العلاج السلوكي المعرفي CBT أو «العلاج بالكلام» وفقًا للعالم”آرون بيك” يعد تصديقًا لفكرة أن الناس لا يضطربون بسبب الأحداث، ولكن بسبب ما يرتبط بهذه الأحداث من أفكار، فالأفكار تؤثر على الانفعالات والسلوكيات.
فنحن نتاج أفكارنا، تلك الأفكار التي تؤجّج عواطفنا وتحدد سلوكنا وتقلل من مرونتنا المطلوبة للتعامل مع ظروف الحياة. فنجد أنفسنا في صراع مستمر مع ذواتنا ومحيطنا ومجتمعنا. ومن هنا تبدأ الأمراض النفسية ويأتي دور العلاج النفسي.
آلية عمل العلاج السلوكي المعرفي :
العلاج السلوكي المعرفي هو علاج نفسي كلامي. فيعمل الطبيب النفسي من خلاله بإقناع المريض بأن معتقداته غير المنطقية وتوقعاته وأفكاره السلبية وعباراته الذاتية هي التي تُحدث ردود أفعال الدالة على سوء التكيف.
يعتمد الطبيب من خلال العلاج على استيعاب المريض لأفكاره المضطربة غير المنطقية. ومن ثم استبدالها بطرق تفكير أكثر إيجابية وملائمة من أجل إحداث تغييرات معرفية وسلوكية وانفعالية.
مقابلة المريض:
يقوم الطبيب النفسي بمقابلة المريض وتشخيص حالته وتقييمها. ثم يقوم بوضع خطة علاجية مبنية على جلسات أسبوعية.
يستمع المعالج في هذه الجلسات للمريض، فيستنتج طريقة تفكيره وما تحملها من أثر على نفسه وحياته. وهنا يأتي دور المعالج لتغيير طريقة تفكير المريض وتحسين رؤيته الواقعية للمواقف والتعامل معها بطريقة مرنة وأكثر إيجابية.
ويستخدم الطبيب النفسي بعد ذلك تقنيات العلاج السلوكي المعرفي المتعددة، ومنها:
- بناء الثقة بين المعالج والمريض، ليتكلم المريض حتى عن أفكاره الشخصية التي تخص ذاته. لذلك، يقوم المعالج بتبديل أفكاره السلبية عن ذاته بأفكار ايجابية لزيادة ثقة المريض بنفسه وتحسين علاقته بذاته
- تعريف المريض أن اعتقاداته ونمط تفكيره وتقييمه السلبي للأمور غالبًا مايكون سببًا لمشكلة لم تكن موجودة يومًا. كالإفراط في التعميم وإعطاء الأهمية لتفاصيل صغيرة وتضخيمها بما لا تستحق أو توقع الأسوأ دائمًا.
- يطرح المعالج السؤال الأهم على المريض في كل جلسة، وهو عن شعوره في الوقت الحالي. ليتابع المعالج باستمرار تسلسل أفكار المريض وماتحملها من مشاعر مؤلمة أو مزعجة
- يطلب المعالج من المريض كتابة مايشعر به في كل يوم. وكل فكرة سلبية تمر في رأسه وماتحمله من مشاعر، سواء كانت هذه الأفكار عن نفسه أو عن مواقف في حياته. ثم يناقش المعالج هذه الأفكار مع المريض خلال الجلسات الأسبوعية. والقيام بتوسيع إطار التفكير وتعلم التعامل مع المواقف ورؤية الأمور من زوايا أخرى وأكثر إيجابية
- إعطاء المريض مهام لينجزها، منها مهام اجتماعية أو شخصية. تكون بحسب حالة المريض، وهي بمثابة تمارين تقتضيها خطة العلاج السلوكي المعرفي .
- القيام بتمارين الاسترخاء للتقليل من القلق والتوتر، تكون من خلال التنفس العميق او تمارين التخيل والتصور
الحالات التي يستخدم فيها العلاج السلوكي المعرفي :
الحالات التي يستخدم فيها العلاج بالكلام تشمل ما يلي:
- الاكتئاب البسيط ومتوسط الشدة.
- الاكتئاب الحاد بالتوازي مع العلاج الدوائي
- في حالات الذهان، عند استقرار الحالة بالتوازي مع العلاج الدوائي
- القلق ونوبات الهلع
- الوسواس القهري
- الرهاب
- اضطراب مابعد الصدمة
- حالات الادمان
- التعامل مع مرض جسدي خطير
فوائد العلاج النفسي الكلامي:
فوائد العلاج السلوكي المعرفي متعددة، وتشمل:
- تحسين علاقة الفرد بذاته، وقدرته على السيطرة على أفكاره وتوجيهها في منحى إيجابي.
- تحديد أساليب للسيطرة على العواطف والانفعالات
- تعلم تقنيات جديدة للتكيف مع مواقف الحياة المختلفة
- حل المشاكل في العلاقات وتعلم أساليب أفضل في التواصل
- تحسين نمط الحياة والروتين اليومي
- السيطرة على الأعراض أو منع انتكاسات الأمراض النفسية
- التكيف مع الأمراض الجسدية المزمنة الخطيرة
كل شيء يبدأ أو ينتهي من داخلنا، فأفكارنا هي المحرك الأساسي لمشاعرنا وسلوكنا وبالتالي لحياتنا. فإما أن نعكس إيجابية أفكارنا للخارج أو تغرق حياتنا في سلبية هذه الأفكار.
لذلك، عند الحاجة عليك باللجوء إلى طبيب نفسي أو معالج نفسي مختص للتدرب على العلاج السلوكي المعرفي . إذ يعد المُعالِج في هذا النمط من العلاجات النفسية هو المدرّب والمريض هو المتدرّب.
اقرأ أيضًا:
الاكتئاب : الأعراض والأسباب وطرق العلاج
الصحة النفسية : أهميتها وفوائدها
إعداد:
ولاء حسان الآغا