الشريان السباتي _ الشريان الذي يحمل من اسمه معناه
ربّما يحمل الشريان السباتي من اسمه معناه، فهو شريان مثبّت من بدايته ومن نهايته، لا يعطي أي تفرّع قبل دخوله قبّة القحف.
وبسبب كونه مثبّت من الجهتين، وبسبب تدفّق الدّم المستمر فيه وضربه لجدار الشريان من لحظة ولادة الإنسان حتّى موته.. سيتمدّد مع مرور الزمن، ويتطاول، ثم يتعرج ويتضيق بطريقة هيموديناميكية، وهذا ما سيؤهّب نهاية لحدوث الركودة الدموية فيه وتشكل الخثرات.
أما أنا فأكره الطرق المستقيمة، تلك التي يسلكها الجميع بسبب بدايتها الواضحة ونهايتها الثابتة التقليدية المقيتة.
أكره الطرق المستقيمة التي لا تعطي المزيد من التفرعات، التي لا تُغرِق في دوّامة الشّك والحيرة، والتي لا تدفعك للدخول في أحد مفاغراتها … والتي لا تحرك في نفسك دافع الفضول وتوقظ عزيمتك وتفتح أمامك أبواب التجارب والمحاولات..
إن الطرق المستقيمة ليست أقصر الطرق بل أدهاها.
فهي توحي بالركودة والسبات، الخالية من المتعة، والتي لا تفتح أمامك أبواب الخيارات لتختبر المزيد من الدوران الرادف حول هدفك.
الطرق التي سيشعرك الملل وأنت تجتاز جدرانها المتشابهة بأنها تتطاول وتتطاول.
الطرق المستقيمة السباتية لا تفرّق بين القائد العادي والقائد الجيّد
بين الذي يجيد السيطرة عند المنعطفات الخطرة و التفرعات.
وبين الذي يترك للعجلات أمر القيادة.
اقرأ أيضاً:الأدرينالين والقلب ( العلاقة بينهما وتأثيره على عمل القلب )
دمتم سالمين 🌸
د. مايا معلا