fbpx

الطفل العنيد

الطفل العنيد

الطفل العنيد: إن المزاج شيء ولدنا به فيمكن أن يكون لدى الأطفال مزاج، وإذا كان الطفل عنيداً، يجب أن يفهم الأهل أنهم ليسوا  وحدهم من لديهم طفل عنيد.  كثير من الآباء لديهم أطفال عنيدون ولا بأس عندما يكون الأطفال صغاراً  جداً.  لكن الطريقة التي يتعامل الأهل بها مع طفلهم العنيد ستحدث فرقاً كبيراً في نوع الشخص البالغ الذي يتحول إليه.

تعتبر مرحلة الطفل الصغير ومرحلة المراهقة هي الأصعب في التعامل معها. فمن المهم أن يفهموا أن العناد جزء من شخصية بعض الأطفال بينما في البعض الآخر، هو طريقتهم في دفع الحدود وتأكيد إرادتهم.  لذلك يقع على عاتقهم مسؤولية تعليم الطفل الطرق المختلفة التي يمكنه من خلالها التعامل مع التوتر والتعبير عن مشاعره.

الطفل العنيد

إن تربية طفل عنيد ليست مهمة سهلة، يمكن أن يتحول كل شيء صغير إلى صراع كل يوم إذا لم يجد الأهل حلاً سريعاً.  ربما يكونوا قد صادفوا الكثير من المعلومات حول كيفية التحكم في سلوك الطفل، ولكن كل يوم يمثل تحدياً جديداً.  قد لا يكون تأديب الطفل العنيد هو الحل الأفضل في جميع الحالات، وقد يكون إيجاد حل بديل أكثر فعالية.

 

خصائص الطفل العنيد

إذا كان الطفل يهتم بممارسة إرادته فقط لا يجعله عنيداً. فهناك خط رفيع بين أن يكون مصمماً وأن يكون عنيد.  فيما يلي بعض خصائص السلوك العنيد التي يجب البحث عنها:

  • يميل الأطفال العنيدون إلى التساؤل عن كل ما يمكن اعتباره خطأ تمرداً.
  • إنهم يريدون أن يسمع صوتهم ويتوقعون أن يتم الاعتراف بهم مما يجعلهم يريدون انتباه الأهل كثيراً.
  • يميلون إلى أن يكونوا مستقلين ويصعب إرضائهم.
  • قد يكون من الصعب إدخالهم في روتين لأنهم يتمتعون بإرادة حرة.
  • قد يكون لديهم نوبات غضب متكررة.
  • تظهر سمات القيادة ويمكن أن تبدو متسلطة.
  • إنهم يميلون إلى فعل كل شيء وفقاً لسرعتهم الخاصة.

الطفل العنيد

علم نفس الأطفال العنيد

للتعامل مع الطفل العنيد بالطريقة الصحيحة، من المهم أولاً أن يفهم الأهل لماذا هو على هذا النحو وما الذي يجعله على هذا النحو.  أن يكون الطفل مصمماً على نفسه شيئاً وأن يكون عنيداً شيء آخر. فيعرف التصميم على أنه “ثبات الهدف” بينما يكون عنيداً هو “رفض تغيير الفكر أو السلوك أو الفعل تحت أي ضغط خارجي”. يمكن أن يكون العناد سلوكاً وراثياً ومكتسباً يتم تعلمه من خلال مراقبة الآخرين. ولكن يمكن توجيه هذا السلوك لإثبات أنه منتج وملطّف للطفل ليصبح فرداً جيداً.

 

كيفية التعامل مع الأطفال العنيدين

يمكن أن يظهر العناد في أي عمر (الرضع والأطفال الصغار والمراهقين) ثم يستمر حتى مرحلة البلوغ. من المهم على أن يجد الأهل طرقاً للتعامل مع طفلهم العنيد بطريقة يمكنهم من خلالها الحد من سلوكه دون الضغط على أي منهما. فيما يلي بعض الأساليب للتعامل مع الطفل العنيد:

  • لا تجادل

الأطفال العنيدون دائماً على استعداد لمواجهة الجدال وجهاً لوجه لذا لا يجب منحهم هذه الفرصة،  بدلاً من ذلك على الأهل الاستماع لما يقوله الطفل وتحويله إلى محادثة بدلاً من مناقشة.  عندما يظهرون أنهم مستعدون للاستماع إلى جانبهم من القصة، فإن ذلك يجعلهم أكثر عرضة للاستماع إلى ما يريدون قوله أيضاً.

  • تأسيس اتصال

عدم جبر الطفل على فعل شيء لا يريده لأن هذا سيجعله أكثر تمرداً وسيكون عازم على فعل ما لا يفترض به فعله بالضبط. لذا  إذا كان الأهل يريدون أن يتوقف طفلهم عن مشاهدة التلفزيون، ويقوم بواجبه المنزلي بدلاً من ذلك، فعليهم محاولة مشاهدة التلفزيون معه لفترة من الوقت. سيجلب هذا بعض الصداقة الحميمة، وبعد فترة قصيرة يمكنهم أن يسألوا الطفل عما إذا كان يرغب في أداء واجباته المدرسية أثناء قرائتهم كتاب أو القيام ببعض الأعمال وهم جالسون بالقرب منه.

  • تقديم بعض الخيارات

إن إخبار الطفل العنيد بما يجب فعله هو طريقة مؤكدة لإشعال خط التمرد. بدلاً من ذلك ينبغي تقديم الخيارات له للاختيار من بينها لأن هذا يجعله يشعر كما لو أنه يتحكم في حياته ويمكنه أن يقرر بشكل مستقل ما يريد القيام به، مع الحرص على جعل الخيارات محدودة لتجنب إرباك الطفل بحيث يقدم  الأهل خيارين أو ثلاثة فقط. على سبيل المثال إذا أرادوا تنظيف غرفته، فيتم سؤاله عما إذا كان يرغب في البدء بالسرير أو الخزانة أولاً بدلاً من قول “من أين تريد أن تبدأ؟”

  • وضع الأهل أنفسهم مكان الطفل

يتوجب على الأهل النظر إلى القضية المطروحة من وجهة نظر طفلهم ومحاولة أن يفهموا سبب تصرفه بهذه الطريقة. إذا كانوا قد وعدتوا الطفل بأخذه إلى الحديقة ولكنهم رفضوا لأن الطقس أصبح سيئاً، فسيحتاج إلى أن يشرحوا له سبب عدم إمكانية الوفاء بالوعد.  سوف يرى الطفل ذلك فقط على أنه الوعد المنقذ، ولكن من خلال تحديد سبب عدم قدرتهم على الخروج وتحديد موعد لاحق للنزهة، يمكنهم إنقاذ الموقف.

  • المحافظة على السلام في المنزل

يتأكد الأهل من أن منزلهم هو مكان يشعر فيه الطفل بالسعادة والراحة والأمان في جميع الأوقات. فعليهم أن يكونوا مهذبين مع كل شخص في المنزل، وخاصة بين الأبوين، حيث يتعلم الأطفال من الملاحظ.  من المحتمل أن يقلدوا ما يرونه، لذلك من الضروري المحافظة على السلام وتجنب الجدال وكذلك تبادل الإهانات أمام الطفل.

  • صقل مهارات الأهل التفاوضية

يجد الأطفال العنيدون صعوبة في استيعاب الرفض التام عندما يطلبون شيئاً،  لذا بدلاً من ذلك على الوالدين محاولة التفاوض معهم بدلاً من وضع القانون. على سبيل المثال إذا أصر الطفل على الاستماع إلى قصتين قبل النوم، فيتحدثوا عنهما من خلال التوصل إلى اتفاق حيث يمكنهم اختيار قصة الليلة وقصة أخرى للغد.

  • تشجيع السلوك الإيجابي

على الوالدين أن يكونوا مثالاً يحتذى به وأن يقدموا موقفاً إيجابياً في جميع الأوقات.  إذا كانوا يستخدموا الكلمات “لا” أو “لا يمكن” أو “لن” كثيراً، فمن المحتمل أيضاً أن يفعل طفلهم الشيء نفسه.  عليهم النظر إلى عناد طفلهم بنظرة إيجابية بدلاً من أن يكونوا سلبياً بشأنه. فيمكن أن يحاولوا أن يخرجوا منه بلعبة عن طريق طرح أسئلة على الطفل تثير إجابة بـ “نعم” أو “لا”. يضعون إطاراً لأسئلتهم بحيث تكون الإجابة “نعم” في معظم الأوقات. هذا يرسل رسالة مفادها أن طفلهم يتم سماعه وتقديره.

  • تطوير الروتين

يمكن أن يساعد الالتزام بالروتين اليومي وكذلك الأسبوعي في تحسين سلوك الطفل وكذلك الأداء في المدرسة. يجب تحديد وقت النوم ويجب أن يوفر الكثير من الراحة للطفل. فقلة النوم والتعب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل سلوكية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 12 سنة.

  • وضع القواعد والنتائج

يحتاج الأطفال العنيدون إلى قواعد وأنظمة للنمو،  لذا على الأهل وضع الحدود وجعل توقعاتهم واضحة في اجتماع العائلة. كأن يطلبوا من طفلهم مدخلات حول ماهية العواقب بالإضافة إلى وجهات نظره حول كل من هذه.  الاتساق مهم لكن هذا لا يترجم إلى صلابة. من المهم أن يكون الأهل مرنين في بعض الأحيان، مثل عندما يكونوا في عطلة أو في المناسبات التي يظهر فيها طفلهم سلوكاً مثالياً.  هذا ينقل لهم أن القواعد التالية يمكن أن تكون مجزية أيضاً وليس المقصود منها أن تكون خانقة.

سماعة حكيم