منتظمة إلى حد ما , قد تلاحظين خلال هذه المرحلة مفرزات رائقة وردية اللون, وقد تلاحظين مفرزات مدماة قليلة الكمية أيضا , هذه المفرزات هي السدادة المخاطية التي كانت تغطي فوهة العنق خلال فترة الحمل, وتوسع وامحاء العنق أدى بشكل طبيعي إلى تحريكها مما سبب هذه المفرزات , هذا الشيء طبيعي ولا داع للقلق وتسمى هذه العلامة بعلامة “شو” , يمكن أن تشعر الحامل أيضا خلال هذه المرحلة ب ضغط باتجاه الحوض وهذا أيضا طبيعي بسبب نزول رأس الجنين ضمن الحوض الحقيقي.

إن مدة الطور الكامن غير محددة وتختلف من امرأة لأخرى, فقد يستمر من 4 إلى 6  ساعات وغالبا يكون هذا الطور لدى الخروس ” التي تلد لأول مرة” طويلا بينما يميل ليكون أسرع عند عديدات الولادة.

يعتبر تأمين بيئة ملائمة مع أقل قدر من التوتر أهم عنصر خلال هذه المرحلة ومن الأمور التي تساعد أيضا:

 -المشي خارج المنزل.

– أخذ حمام ساخن (يساعد في إرخاء عضلات وأربطة الحوض).

– الاستماع للموسيقى أو مشاهدة التلفاز (كطريقة لصرف انتباه الحامل وتركيزها عن الألم).

-التركيز على التنفس الصحيح خلال التقلصات الرحمية: عندما تشعرين ببداية التقلصة ابدأي بزفير بطيء وكأنك تتنهدين ثم عندما تشتد التقلصة استمري بالزفير واجعليه طويلا قدر الإمكان وكأنك تطلقين الألم مع كل زفير وحاولي ألا تتشنجي وترخي جسمك قدر الإمكان خلال التقلصة.

-من المهم أن تركزي على تناول الطعام جيدا خلال هذا الطور لكي تحافظي على طاقتك التي ستحتاجينها حتما فيما بعد خلال مراحل الولادة القادمة.

-لا ينصح بعدم الحركة والبقاء في السرير خلال هذه المرحلة .

-حاولي متابعة روتينك اليومي قدر الإمكان.

تنتهي هذه المرحلة عندما يصل العنق لاتساع 6 سم .

في حال الحمل المنخفض الخطورة من الممكن أن تقضي الحامل الطور الكامن في المنزل , ولكن عندما تتقارب التقلصات بحيث يفصل بين كل تقلصة  و التقلصة التي يليها 5 دقائق تقريبا , وتستمر كل تقلصة لما يقارب الدقيقة وأن تستمر التقلصات هكذا لمدة ساعة عندها يفضل التوجه للمشفى أو الوحدة الصحية .

يفضل التوجه مباشرة للمشفى في الحالات الآتية:

– النزف المهبلي ( دم أحمر فاتح ) .

– تغير نمط حركات الجنين ( نقص الحركات) أو عدم الإحساس بالحركة .

– تمزق جيب المياه الصريح ( خروج دفقة كبيرة من السائل ) أو في حال الشك بتمزق جيب المياه.

قد تتوجهين نحو المشفى أو الوحدة الصحية وتخبرك الطبيبة أو القابلة أنك تمرين بمخاض كاذب !

في بعض الحالات قد تعتقدين أن مرحلة المخاض قد بدأت ولكنك قد تكونين مخطئة  ! في هذه الحالة قد تختبرين تقلصات ولكن هذه التقلصات في الواقع تقلصات غير فعالة أي أنها تقلصات لا تؤدي إلى توسيع عنق الرحم ,  وهذا ما يسمى المخاض الكاذب أو تقلصات ” براكستون هيكس”  .

هذه الحالة شائعة وقد تكون صعبة التمييز عن المخاض الحقيقي حيث وجد أن 40% من الحوامل يعتقدن أنهن في مرحلة المخاض بينما هن يختبرن مخاضا  كاذبا، يحدث المخاض الكاذب عند اقتراب موعد الولادة غالبا خلال الأسبوع الحملي 37 مما يجعله أكثر صعوبة بالتمييز عن المخاض الحقيقي وسنورد هنا جدولا يساعد في التمييز بين المخاض الحقيقي والكاذب:

 يبدأ عندما يصبح اتساع العنق 6 سم وينتهي بالاتساع والامحاء التامين للعنق 10 سم تقريبا .

  • هنا تصبح التقلصات أشد أكثر انتظاما وأطول وأكثر إيلاما.
  • ستشعرين بازدياد حس الضغط نحو الأسفل و ازدياد الألم أسفل الظهر مع تشنجات في الطرفين السفليين .
  • إذا لم يتمزق جيب المياه سابقا من الممكن أن يتمزق في هذا الطور .
  • قد يزداد الإحساء بالغثيان وهذا طبيعي ومترافق مع توسع العنق .

بداية عندما يبدأ هذا الطور عليك التوجه للمشفى أو الوحدة الصحية.

بداية سيتم معاينتك في عيادة الإسعاف حيث سيجرى ما يلي:

– سيتم أخذ قصة مرضية وتوليدية كاملة.

– سيجرى فحص نسائي لمعرفة الاتساع والامحاء ومدى تطور المخاض.

– سيتم معاينة الحوض وأخذ قياسات للجنين للتأكد من إمكانية الولادة الطبيعية.

– سيتم إجراء فحص للعلامات الحيوية.

– سيتم سحب تحاليل وفتح خط وريدي .

– سيتم وضع جهاز على البطن لمعاينة حركات الجنين ودقات قلبه أثناء التقلصة الرحمية للتأكد من صحة ووضع الجنين خلال المخاض.

 

من الممكن أن يساعدك المشي أو اتخاذ أي وضعية تجدينها مخففة للألم , لا يفضل تناول الطعام خلال هذا الطور وذلك في حال احتجت لإجراء قيصرية اسعافية مثلا, و من الممكن أن تتناولي العصائر و السوائل أو حتى مص الرقائق الثلجية  مع الحرص على تفريغ المثانة بشكل متكرر لأن المثانة الممتلئة قد تعيق نزول الجنين , بإمكانك خلال هذا الطور مناقشة خططك في تسكين الألم مع الطاقم الطبي حيث أنك الشخص الوحيد القادر على تقدير حاجتك لمسكنات الألم من عدمها .

ينتهي هذا الطور بما يسمى المرحلة الانتقالية وهي المرحلة بين انتهاء الطور الفعال من المرحلة الأولى للمخاض والانتقال للمرحلة الثانية , وهي ولادة الطفل وهي المرحلة الأصعب حيث تبلغ التقلصات الرحمية أشدها وتستمر من 60-90 ثانية مع تزايد الضغط أسفل الظهر وعند المستقيم قد تشعرين برغبة في الحزق في هذه المرحلة وعليك فورا إبلاغ الطبيب بذلك ,قد يطلب منك الطبيب عدم الحزق ومقاومة هذه الرغبة في حال عدم التوسع التام للعنق لأن الحزق على عنق غير متوسع بشكل تام سيؤدي لتضييع طاقتك مما يؤخر الولادة كما قد يؤد لتمزقات في عنق الرحم . انتبهي خلال هذه المرحلة للتنفس الصحيح وحاولي عدم التشنج مع الالتزام بتعليمات الطبيب أو المشرف الصحي .

 

حان الآن الوقت لتأتي بمولودك إلى هذا العالم ! خلال هذه المرحلة يتم توليد الطفل وكل ما عليك فعله هو الحزق  !!

تبدأ هذه المرحلة منذ الاتساع والامحاء التامين للعنق ,  ثم تحرك الطفل ضمن القناة الولادية ” المهبل” انتهاء بخروجه من القناة الولادية للعالم الخارجي . دورك خلال هذه المرحلة هو أن تدفعي الجنين خلال التقلصات لتساعديه على النزول , هنا عليك التعاون مع الطبيب حيث قد يطلب منك أحيانا أن تدفعي بينما قد يطلب منك أحيانا أن تتوقفي عن الدفع,  حيث أن السماح للمهبل بالتوسع الملائم و التمطط المتمهل أفضل من الدفع العنيف الذي يؤدي لتمزقه . قد يستمر هذا الطور 30 دقيقة وقد يستمر لساعة وفي حال تطبيق التخدير فوق الجافي قد يطول أكثر.

أولا: عليك أن تجدي وضعية تساعدك فلكل امرأة وضعية خاصة تساعدها خلال الولادة فبعضهن يفضلن الاستلقاء مع وضع وسائد أسفل الظهر بعضهن قد يجدن وضعية القرفصاء مريحة أكثر يمكنك حتى الاستلقاء على أحد الجانبين إن كان ذلك يشعرك بتحسن أكبر عليك أنت أن تجدي الوضعية الملائمة لك والتي تجعلك أكثر راحة .

ثانيا : الخطوة الأهم وهي الدفع أو الحزق . عندما يصبح العنق في حالة اتساع و امحاء تامين ستحسين بشعور يدفعك للحزق أو الدفع باتجاه الأسفل وهنا يمكنك أن تحزقي خلال التقلصة وهذه بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك:

  • خذي نفسين عميقين عندما تبدأ التقلصة الرحمية ثم ابدأي بالدفع نحو الأسفل.
  • بإمكانك أخذ نفس إضافي عندما تشعرين بالحاجة لذلك.
  • استمري بالدفع خلال مدة التقلصة الرحمية كاملة .
  • عندما تنتهي التقلصة الرحمية عليك الاستراحة واستجماع طاقتك للتقلصة التالية .

عندما يصبح رأس الطفل مرئيا من خلال مدخل  المهبل و تقترب ولادة الطفل سيطلب منك الطبيب\ة أن تتوقفي عن الحزق وأن تأخذي عدة أنفاس سريعة وقصيرة عن طريق الفم والسبب هو جعل ولادة رأس الطفل بطيئة ولطيفة مع السماح للعجان والمهبل بالتمطط جيدا لكي لا يحدث تمزق خلال ولادة الرأس,  وعند خروج الرأس يكون الجزء الأصعب انتهى و يتبعه خروج الكتف الأمامي ثم الكتف الخلفي ثم باقي الجسم .  يقوم الطبيب\ة  بسحب المفرزات من فم وأنف الطفل عن طريق الممص ثم يقوم بوضع الطفل على صدرك قبل قطع الحبل السري حيث يساعد ذلك على تهدئة كل من الأم والطفل والسماح بمرور أكبر قدر من الدم من الأم للجنين عبر الحبل السري ثم يلقط الحبل السري ويقطع ويجفف الطفل .

في بعض الحالات قد يحتاج الطفل لبعض المساعدة على التنفس فيتم أخذه إلى قسم آخر لمساعدته وتزويده بالأوكسجين ثم يعيدونه عند استقرار حالته هذا الأمر شائع وعليك ألا تتوتري في حال لم تري الطفل مباشرة.

تعتبر هذه المرحلة الأصعب وتحتاج إلى الصبر والتحمل وخصوصا في حال أول ولادة , وهنا الدعم من الفريق الطبي أو المرافق يلعب دورا كبيرا عليك خلال هذه المرحلة الالتزام بتعليمات الطاقم الطبي أن تتنفسي بشكل جيد و أن تحاولي أن ترخي جسمك وحوضك وتبتعدي عن التشنج قدر الإمكان.

هناك ثلاث خيارات رئيسية لتسكين الألم خلال المخاض وهي :

-أكسيد النتروز NO.

-البيتيدين .

-التخدير فوق الجافية .

 

  • أكسيد النتروز : ويسمى أيضا غاز الضحك , يخلط هذا الغاز مع الأكسجين ويتم إعطاؤه عن طريق قناع خلال المخاض , يستغرق الغاز بضع ثواني ليبدأ تأثيره لذلك يجب أن تتنفسه الماخض فور احساسها ببداية التقلصة, لا يوقف الألم بشكل كامل ولكنه يخفف منه بشكل كبير وتفضله النساء بشكل كبير لأنهن المتحكمات بوقت أخذه حسب حاجتهن .من مميزاته أنه لا يبقى في جسم المرأة ولا ينتقل للجنين بالتالي لا آثار سلبية له.
  • البيتيدين : مسكن ألم قوي ينتمي لعائلة المورفين ، يعطى غالبا بشكل حقنة عضلية, ويمكن أيضا إعطاؤه بشكل وريدي , يستمر تأثيره من ساعتين لأربع ساعات وبسبب تحريضه لشعور الغثيان فإنه يعطى عادة مع مضاد إقياء.

سلبياته بالنسبة للأم :

– الغثيان .

– عدم التوجه عند الماخض .

– نقص معدل التنفس.

سلبياته بالنسبة للجنين:

ينتقل البيتيدين عن طريق المشيمة والحبل السري , بالتالي يسبب للجنين عسرة تنفس وضعف تنفس وضعف منعكس المص بعد الولادة .

  • التخدير فوق الجافية : الولادة التي تتم باستخدام هذا النوع من التخدير يطلق عليها اسم ” الولادة بدون ألم ” .

يعتبر التخدير فوق الجافية الوسيلة الأكثر فعالية حاليا لتخفيف الألم خلال الولادة , حيث يتم حقن المادة المخدرة  بجهاز خاص تحت الطبقة المغلفة للعمود الفقري أسفل الظهر , يؤدي هذا التخدير لفقدان حس الألم من منطقة الخصر وحتى الأسفل , من ميزاته أن المريضة تبقى صاحية ومتجاوبة خلال الولادة كاملة مع  إمكانية زيادة التخدير مع زيادة الألم ولكن من عيوبه أنه قد يجعل مدة المخاض أطول ويقلل من قدرة الماخض على الدفع والحزق.

يمكن أن يحدث انخفاض في الضغط عند ادخال أبرة التخدير فوق الجافي , مما قد يعطي شعور بالتعب و الغثيان ومن الممكن أن تعاني المرأة من صداع بعد الولادة .

 

تعد المشيمة عضوا حمليا فريدا من نوعه تؤمن الغذاء والحماية لطفلك طوال فترة الحمل وتلتصق عادة بقعر الرحم أو أحد جوانبه , ويتصل الجنين بالمشيمة من خلال الحبل السري بعد ولادة الجنين تتبعه المشيمة في الخروج من جوف الرحم .

بعد ولادة الجنين سيستمر الرحم بالتقلص لطرح المشيمة وبالتالي ستستمر التقلصات ولكنها ستكون أخف وأقل ألما من التقلصات السابقة , تستمر هذه المرحلة 30 دقيقة تقريبا يتم من خلالها خروج المشيمة والبقايا الحملية من الرحم , سيتم خلال هذه المرحلة تسريب مقبضات رحمية تساعد الرحم على التقبض (مثل الأوكسيتوسين ويمكن استخدام الميترجين) , وبالتالي طرح المشيمة ومنع النزف,  كما يمكن لبعض أفراد الطاقم الطبي أن يجروا تمسيد  للرحم والذي يساعد أيضا على تقلصه ومنع النزف . وبعد خروج المشيمة سيتأكد الطاقم الطبي من كونها كاملة وعدم بقاء أي جزء منها ضمن الرحم لأن بقاء جزء منها سيؤدي لنزف وقدى يؤدي للإنتان . بعد التأكد من المشيمة يتم تحري السبيل التناسلي ( عنق الرحم  والمهبل ومدخل المهبل والعجان ) للتأكد من عدم وجود تمزقات , وفي حال وجود تمزقات سيتم تطبيق تخدير موضعي أو ناحي وخياطة هذه التمزقات ومن المهم أن نؤكد أن التزامك بالهدوء والتعاون مع الفريق الطبي مهم جدا خلال مرحلة خياطة السحجات والتمزقات  لأن العمل هنا يتم على منطقة حساسة وضيقة وتعاونك سيجعل هذه المهمة أسهل وأقصر!!

 

– في الحالة العادية يجب أن تخرج المشيمة خلال 30 دقيقة وعندما لا تخرج المشيمة خلال هذا الوقت يحدث ما ندعوه باحتباس المشيمة ومن أسباب احتباس المشيمة :

– انغلاق عنق الرحم بعد الولادة مباشرة مما يمنع خروج المشيمة .

– التقلصات الرحمية خفيفة بسبب إجهاد العضلية الرحمية خلال المخاض .

– التصاق المشيمة بشدة بجدار الرحم .

– جزء من المشيمة انفصل عنها وبقي ضمن جوف الرحم ولم يخرج مع بقية المشيمة .

إن تقبض الرحم وتقارب جدرانه بعد الولادة يلعب دورا مهما في منع النزف,  حيث يؤدي تقبضه إلى الضغط على الأوعية الدموية ضمنه ويمنعها من النزف,  وإن بقاء المشيمة يمنع هذا الانغلاق وبالتالي قد يسبب نزفا خطيرا بعد الولادة وهو ما يسمى بنزف العطالة الرحمية .

سيحاول الطبيب استخراج المشيمة يدويا مع الحفاظ على العقامة الكاملة ومع التسكين الملائم سواء كان باستخدام المهدئات والمركنات أو التخدير القطني , حيث سيحاول الطبيب إدخال يده ضمن الرحم وفك المشيمة واستخراجها وفي حال الفشل بالاستخلاص اليدوي قد يحتاج الطبيب للجوء إلى تجريف الرحم لاستخلاص المشيمة أو ما تبقى منها , خلال هذه العملية سيتم إعطاء المقبضات الرحمية مثل الأوكسيتوسين والميترجين للحفاظ على تقلص الرحم والمساعدة في خروج المشيمة ووقف النزف كما سيتم تسريب صادات حيوية للوقاية من حدوث إنتان .

تشمل هذه المرحلة الساعتين التاليتين للولادة ويتم من خلالها المراقبة للتأكد من عدم وجود نزف ومن الحالة العامة للأم وللطفل.  حاولي الآن أن تبدأي الإرضاع الطبيعي وتحققي تلامس جلد لجلد مع مولودك  !

  • ما هو تحريض المخاض ؟ ومتى أحتاج له؟

يعرف تحريض المخاض بأنه البدء الصنعي للمخاض باستخدام عدة طرق منها الميكانيكية ومنها الدوائية  .

قد تحتاجين لتحريض المخاض في حال الحمل المديد (استمرار الحمل أكثر من 42 أسبوع) أو في عدة حالات حيث يكون فيها من المستحب تسريع بدء المخاض والولادة وخصوصا في حال وجود مشكلة صحية تتعلق بك أو بجنينك مثل كونك مريضة سكري أو تعانين من ارتفاع التوتر الشرياني الحملي أو في حال تمزق الأغشية وانقضاء 24 دون بدء المخاض أو في حال حدوث انتان داخل الرحم أو عندما تبدأ المشيمة المحيطة بالجنين بالانسلاخ عن جدار الرحم .

  • كيف يتم تحريض المخاض؟

يمكن أن يحرض المخاض إما بوسائل ميكانيكية أو بوسائل دوائية .

– الوسائل الميكانيكية للتحريض:

  1. تسليخ الأغسية : خلال الفحص المهبلي يقوم الطبيب/ الطبيبة بوضع اصبعه على حافة العنق ويقوم بحركة دائرية على محيط العنق كاملا مسلخا بذلك الغشاء الأمنيوسي عن العنق وهذا يؤدي إلى تحريض إفراز البروستاغلاندينات وهي مواد تساعد على بدء المخاض .
  2. البثق الصنعي للأغشية : نقوم بذلك عندما يكون جيب المياه سليما ولم ينبثق بعد , حيث يقوم الطبيب\ة بإحداث فتحة صغيرة ضمن الغشاء المحيط بالجنين مما يؤدي إلى تدفق السائل الأمنيوسي والذي يحرض بدوره على بدء المخاض ويتم مراقبة نبضات الجنين قبل وبعد البثق.
  3. الوسائل الدوائية للتحريض : تتم عن طريق الإعطاء الوريدي لمادة تدعى الاوكسيتوسين وهو مشابه صنعي لهرمون الأوكسيتوسين الذي يؤدي لبدء وزيادة التقلصات الرحمية ويتم هذا التحريض ضمن المشفى وبمراقبة حثيثة للتقلصات ودقات قلب الجنين.
  • ما هو خزع الفرج الوقائي وهل سأحتاج بشكل روتيني للخضوع له؟

خزع الفرج هو عبارة عن شق جراحي يجرى على منطقة العجان (الجلد بين المهبل وفتحة الشرج)  تحت التخدير الناحي والهدف منه توسيع فتحة المهبل للسماح بمرور رأس الجنين بسهولة منه ولحماية الأم من التمزقات,  لا يتم إجراء الخزع بشكل روتيني ويتم إجراؤه ضمن ظروف خاصة ولا سيما لدى الخروسات .

  • هل أستطيع محاولة الإنجاب الطبيعي بعد خضوعي لقيصرية؟

معظم النساء اللواتي خضعن لقيصرية واحدة سابقة بإمكانهن محاولة الإنجاب الطبيعي بعدها , ولكن يجب أن تنطبق عليهن مجموعة من الشروط وهي :

-أن يكون الشق الجراحي في الحمل الماضي شق سفلي معترض .

-لا يوجد عدم تناسق حوضي جنيني أي أن حوضك ملاءم ويسمح بمرور الجنين .

-الحمل مفرد وليس حملا توأميا .

-أن يكون سبب القيصرية السابقة سبب مؤقت وليس نتيجة مشكلة دائمة ( مثل كون الجنين مقعدي) .

 

إعداد: د.آية تقلا + د.صفاء محفوض