هل هو حقاً كما يقال أن الطب هو الليدوكائين الخاص بالأطباء؟!
تبدأ رحلة التّعافي عندما تستطيع أن تفهم أنه لايزيل الألم إلا ألم أكبر منه..
تبدأ الرحلة عندما توقّع عقداً بالتنازل عن بعض عمرك، جزئه، أو كلّه، مقابل أن تنعتق عن الإفراط في العاطفة.
هذا العقد الذي تبرمه مع كليّة الطب لحظة دخولك هذا العالم، تأخذ منك سنوات شبابك، ثمّ سلامة جهازك العصبي، لتجد نفسك تقوم بوضع رأسك على الوسادة بعد مناوبة مُهلكة وقد أُصيبت عاطفتك بالخَدَر.
إن ممارسة الطب هي الليدوكائين الخاص بأمثالنا،
إنه يقوم بفعل شيء ما من أجلنا، إنه يقتل آلامنا بطريقة الألم الأكبر..
هي الطريقة المثلى لجعلك تتخلّص من الألم، وأنت تقف فوق أحد أطراف المرضى وتبتر بكل برود.
كان الاختبار الحقيقي بداخلي يخوضه الطبيب والإنسان، غير أنّه يبدو أن الطب هو الليدوكائين الخاص بنا.
يجعلك بحالة خدر تام، فلا تشعر بالألم أبداً، العجيب في الأمر أنك تظل قادراً على الشعور بالحرارة وباللمس والاهتزاز.
لكن الألم يصبح ملغي تماماً، وهذا ما يفعله الطّب بنا، أن تكون طبيباً لايعني أنك غير قادر على التعاطف..
إن ما وددت قوله هو أن الطب مهما كان قاسياً لا يجرّدك من شعورك الإنساني حتّى لو اعتدت على رؤية الأدمغة البشرية والأشلاء.
إنه فقط يرفع عتبة ألمك، يجعل شعورك بالألم ملغي، نعم إن الطب هو الليدوكائين الذي يقوم بوسم آلامنا بالخدر التّام، إنّه يجعل كل شيء يحترق من الداخل يبدو بطريقة ما على مايرام.
اقرأ أيضاً : ما هي الأعراض الجسدية المرافقة للضغوط النفسية
دمتم سالمين🌸
د. مايا معلا