fbpx

الصحة النفسية وعلاقتها بالمناعة ضد الأمراض

الصحة النفسية وارتباطها مع الصحة الجسدية هو حقيقة لا يمكن تجاهلها، مع أنّ آلية هذا الارتباط غير واضحةٍ بدقّة. إذ إنّ عدم توازن الجهاز المناعيّ يعود لتأثّر الجسم على المدى الطويل بعوامل نفسية عديدة كالقلق واضطراب الوسواس القهري والاكتئاب. بالإضافة إلى أنّ الخضوع للعلاج بمثبطات المناعة أو الاصابة بأمراض عوز المناعة والأمراض المزمنة ستؤثّر على الحالة السلوكيّة والمزاجية للأفراد.

مفهوم الصحة النفسية:

إن الصحة النفسية هي حالة متكاملة من الاستقرار العقلي الذي يمكّن الإنسان من التعامل مع ضغوط الحياة وإدراك إمكانياته. وهي تشمل القدرة على التّعلم والعمل، وهي جزء لا يتجزأ من مكونات الصّحة والحياة السّوية. التي تعزّز المقدرات الفردية والجماعية لاتّخاذ القرارات وبناء العلاقات الإنسانيّة والانخراط في المجتمع. وهي القاعدة الأساسيّة والدّاعمة للتّطور الاجتماعي والاقتصادي للأفراد والمجتمعات. وهي مفهوم واسع لا يقتصر على غياب الاضطرابات العقليّة التي تختلف بأعراضها وشدّتها من فرد لآخر.

إنّ تراجع مستوى صحتك النفسيّة يشمل كلًّا من اضطرابات المشاعر وتدّني القدرات العقليّة لديك. بالإضافة إلى حالاتٍ خاصّةٍ مرتبطة بصدمة نفسيّة تعرّضت لها خلال حياتك، أو قصور في العمليات العقليّة بسبب الإصابة بعدوى خمجيّةّ.

 

العوامل المؤثّرة في الصحة النفسية :

يتأثر الفرد خلال مراحله النّمائيّة بالعوامل البنيويّة الاجتماعيّة والشخصيّة والتي قد تحمي أو تدمر الصحة النفسية لديه. فالأفراد الذين يعيشون في ظروف إنسانيّة سيئة كالفقر والعنف تزداد لديهم قابليّة الإصابة بالأمراض النّفسيّة. كما أنّ المرور بضائقة وشدّة نفسيّة خلال مرحلة الطّفولة المبكّرة والمراهقة كتعرّض الطّفل للعقاب والعنف الأسري سيخلق لديه اضطرابات سلوكية لاحقًا. مثل الميل للعدوانيّة وفقدان الثّقة بالنّفس والانطواء والتي يمكن أن تتطّور إلى مرض نفسي.

 

تأثير صحتك النّفسية على مناعة جسمك ضد الأمراض:

من أجل معرفة تأثير الصحة النفسية على مناعة الجسم ضد الأمراض، تم إجراء دراسة على مرضى نفسيين وذلك بمراقبة الاستجابة المناعيّة لخلايا الدّم. أظهرت النتائج أنّ نوع من الخلايا المناعيّة وهي اللمفاويات التّائية تقوم بدور في ضبط وتنظيم الحالة الشّعورية. وأنّ نمط جزئي من هذه الخلايا يمكن أن يؤثر مباشرةً في عمل الدّماغ واستجابته. بالإضافة إلى أن التّعرض للضغوط النفسية يسبّب خللًا في مستوى الهرمونات كارتفاع مستوى الكورتيزول والأدرينالين. وأيضًا إنّ التّغيرات السلوكيّة المرتبطة بالضغوط النّفسية كالأرق والنوم غير المستقر تضعف الجهاز المناعي وتقلّل من قدرته على الدّفاع عن الجسم من العوامل الممرضة وتزيد من حدّة ومضاعفات المرض.

 

الصّحة الجسدية وانعكاسها على الصحة النفسية :

إذا تمتّع الإنسان بصحة جيّدة فسوف تكون الصحة النفسية لديه أفضل. فعلى سبيل المثال: تترافق الحالات المزمنة والشديدة للإصابة بمرض الصدفية بارتفاع مستوى التّوتر والضغط النّفسي للمرضى. والصّدفية هي مرض جلدي مناعي ذاتي يتظاهر سريريًّا بظهور بقع حمراء مؤلمة على سطح الجلد.

وأيضًا يعاني مرضى السرطان ومرضى القلب من مشاكل في النّوم وفقدان الشغف والاهتمام في القيام بالأنشطة اليومية. وعدم الرّغبة والالتزام بالتّوجيهات الطبية والأدوية وذلك بدوره يفاقم شدّة المرض.

 

طرق العناية بالصحة النفسية والجسديّة:

إنّ الحفاظ على صحة جسديّة ونفسية جيّدة يكون من خلال اتّباع عادات يوميّة تسهم بصورة كبيرة في خلق توازن نفسي-جسدي يحسّن مستوى حياة الإنسان. وأهم عادات وطرق العناية بـ الصحة النفسية والجسدية تشمل:

  • ممارسة الرّياضة التي تحافظ على اللياقة البدنيّة وتساهم في تحسين المزاج. لذلك، من المفيد المشي يوميًا لمدّة نصف ساعة في الهواء الطلق.
  • تناول الأطعمة الصّحية كالخضروات والفواكه والتّخفيف من السّكريات والدّهون.
  • الامتناع عن شرب الكحول وتعاطي المخدّرات التي تؤدي إلى دمارٍ نفسي وجسدي على المدى الطويل للأفراد والمجتمعات.
  • أخذ القسط الكافي من النوم خلال اللّيل لمدة تتراوح بين 7 إلى 9ساعات عند البالغين.
  • تركيز الاهتمام على الجوانب الإيجابيّة في الحياة.

 

وفي النّهاية إنّ تناغم وانسجام الصحة النفسية والجسدية يعزّز من كفاءة وظائف الجسم ويقوّي الجهاز المناعي. وهذا من شأنه أن يخلق إنسانًا واعيًا ومسؤولًا قادرًا على الإبداع في مختلف مجالات الحياة.

 

اقرأ أيضًا:

10 طرق للتعامل مع نوبة الهلع 

الوهن العضلي الوخيم : الأسباب والأعراض والعلاج

 

إعداد:

الصيدلانية كارولينا خضور