الصحة النفسية هي قدرة تعامل الفرد مع ذاته الداخلية والتصالح معها، وذلك من خلال فهم محيطه وتكريس قدراته وإمكانياته للتعامل مع صعوبات الحياة وظروفها المتغيرة بالقدر المطلوب من المرونة.
كثير منا في عصرنا الحالي ممنّ يعانون من مشاكل في حياتهم اليومية، سواء على الصعيد الجسدي او حتى على الصعيد الاجتماعي.
قد يشعر الفرد بضيق بدون وعي لمصدره الحقيقي وبدون سبب مادي. فيؤثر هذا الشعور على مزاجه ورضاه عن نفسه ومحيطه سواءً كان العملي أو العائلي أو حتى المجتمعي. وعندما يصل الفرد إلى هذه المرحلة فهذا يعني أن صحته النفسية في خطر.
ما هي الصحة النفسية وما أهميتها؟
الصحة النفسية تعني بالضرورة الصحة العقلية والصحة السلوكية. وتعرّف وفقاً لمنظمة الصحة العالمية بأنها الحياة التي تتضمن الرفاهية والاستقلال والجدارة والكفاءة الذاتية بين الأجيال وإمكانات الفرد الفكرية والعاطفية.
أهمية الصحة النفسية:
الشخص الذي يعاني من اضطراب في صحته النفسانية يواجه صعوبات في حياته اليومية قد تتجلى بحالات القلق والأرق والتوتر واضطراب المزاج وفرط الحركة ونقص الانتباه وفقدان التركيز وضعف في الذاكرة. وقد يؤدي الى أمراض نفسية مثل الاكتئاب المزمن، وعقلية مثل اضطراب ثنائي القطب والذهان وغيرها من الأمراض.
وقد يواجه الشخص ضعيف الصحة النفسانية من مشاكل اجتماعية وذلك بسبب صراعاته الداخلية. لذلك، قد يكون غير قادر على التواصل بشكل سليم مع من حوله، وذلك يؤدي إلى ضعف إنتاجيته العملية وعزلته الاجتماعية.
الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، حتى يمكن القول بأن الأشخاص ذوي الصحة النفسية السليمة أقل عرضة للإصابة بالأمراض الجسدية. وذلك لما يتميزون من مرونة نفسية تؤهلهم لمواجهة ظروف الحياة الصعبة والحالات الطارئة بطريقة عقلانية وهادئة.
فوائد الصحة النفسية :
هناك الكثير من الفوائد وتشمل ما يلي:
- قدرة الفرد على التأقلم مع متغيرات الحياة
- قدرة الفرد على التعامل مع كل أنواع الشخصيات البشرية
- رفع إنتاجية الفرد في عمله
- عيش حالة السلام الداخلي بعيدًا عن الصراعات الداخلية وما يرافقها من حالات توتر وقلق وغضب
- معرفة أولويات الفرد والحفاظ على حياته الأسرية والعملية واندماجه في مجتمعه بشكل فعال وسليم
- الصحة العقلية السليمة يعني صحة جسدية سليمة. فالتوتر والقلق المحفز الأول للأمراض التي تهدد حياة الانسان مثل السرطان.
نصائح للحفاظ على صحة نفسانية سليمة:
باعتبار عصرنا الحالي هو عصر السرعة، حتى صحتنا النفسية متأثرة بهذا العصر فهي أكثر هشاشة واحتمالية اضطرابها أسرع من ذي قبل.
إليك بعض النصائح للحفاظ على صحة نفسية سليمة:
- الابتعاد قدر الامكان عن وسائل التواصل الاجتماعي واستغلال الوقت الذي تقضيه خلف شاشة جهازك الذكي بأشياء اكثر فائدة، اقرأ كتاب مثلاً أو مارس ماتهواه من هواية
- قضاء وقت أكبر مع العائلة والأصدقاء
- دع همومك العملية في العمل ولا تحملها معك إلى المنزل، فالمنزل يجب أن يكون بيئتك الآمنة.
- حافظ على نشاطك وحركة جسدك، مارس الرياضة أو على الأقل مارس رياضة المشي كل يوم ولو لمدة نصف ساعة.
- تعرّض لأشعة الشمس يومياً، واذا تعذر الأمر قم بأخذ فيتامين”د” لأنه يلعب دور أساسي في الحفاظ على الصحة النفسية بشكل سليم.
- تناول طعام صحي مليء بلألياف والفيتامينات بعيدًا عن الدهون والنشويات غير المفيدة.
- أحط نفسك بأشخاص ايجابيين وداعمين، وابتعد عن الأشخاص السلبيين المحبطين
- عش حالتك النفسية بما تقتضيه من حزن أو سعادة أو حتى غضب. وعبّر عن نفسك وأخرج مشاعرك لتتخلص من تأثيرها الداخلي.
وبالنهاية عزيزي القارئ إن شعرت بأنك لست على ما يرام من الداخل، استشر الطبيب النفسي فمهمته إرشادك والمشي معك إلى البر الآمن لجعل الصحة النفسية لديك سليمة.
اقرأ أيضًا:
الصحة النفسية وعلاقتها بالمناعة ضد الأمراض
أسباب التهاب القولون التقرحي وطرق علاجه وعلاقته مع أمراض أخرى
إعداد:
ولاء حسان الآغا