fbpx

الشعرانية عند النساء : أسبابها وكيفيّة علاجها

تعَدّ الشعرانية عند النساء من أشيع الاضطرابات الهرمونية، إذ تحدث لدى 5% إلى 10% منهنّ، وتتّسم بالنمو الزّائد للشّعر الدّاكن ذي النّمط الذّكري في عدّة مناطق من الجسم. كالجلد وفوق الشفاه العليا والذقن والصّدر والبطن والظّهر، بدلًا من الشّعر النّاعم الرّقيق الذي يوجد في الحالات الطبيعية.

 

ما هي أسباب الشعرانية عند النساء ؟

تملك النّساء في الحالات الطبيعية مستوياتٍ منخفضة من الأندروجينات التي لا تسبّب إنتاج شعر زائد. ولكن إذا ارتفعت هذه المستويات فوق الحدّ الطّبيعي فستؤدّي إلى تحفيز بصيلات الشّعر لكي تزيد من نموّ الشّعر وتجعله داكنًا أكثر وذا مظهرٍ ذكوريّ.

قد تكون أسباب الشعرانية عند النساء مجهولة في بعض الحالات، وقد تنتج عن أسبابٍ مختلفةٍ في حالاتٍ أخرى. فتكون مجهولة السّبب عندما لا يترافق نموّ الشّعر الزّائد مع أيّة حالة مرضيّة أخرى وعندما تكون مستويات الأندروجينات طبيعيّة.

أمّا الحالات الّتي تسبّب زيادة الشعر عند النساء فتشمل:

  • متلازمة المبيض متعدّد الكيسات.
  • متلازمة كوشينغ: التي تؤدّي إلى زيادة مستويات الكورتيزول الّذي يزيد بدوره من الأندروجينات النّاتجة عن الغدّة الكظريّة وبالتّالي فرط نمو الشّعر.
  • انقطاع الطّمث: يزيد احتمال ظهور الأشعار الزّائدة مع التّقدّم بالعمر خاصّةً بعد انقطاع الطّمث. وذلك بسبب التّغيّرات الهرمونيّة الحاصلة، إذ تنقص مستويات الأستروجين والبروجسترون مقابل زيادة مستويات الأندروجينات.
  • أورام الغدّة الكظريّة والغدّة النّخاميّة والمبايض.
  • بعض الأدوية كالكورتيزون والمينوكسيديل والدّانازول والأنسولين بمستوياتٍ عالية.
  • داء السّكري من النّمط الثّاني.

 

درجات الشعرانية:

يستخدم الأطبّاء جهازًا خاصًّا لتحديد درجة الشعرانية عند النساء ، فيفحص هذا الجهاز تسع مناطق من الجسد. وهي المنطقة فوق الشّفاه العليا ومنطقة الذّقن والبطن والظّهر والذّراعين والفخذين والأرداف. ثمّ يعطي النّتيجة الرّقميّة الّتي يقرأها الطّبيب من أجل أن يقيّم فيما إذا كانت الحالة خفيفة أو متوسّطة أو شديدة.

ففي الحالات متوسّطة الشّدة يلاحظ الشّعر في المنطقة فوق الشّفاه العلويّة والذّقن وحول حلمة الثّدي وأسفل البطن. أمّا في الحالات الأكثر شدّة فيلاحظ في مناطق الظّهر العلويّة وعلى الكتفين والصّدر ومنطقة أعلى البطن.

 

أعراض الشعرانية عند النساء :

قد تكون أعراض الشعرانية عند النساء المرافقة عديدة، ولكن ليس من الضّروري أن تظهر مباشرةً. فقد تظهر بالتّدريج أو يمكن أن يظهر بعض منها فقط وذلك حسب درجة الشّعرانيّة. إذ تؤثّر في الصّحة الجسديّة والنّفسيّة والاجتماعيّة، فتصاب المرأة بالعديد من الاضطّرابات النّفسيّة كالاكتئاب والقلق وقلّة الثّقة بالنّفس نتيجة انخفاض الشّعور بالأنوثة بالإضافة إلى التّوتّر العاطفي والعزلة الاجتماعيّة.

أمّا جسديًّا، فتتطوّر لدى المرأة بعض الصّفات الذّكريّة مثل نمو الشّعر الدّاكن في أنحاء الجسم والصّوت الخشن وصغر حجم الثّديين. بالإضافة إلى ذلك، قد تعاني المرأة من البشرة الدّهنية وحبّ الشّباب وتساقط شعر الرّأس وزيادة كل من الرغبة الجنسيّة وحجم البظر وعدم انتظام الدّورة الشّهريّة.

 

ما هي العلاقة بين ظهور أشعار زائدة عند المرأة وقدرتها على الحمل والإنجاب؟

لا توجد علاقة مباشرة بين ظهور أشعار زائدة على جسد المرأة وقدرتها على الحمل والإنجاب. فإذا كانت الشعرانية عند المرأة غير مترافقة مع أيّة حالة مرضيّة أخرى وكانت الدّورة الشّهريّة منتظمة مع إباضة منتظمة وطبيعيّة، فعندئذٍ لا تتأثّر قدرة المرأة على الحمل والإنجاب. وفيما يتعلّق بالشّعر الزّائد يمكن إزالته بالتّقنيّات المختلفة كالليزر مثلًا.

أمّا إذا كانت مترافقة مع حالات مرضيّة كمتلازمة فرط الأندروجين غير الكلاسيكيّة أو المبيض متعدّد الكيسات، فعندئذٍ ستنقص فرصة الحمل لدى المرأة ما لم تتلقّى العلاج المناسب. وذلك بسبب الاضطّرابات الهرمونيّة الحاصلة وما يليها من اضطّراباتٍ في الدّورة الشّهريّة الّتي كثيرًا ما تكون غير إباضيّة في هذه الحالات وهذا ما يقلّل من احتماليّة الحمل عند المرأة.

 

ما هي الاختبارات التي تجرى لتشخيص حالة الشّعر الزّائد عند المرأة؟

يلجأ الطّبيب لبعض الاستقصاءات عند تشخيص الشعرانية عند النساء ومنها:

  • تحاليل الهرمونات والكولسترول وسكر الدّم.
  • الأمواج فوق الصّوتيّة (الإيكو) للتّحقّق من سلامة المبيضين والرّحم.
  • فحص الغدّة الكظريّة عن طريق تقنيّات التّصوير المختلفة كالأشعّة البسيطة أو التّصوير المقطعيّ.
  • التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ للدّماغ من أجل الكشف عن آفات الغدّة النّخاميّة المحتملة.

 

هل كثرة الشعر ظاهرة وراثيّة؟

يمكن للشعرانية عند النساء أن تكون ظاهرة وراثيّة أحيانًا ومرضيّة أحيانًا أُخرى. لذلك، لا بُدّ من النّظر إلى العِرق والقصّة العائليّة عند تشخيصها. فمن المرجّح أن يكون سبب كثرة الشّعر جينيًّا عندما تكون الدّورة الشّهريّة منتظمة وغير جينيًّا عندما يوجد اضطراب في الدّورة الشّهريّة.

 

ما هو علاج الشعرانية عند النساء ؟ وهل يمكن الشّفاء منها تمامًا؟

هناك العديد من الطّرائق المتّبعة من أجل علاج الشعرانية عند النساء . ويعتمد الشّفاء على السّبب الأساسيّ الّذي أدّى لحدوثها ومدى استجابة الجسم للعلاج. فقد تحقّق بعض النّساء تحسّنًا كبيرًا وتُشفى تمامًا، بينما قد تحتاج أخريات إلى متابعة مستمرّة. وتشمل الخيارات العلاجيّة ما يلي:

  • تخفيض الوزن.
  • إزالة الشّعر بالتّقنيّات المختلفة ومنها أجهزة إزالة الشّعر الكهربائيّة والأجهزة المعتمدة على الليزر والشّمع. وتطبيق أنواع معيّنة من الكريمات على مناطق نمو الشّعر الزّائد بالإضافة إلى الحلق والنّتف وغيرها.
  • تحسين نمط الحياة من خلال تناول الأغذية الصّحيّة وممارسة الرّياضة.
  • تناول بعض الأدوية مثل مضادّات الأندروجينات وحبوب منع الحمل. وهناك أدوية أخرى تمنع نموّ أيّ شعر إضافيّ لكن إذا توقّفت المرأة عن استخدامها يعود الشّعر للنّموّ مجدّدًا.
  • استخدام أدوية السّتيروئيدات بجرعات منخفضة في حالات فرط نشاط الغدد الكظريّة.
  • استخدام دواء سبيرونولاكتون كمساعد للعلاج.
  • استخدام الأدوية الخافضة للأنسولين في حالات مقاومة الأنسولين، ولكنّها ليست الخطّ الأوّل للعلاج لما لها من آثار جانبيّة ضارّة.

إنّ الآثار السّلبيّة لحالة الشعرانية عند النساء تطال مختلف النّواحي الصّحيّة، فهذه المشكلة تمثّل تحديًّا يتجاوز الجانب الجسديّ ليشمل أبعادًا نفسيّة واجتماعيّة عميقة. والوقاية منها ليست أمرًا مستحيلًا، وهذا ما يؤكّد ضرورة اهتمام النّساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدّد الكيسات بصحّتهنّ جيّدًا والتّعامل مع المشكلة بوعي من خلال ممارسة الرّياضة بانتظام والحفاظ على الوزن المناسب وتجنّب البدانة والاعتماد على الأغذية العضويّة والابتعاد عن الأغذية المصنّعة. ولا يقتصر ذلك على النّساء المريضات، بل لا بدّ لجميع النّساء على حدّ سواء أن يلتزمْنَ بهذه التّعليمات الصّحيّة قدر الإمكان.

 

اقرأ أيضًا:

داء السكري عند الأطفال : الأسباب والأعراض والعلاج

السمنة Obesity

 

إعداد:

د. حلا صالح