اتصل الرجل بالإسعاف في الساعة الخامسة صباحاً ليخبرهم أن زوجته لا تتنفس، جاء المسعفون إلى المنزل ليجدوا المرأة ميتة في سريرها الطبي. حيث كانت مقعدة لسنوات تعاني من أمراض مزمنة ومن مضاعفات مرض السكري.
دخلت المرأة المشفى بسبب معاناتها من قرحات الفراش، ثم بقيت لفترة في دار رعاية.. ليخرجها زوجها إلى المنزل، ويحضر لها ممرضين ليعتنوا بها.. كان صحة المرأة تتدهور بالتدريج، لذلك كانت وفاتها متوقعة.
٨
لكن الهيئة المختصة بتقديم الرعاية الصحية في المنازل للمقعدين Medicaid ، والتي كانت تشرف على حالة المرأة الصحية وتنظم لها زيارات الممرضين.. اتصلت بالشرطة بسبب شكوك راودتها في وفاة المرأة ، نتيجة العديد من الحوادث السابقة مع الزوج.
كانت هناك شكاوى من عنف منزلي ضد الزوجة
أدت إحداها إلى حكم بالسجن لأقل من سنة، ثم كانت هناك العديد من الشكاوى المسجّلة من قبل الممرضين الذين اعتنوا بالزوجة، حيث نشب الشجار بينهم وبين الزوج في العديد من المرات.. مما أدى بالزوج إلى طرد الممرضين واستبدالهم كثيراً .
قال الممرضون أنهم لم يشعروا بالراحة في المنزل بسبب تصرفات الزوج. استجابت الشرطة وطلبت تشريح جثة المرأة .
بالتحليل السمي ظهر تركيز عالي من الترامادول Tramadol وأحد مضادات الاكتئاب (السيرترالين Sertraline ) في جسم المرأة.
كانت هذه الأدوية مصروفة طبياً للمرأة بسبب وضعها الصحي ، وهي موضوعة في خزانة مقفلة ، حيث كان الزوج هو من يعطيها لها.
لذلك اتهم الزوج رسمياً بقتل زوجته.
قال الرجل في البداية بعد أن أحيط به، أنه أعطاها الأدوية بنية الموت الرحيم، تقديراً لمعاناتها الصحية، ولكن بما أن كل التقارير السابقة الخاصة بالعنف المنزلي والشجارات تتعارض مع الرحمة، فقد كان واضحاً أن يكذب. اعترف بعدها بأنه قتلها لأنه مل وتعب من الاعتناء بها.
خلال أشهر المحاكمة ، اتضح أن الممرضون الذين مروا على المنزل قد ذكروا وجود مشاكل في المنزل، وذكروا السلوك العدواني من الزوج.. وأن الأطباء في دار الرعاية التي كانت بها، قد نصحوا ببقائها في الدار، غير أن الزوج أصر على إخراجها منها.
حاول محامي الدفاع إلصاق التهمة بالممرضين، بأن وفاة المرأة جاءت لخطأ تمريضي، ولكن الخزانة المقفلة للأدوية والتي لا يفتحها إلا الزوج هي من أثبتت عليه التهمة، وكذلك طرد الممرضين المستمر من قبل الزوج.
لقد أظهر الزوج نفسه في صورة الرجل المحب النبيل
والذي يعتني بزوجته المقعدة، ولكن البيوت تخفي أسراراً لا يعرفها إلا من يدخلها..
رغم أن المرأة في وضع لا يؤهلها للدفاع عن نفسها . ما ساعد في إدانة الزوج هو وجود نظام تسجيل للشكاوى وحفظها ، بينت كل الشكاوى مجتمعة رغم أنها سُجلت في فترات متباعدة.
وإذا كان الممرضون هناك قد أدوا واجبهم واشتكوا ضد الزوج، فإن التدخل في مجتمعاتنا الشرقية في حال الشك بسوء معاملة ضد الزوجة أو الاولاد لا يزال يعتبر معيباً.. وأن الحق للزوج بان يفعل ما يشاء في منزله، وكأن الزوجة والأولاد من أثاث المنزل ومفروشاته .
اقرأ أيضاً:معجزة طبية أم كابوس _قصة طفل عاش حياته داخل فقاعة _
دمتم سالمين 🌸
د. سمر الزير