fbpx

الكتمان أو الكبت – والرابط بينه وبين تشحم الكبد

الكتمان أو الكبت

▪️ أحببت أن أطرح مثالاً يجمع بين الفيزيولوجيا المرضية لتشحّم الكبد والكتمان أو الكبت :

الفيزيولوجيا المرضية للكبد (باختصار ) :

▪️في علوم الطب وعندما يبدأ مستوى غلوكوز الدم بالارتفاع لسبب مرضي ما ولناخذ مثالاً عليه (الداء السكري ΙΙ) بسبب المقاومة على الإنسولين:

  1.  يستشعر الكبد الخطر.
  2. و يقوم بمحاولة إنقاذ الجسم، فيبدأ بتحويل الغلوكوز إلى كوليسترول، ويقوم بخزنه داخل خلاياه.
  3. مع مرور الوقت يزداد مستوى الكوليسترول (الشحم) في الخلايا الكبدية.
  4. لا بل يقوم الكوليسترول بإزاحة نوى هذه الخلايا مؤدياً لتشحمها.
  5. لينتهي بنا الأمر بتشحم الكبد وفقدانه لوظيفته الفيزيولوجية السويّة، و العلاج الوحيد في تلك المرحلة يدور حول زرع كبد جديد.

الكتمان أو الكبت:

▪️في حياتنا الاجتماعية، لدينا نزعة فردية كبشر للميل نحو الكتمان..

نقوم بتحويل طاقة الفائض من الهموم والمشاكل المحيطة بنا إلى طاقة سلبية تختزنها خلايانا (بسبب الكتمان)..

بسبب عدم قدرتنا على التعبير، بسبب الخوف من ذلك!

الكتمان أو الكبت

▪️حتى المشاعر النبيلة، حتى مشاعر الحب والاحتواء ومشاعر الإعجاب و الدّهشة عندما ننطوي عليها نقوم بتغذيتها باللاوعي..

نقوم بتضخيمها والعيش داخل قضبانها، وبالتالي حتّى المشاعر الإيجابية عندما نعالجها ب الكتمان أو الكبت تبدأ بالتحول لنفس النوع من الطاقة السلبية.

 

_وكنت طالما تبنّيت فكرة أن التعبير يخفف من انبهار الشخص بالآخر حتّى.

التعبير يجعلنا نتحرر من كل شيء، كل ما كنا سنحتاجه هو القدرة على التعبير بشكل غير مشروط، أن أعبّر عن ذاتي بِثقة بدون قيود!

 

▪️غير أننا جميعاً نفعل كما يفعله الكبد، نخبّئ في بواطننا، نخاف أحياناً على الأحبّة من عبء أن يحملوا همومنا، فنقوم بامتصاصها من الخارج بصمت، فنؤذي أنفسنا قبل أي أحد آخر.

 

▪️جميعاً، يوماً ما سنصل إلى تلك المرحلة من (التشحّم)، حيث ستفتك بنا تلك الأحاديث المخبّأة من الداخل.

 

▪️أعتقد أن إنقاذ الجسم من تشحّم الكبد بزرع كبد آخر، ستكون عملية أكثر سهولة من إعادة إصلاح ما سيحدث بداخلنا من التخرّب غير العكوس.

 

فلنتحرر.. إن التعبير حاجة من أجلها وُجِدَ الفن ، ووُجد الأدب..

وأجد أن رسالة المحبة السامية التي جاءت بها كل الأديان اكتملت بقدرتنا على التعبير عن الحب والتقبّل و الاحتواء.

اقرأ أيضاً :الطب هو الليدوكائين الخاص بالأطباء.. هل هو حقاً كذلك؟!

دمتم سالمين 🌸

د. مايا معلا.

 

الصورة من رسم د. مريانا شرف الدين