fbpx

العقم : الأسباب وعوامل الخطورة وطرق الوقاية

العقم هو مصطلح طبي يشير إلى عدم القدرة على الحمل على الرغم من ممارسة الجنس بشكلٍ متكرر وبدون أي وسيلة منع للإنجاب لمدة عامٍ على الأقل بالنسبة للأزواج.

قد يحدث بسبب وجود مشكلة صحيّة ما لديكِ أو لدى شريكك أو بسبب مزيج من العوامل التي تمنع الحمل. ولكن يمكن للعديد من العلاجات الفعّالة والآمنة أن تعززّ من فرصكِ في الحمل.

 

أعراض العقم :

إنّ العرَض الرئيسي هو عدم الحمل، وقد يكون هناك أعراض أخرى واضحة. فقد تعاني النساء المصابات بالعقم من عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها. وقد يعاني الرجال من أعراض لها علاقة بالمشكلات الهرمونية مثل التغيّر في نمو الشعر أو في الوظيفة الجنسية. في النهاية، سيحمل العديد من الأزواج سواءً مع تلقّي العلاج أو بدونه.

 

متى يجب عليك أن تزور الطبيب؟

من المحتمل ألّا تكوني بحاجة إلى زيارة الطبيب بشأن العقم إلّا إذا كنتِ تحاولين الحمل لمدة عام على الأقل. ولكن على النّساء الذهاب إلى الطبيب في مدة أقل من العام وذلك في حال:

  • إذا كان عمركِ 35 عام أو أكثر وكنتِ تحاولين الحمل لمدة 6 أشهر أو أكثر.
  • في حال تجاوزكِ سنّ ال 40
  • إذا كانت دورتك الشهرية غير منتظمة أو مؤلمة للغاية أو في حال انقطاعها تمامًا.
  • إذا كنتِ تعانينَ من مشاكل الخصوبة المعروفة.
  • إذا كنتِ تعانينَ من التهاب بطانة الرحم أو كان لديكِ تاريخ من الداء الحوضي الالتهابي.
  • إذا كان لديكِ أكثر من حالة إجهاض واحدة.
  • إذا كنتِ قد تلقيتِ علاجًا لمرض السّرطان مثل العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة.

وعلى الرجال التحدث مع اختصاصي الرعاية الصحيّة في حال:

  • إذا كان لديهم عدد نطاف قليل أو أي مشاكل أخرى لها علاقة بالحيوانات المنوية.
  • إذا كان لديهم حالة صحيّة قديمة لها علاقة بالخصيتين أو البروستات أو الأمراض الجنسية.
  • إذا كنتَ قد خضعتَ للعلاج الكيميائي لمرض السّرطان.
  • في حال خضوعك لجراحة الفتق.
  • إذا كان لديكَ خصيتين بحجم أصغر من الحجم النموذجي للبالغين أو كان لديكَ تورّم في كيس الصّفن.
  • إذا كان لدى الشّريك حالة عقم في الماضي.
  • إذا كان لدى أحد أقاربك مشاكل مع مرض العقم.

 

أسباب العقم :

يجب أن تتم جميع الخطوات أثناء الإباضة والإخصاب بشكلٍ صحيح حتى يحدث الحمل. (الإباضة: هي إطلاق البويضة من المبيض، أما الإخصاب فهو اتّحاد البويضة مع النطفة من أجل تكوين الجنين).

في بعض الأحيان تكون المشكلات الّتي تسبب العقم لدى الأزواج موجودة منذ الولادة وفي أحيانٍ أخرى تتطور في وقتٍ لاحقٍ من الحياة.

يمكن أن تؤثّر الأسباب على أحد الشريكين أو كليهما وفي بعض الحالات لا يمكن العثور على السبب.

يمكن أن تشمل أسباب العقم لدى الذكور ما يلي:

  • حالات طبية معينة تؤثّر على كمية النطاف الّتي يتمّ تكوينها وعلى جودتها. على سبيل المثال، الخصيتين المعلقتين والعيوب الوراثية والمشاكل الهرمونية والمشاكل الصحيّة الأخرى مثل مرض السّكري. تؤثّر بعض الأخماج أيضًا مثل الكلاميديا والسيلان والنكاف وفيروس نقص المناعة البشري على الحيوانات المنوية. كما أن تضخّم الأوردة في كيس الصّفن يؤثّر سلبًا على جودة الحيوانات المنوية ويُطلق على هذه الحالة الطبية مسمى دوالي الخصيتين.
  • صعوبة في وصول الحيوانات المنوية إلى الجهاز التناسلي الأنثوي. والّتي قد يكون سببها القذف المبكر أو أمراض وراثية معينة مثل التليّف الكيسي أو انسداد الخصية أو حدوث ضرر أو إصابة في الأعضاء التناسلية.
  • أسباب بيئية معينة إذ يمكن أن يؤثّر التّعرض للمبيدات أو المواد الكيميائية الأخرى أو الإشعاع على الخصوبة سلبًا. وكذلك الأدوية الّتي تعالج الأخماج البكتيرية وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب.
  • تعرض الخصيتين للحرارة ولاسيما أحواض المياه السّاخنة والساونا. إذ يؤثّر ذلك في كثيرٍ من الأحيان على قدرتهما على إنتاج النطاف.
  • مرض السّرطان وعلاجه، إذ تؤثّر علاجات معينة مثل العلاج الكيميائي أو الأشعة على إنتاج النطاف.

ويمكن أن تشمل أسباب العقم لدى الإناث ما يلي:

  • اضطرابات الإباضة الّتي تؤثّر على إطلاق البيوض من المبيضين. وقد يعود السبب في ذلك إلى مشاكل هرمونية معينة مثل متلازمة المبيض متعدد الكيسات أو ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين المطلوب لإفراز الحليب من الثديين. أو حدوث زيادة أو نقصان في هرمون الدرق فقد تؤدي زيادته إلى فرط نشاط الغدة الدرقية ونقصانه إلى قصور الغدة الدرقية وفي كلا الحالتين قد يحدث اضطراب في الدورة الشهرية وبالتالي قد يتسبب ذلك في الإصابة بالعقم.
  • أسباب أخرى كامنة مثل الإفراط في ممارسة الرياضة أو اضطرابات الطعام أو الأورام.
  • قصور المبيض الأولي وفي هذه الحالة يتوقّف عمل المبيضين وتنقطع الدورة الشهرية قبل عمر ال 40 والسبب غالبًا غير معروف ولكن هناك بعض العوامل التي ترتبط بحدوث قصور المبيض الأولي وتشمل هذه العوامل أمراض الجهاز المناعي والحالات الوراثية مثل متلازمة تيرنر والتعرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
  • التصاقات الحوض وهي عصابات من الأنسجة الندبية التي تربط الأعضاء، تتشكّل هذه الالتصاقات بعد عدوى الحوض أو التهاب الزائدة الدودية أو التهاب بطانة الرحم أو بعد إجراء جراحة في البطن أو الحوض.
  • السرطان وعلاجه إذ تقلل سرطانات معينة وخاصة تلك الّتي تؤثّر على الأعضاء التناسلية من خصوبة الأنثى غالبًا، ويمكن أن يؤثّر العلاج الكيميائي والإشعاع على الخصوبة أيضًا.

من أسباب العقم الأخرى لدى الإناث مشاكل الرحم التي تشمل:

  • نمو سلائل الرحم أو مشاكل في شكله أو في نهايته السفلية الّتي تسمى عنق الرحم
  • الأورام في جدار الرحم وتسمى الأورام الليفية الرحمية. تسبب العقم ولكنها ليست سرطانًا، ويمكن للأورام الليفية أن تسدّ قناتي فالوب حيث تتحدّ البويضة مع النطفة. ويمكنها أيضًا أن تمنع البويضة المخصّبة من الالتصاق بالرحم وهو شيء أساسي من أجل نمو الجنين.
  • ضرر أو انسداد في قناة فالوب وتحدث هذه المشكلة غالبًا بسبب تورّم في قناة فالوب. ويدعى ذلك بورم البوق ويحدث نتيجة عدوى في الأعضاء التناسلية الأنثوية وتسمى هذه الحالة بالداء الحوضي الالتهابي.
  • التهاب بطانة الرحم، وفي هذه الحالة تنمو الأنسجة الّتي تشبه البطانة الداخلية للرحم خارج الرحمظ مما يؤثّر على مدى جودة عمل المبايض والرحم وقناتي فالوب

 

عوامل الخطورة:

تتشابه عوامل خطورة العقم بالنسبة للإناث والذكور وتشمل:

  • العمر : إذ تنخفض خصوبة النساء ببطء مع التقدّم في العمر وخاصةً في منتصف الثلاثينات، وبعد سنّ ال 37 تنخفض الخصوبة بسرعة. ومن المحتمل أن يكون العقم لدى النساء الأكبر سنًا بسبب انخفاض عدد البويضات أو بسبب مشاكل صحيّة تؤثّر على الخصوبة.
  • قد يكون الرجال الّذين تزيد أعمارهم عن ال 40 عامًا أقل خصوبة من الرجال الأصغر سنًا. كذلك فإنّ خطر العيوب الخلقية والمشكلات الوراثية يرتفع لدى الأطفال المولودين لآباء فوق سن ال 40.
  • تعاطي التبغ: إذ يقلل تدخين التبغ من قِبل أحد الشريكين من فرص الحمل. ويمكن أنّ يؤثّر على علاجات الخصوبة ويجعلها أقل فعّالية. كما أنّ خطر الإجهاض يكون أعلى لدى النساء اللّواتي يتعاطينِ التبغ.
  • تعاطي الماريجوانا: إذ يؤثّر تعاطيها على الخصوبة ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث بشأنِ ذلك.
  • شرب الكحول: بالنسبة للنساء لا يوجد مستوى آمن لشرب الكحول خلال فترة الحمل أو حتى عندما يكون هناك محاولة حمل.
  • زيادة الوزن: إذ يمكن أن يرفع نمط الحياة غير النشط وزيادة الوزن والسمنة من خطر الإصابة بالعقم. ارتبطت السّمنة بانخفاض جودة السّائل المنوي وهو السّائل الّذي يحوي على الحيوانات المنوية.
  • نقص الوزن: إذ إن الأشخاص الّذين يعانون من اضطرابات في الأكل مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي معرضين لخطر مشاكل الخصوبة. لذلك، فإنّ اتّباع نظام غذائي مقيّد أو منخفض السّعرات الحرارية يؤدي إلى حدوث هذه المشاكل.
  • مشاكل في التمارين الرياضية: إذ تلعب قلة التمارين الرياضية دور في حدوث السمنة وبالتالي زيادة خطورة الإصابة بالعقم. وفي حالات أقل شيوعًا ترتبط مشاكل الإباضة لدى النساء بالتمارين المتكررة المكثّفة والشاقّة وخاصة لدى النساء اللّواتي لا يعانينَ من زيادة في الوزن.

 

الوقاية:

لا يمكن منع بعض أنواع العقم من الحدوث ولكن اتّباع بعض الخطوات والنصائح يمكن أن يعززّ من فرص الحمل.

بالنسبة للأزواج:

مارسي الجنس: غالبًا بعد وقتٍ قصير من توقّف نزيف الدورة الشهرية. يطلق أحد المبيضين عادةً بويضة في منتصف الدورة الشهرية بالنسبة لمعظم النساء اللواتي تفصل بين دوراتهنّ 28 يوم (في منتصف المدة الزمنية بين فترات الحيض).

من المثالي ممارسة الجنس بشكلً يومي قبل إطلاق البويضة بمدة 5 إلى 7 أيام مع الاستمرار حتى يومين بعد التبويض.

بالنسبة للذكور:

لا يمكن الوقاية من معظم أنواع العقم لدى الرجال ولكن يمكن أن تساعد هذه النصائح في ذلك:

  • ابتعد عن تدخين التبغ ولا تشرب الكثير من الكحول. إذ يمكن أن يزيد تعاطي المخدرات غير المشروعة أو التدخين أو الشرب من خطر العقم لدى الذكور.
  • ابتعد عن الاستحمام بالماء الساخن بشكلٍ مبالغٍ فيه لأن درجات الحرارة المرتفعة تؤثّر على المدى القصير على إنتاج النطاف وحركتها.
  • ابتعد عن الملوثات والسموم: وذلك يشمل الابتعاد عن المبيدات والرصاص والكادميوم والزئبق. فإنّ تعرضك لهذه السموم يؤثّر سلبًا على القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية.
  • الحد من استخدام الأدوية الّتي تؤثر سلبًا على الخصوبة إن أمكن. لذلك، اطلب المشورة من طبيبك من أجل أي دواءٍ تتناوله بانتظام، ولا تقم بإيقاف تناول الأدوية الموصوفة لكَ بدون أن تسأل الطبيب.
  • ممارسة التمارين تحسّن من جودة النطاف وتعززّ فرص الحمل.

بالنسبة للإناث:

إن اتّباع هذه النصائح من الممكن أن يعززّ فرص الحمل:

  • الإقلاع عن التدخين فإنّ للتبغ تأثيرات سلبية على الخصوبة. وإنّ عدم إقلاعكِ عن التدخين وأنتِ تريدين الحمل هو أمرٌ مروّع من أجل صحتكِ وصحة جنينك.
  • ابتعدي عن الكحول ومخدرات الشارع: هذه المواد يمكن أن تقلل من احتمالية الحصول على حمل مثالي أو حتى يمكن أن تقلل من إمكانية الحمل أيضًا. لا تتعاطي الكحول ولا تستخدمي المخدرات الترفيهية مثل الماريجوانا إذا كنتِ تحاولينِ الحمل.
  • الحدّ من الكافئين، تحتاج بعض النساء إلى تقليل تناول الكافئين عندما تحاول الحمل. يوصي الخبراء بعدم تناول أكثر من 200 ميلي غرام من الكافئين يوميا خلال فترة الحمل، تأكّدي من اللّصاقات الموجودة على المواد الغذائية من أجل التحقق من كميات الكافئين الموجودة فيها أيضًا.
  • التمارين المنتظمة هي مفتاح التمتع بصحة جيدة. ولكن التمرين الزائد والمكثّف يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في مواعيد الدورة الشهرية أو حتى إلى انقطاعها مما يؤثّر سلبًا على الخصوبة.
  • الحصول على وزن صحي: إذ يمكن أن تؤثّر زيادة الوزن أو نقصانه على الهرمونات وبالتالي قد تسبب العقم لديك.

 

اقرأ أيضًا:

قصور الغدة الدرقية : الأسباب والأعراض والعلاج

 

التغيرات الجلدية خلال الحمل : أعراضها وطرق علاجها

 

إعداد:

الصيدلانية آية محمد سامر عيون

 

تدقيق ومراجعة:

د. يوسف محمد الجنيدي