- 25 يوليو، 2022
- دليل حكيم
COPD “Chronic obstructive pulmonary disease”
تطلق هذه التسمية على مجموعة من الأمراض التي تسبب مشاكل تنفسية ما يشمل النفاخ والتهاب القصبات المزمن. إذ تؤدي تلك الأمراض لحجب تدفق الهواء، بالتالي يسبّب هذا الداء صعوبةً تنفسيّةً لملايين المرضى المصابين به، علماً أن الشخص قد يصاب به ويعاني من أعراضه دون أن يشخّص طبياً، ويلعب التدخين دوراً جلياً في حدوث المرض حيث أنه مسؤول عن تسع من أصل عشر حالات من هذا الداء، حيث أنا المواد الكيميائية في الدخان تخرب بطانة الأنسجة في الرئة والطرق الهوائية.
فيما يخص أثر المرض على المجتمع أظهرت إحصائية في عام 2018 أن الداء الرئوي الساد المزمن احتلّ المركز الرابع بين مسببات الوفاة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة وأكثر من نصفهم لم يكن على درايةٍ بالإصابة.
ينتشر هذا الداء بشكلٍ أكبر لدى هذه المجموعات:
_النساء.
_المدخنون الحاليون أو السابقون.
_الأشخاص ضمن الفئة العمرية بين 65 و 74 ومن يتجاوزون هذا العمر.
_بعض الفئات العرقيّة كالأمريكيون الهنود الأصليون، ومتعددو الأصول غير الإسبانية.
_عند الأشخاص غير الموظفين والمتقاعدين.
_المصابون سابقاً بالربو.
_الأشخاص بمستوى تعليميّ أقل من شهادة ثانويّة.
بالعودة إلى مسببات الداء نرى أن تدخين التبغ هو العامل المسبب الأهم لتطوّر وتقدّم الداء الرئوي الساد المزمن، إضافة للتعرّض لملوثات الهواد سواءً كانت في المنزل أو مكان العمل، وتساهم أيضاً العوامل الوراثيّة والإنتانات التنفسيّة في حدوث المرض، لذا يعدّ إيقاف التدخين عاملاً مهماً لتدبير المرض وقف تدهور حال المريض.
تساهم نوعية الهواء داخل المنزل في الدول الناميّة في حدوث المرض بنسبةٍ أكبر من غيرها كالولايات المتّحدة الأمريكيّة.
لذا يجب على الأشخاص تجنّب تدخين التبغ وملوثات الهواء في المنزل ومكان العمل مع الوقاية من الإنتانات التنفسيّة للوقاية من الCOPD، علاوةً على أن الكشف المبكر هام لما يساهم به في تغيير مسرى وتقدّم المرض.
ماذا بعد التشخيص؟!
يعدّ هذا الداء من الأمراض غير القابلة للشفاء؛ إلا أن التشخيص مهم لتدبير الأعراض وتحسين نوعية الحياة، عدا عن المساهمة بإبطاء ترقّي وتطوّر المرض وزيادة معدل البقيا.
فيما يخص الأعراض فهي متنوعة:
أشيعها:
تسبب الأذية الرئوية الحاصلة ضيقاً وصعوبةً متزايدين في التنفس وأخذ نفسٍ عميقٍ، ويكون ذلك بدايةً عند الإجهاد، وقد يستيقظ المريض ليلاً بسبب صعوبة التنفس.
يترافق الداء مع سعالٍ وقشعٍ مستمرٍ لا يزول، مع صوت وزيزٍ مستمر، بالإضافة لزيادةٍ في معدل الإنتانات الصدريّة.
تزداد الأعراض عادةً سوءاً مع اشتداد المرض، وقد يمر المرض بهجمات اشتداد متقطعة ولا سيما ضمن فصل الشتاء.
أما بخصوص الأعراض الأقل شيوعاً فهي:
فقدان الوزن، التعب، الوذمات وتورّم الكاحل المرافق، وقد تسبب ألماً صدرياً وسعالاً مترافقاً مع الدّم وحينها يجب نفي الحالات الأخرى المسببة لهذه الأعراض.
سنتحدث الآن عن الاختلاطات والتأثيرات التالية للإصابة بالداء، حيث أنّه يؤهب لعديد من المعيقات الصحية مقارنةً بغير المصايين:
_يسبب الداء تحدّداً في القدرات، كصعوبات في المشي أو صعود الدرج.
_يسبب صعوبةً في بعض المهن.
_قد يحتاج المريض لمعداتٍ خاصّة، كخزانات الأكسجين المحمولة.
_من الممكن أن يعيق الداء المرضى من الانخراط في النشاطات الاجتماعية كارتياد الأماكن الجكاعية وغيرها.
_قد يسبب تخليطاً ذهنياً وضعفاً في الذاكرة.
_قد يحتاج المريض لقبولات في غرف الطوارئ، أو إقامة في المشفى.
_من الممكن أن يترافق مع أمراض مزمنة أخرى كالتهاب المفاصل، الداء السكري، قصور قلب احتقاني، آفات الشرايين الإكليلية، الجلطات، والربو.
_قد يعاني من آفات نفسية مرافقة كالاكتئاب وغيرها.
سيجري طبيبك اختباراً بسيطا عبر مقياس التنفس المحفّز لقياس وتقييم الوظائف الرئويّة التنفسية لكشف الإصابة بال COPD لدى المرضى الذين لديهم صعوبات التنفس.
يحتاج تدبير هذا المرض إلى فحصٍ واضحٍ وشاملٍ من قبل الطبيب.
سيفيد العلاج في تخفيف الأعراض، ويقلل من شدة وتواتر الهجمات أي تكرارها، بالإضافة إلى تحسين القدرة على تحمل الجهد.
من خيارات العلاج التي قد يختارها الطبيب المعالج:
_إيقاف التدخين: يعدّ إيقاف التدخين أهم إجراء في عملية العلاج للمدخنين.
_تجنب دخان التبغ وملوثات الهواء في المنزل والعمل.
_استفسر من طبيبك عن إعادة التأهيل الرئوي: عن طريق هذه الخطوات التي تعلم المرضى استراتيجيات لتحسين نوعية الحياة، حيث يشمل هذا البرنامج خططاً تعلم المرضى كيفيّة التنفس بشكلٍ أفضل لحفظ طاقاتهم، بالإضافة لإعطاء نصائح عن نوعية الغذاء والتمارين المفيدة.
_استخدام الأدوية: قد يصف الطبيب أدويةً لتخفيف السعال والوزيز وغيرها من الأعراض:
على سبيل المثال قد يحتاج المريض لموسعات قصبية حيث تفيد بتوسيع الطرق الهوائية وتخفيف ضيق التنفس والسعال، تتواجد على هيئة أجهزة استنشاق لدواء قصير الأمد تستخدم قبل الجهد وخلال النوبات، وطويل الأمد يستخدم بشكل يومي حسب توصيات الطبيب.
وقد يحتاج أيضاً لستيروئيدات إنشاقية للتقليل من التهاب الطرق الهوائية ولا سيما في الحالات التي تتضمن تكرار تفاقم الحالات، إلا أنّها قد تسبب في بعض الحالات بحّة صوت وكدمات وإنتانات فموية.
تجمع بعض الأدوية الصنفين السابقين سويةً.
قد يصف الطبيب الستيروئيدات الفموية لفترات قصيرة لمدة خمسة أيام مثلاً، بحالات هجمات التفاقم الشديدة والمعتدلة مما قد يقي من مزيد من التدهور بحالة الداء، إلاّ أن الاستخدام طويل الأمد للدواء قد يحمل تأثيرات جانبية كالبدانة، الأهبة للسكري والانتانات، ترقق العظام، والساد العينيّ.
عند عدم فعالية الأدوية الأخرى يعتبر الثيوفيلين بديلاً أقل كلفةً من غيره، ويساعد بتحسين التنفس والوقاية نوبات التدهور المرتبطة بالداء، إلا أنه يحمل آثار جانبيّة تتعلق بالجرعة كالغثيان، الصداع، وزيادة معدل ضربات القلب، لذا يجب مراقبة مستوياته في الدّم خلال العلاج.
من الأدوية الأخرى لدينا زمرة مثبطات الفوسفودياستيراز-4 تعمل هذه الأدوية على إرخاء المجاري التنفسية وتقليل الالتهاب، ولكن قد تسبب الإسهال وفقدان الوزن.
_الوقاية من الانتانات الرئوية: كم ذكرنا مسبقاً فإن الانتانات الرئوية قد تسبب أذية في النسيج الرئوي؛ لذا فإنه من الهام أن يتلقى المرضى الحماية الضرورية سواءً كانت اللقاحات كالانفلونزا، وتلقي العلاج المناسب بحال الإصابة بالإنتان الرئويّ، ولكن لا ينصح باستخدام المضادات الحيوية وقائيّاً أي دون الإصابة بإنتان.
_تعويض بالأكسجين الإضافي: قد يحتاج بعض المرضى لخزانات الأكسجين المحمولة بحال انخفاض نسب الأكسجة بالدّم.
_أثبتت برامج إعادة التأهيل الرئوي فعاليتها في التقليل من الاستشفاء أي القبول في المشفى، وتحسن من نوعية الحياة وتزيد القدرة على أداء المهام اليومية.
قد يصف لك الطبيب استخدام جهاز التنفس غير الغازي مع قناع (BiPAP) مما يحسن من عملية التنفس ويقلل احتباس ثنائي أكسيد الكربون وبالتالي يقي من القصور التنفسيّ الحاد والحاجة للاستشفاء.
قد يقرر طبيبك الجراحة بحال ضعف الاستجابة على العلاج الدوائي.
والخيارات الجراحيّة متعدّدة:
قد يزيل الجّراح أجزاء متضرّرة من المناطق العليا في الرئة لتوسيع المساحات في الجوف الصدريّ لتتمد المناطق السليمة من الرئة، وبذلك تسهل عملية التنفس وقد تحسّن من نوعية الحياة وتطيل معدلها.
قد تجرى الجراحة لإزالة الفقاعات الرئوية المتشكلة بحال كبر حجمها وإعاقتها لعملية التنفس.
ويبقى خيار زراعة الرئة مطروحاً بحالاتٍ محدّدة، لكنها تحمل خطر الرفض المناعيّ لذا يجب أن يستمر المريض بتناول الأدوية المثبطة للمناعة مدى الحياة.
سنخوض قليلاً بإسهاب في مجال التغذية لما له من أهميّةٍ في دعم عملية الاستقلاب التي تؤمن الطاقة لحياتنا اليوميّة ولاسيما أن قسماً أكبر منها يستهلك لدى مرضى هذا الداء في عملية التنفس، علماً أن الغذاء لا يشفي من الداء بل يحسن من نوعية الحياة.
يفيد إدخال الأغذية عالية المحتوى بالألياف كالخضار والفواكه والحبوب القمح الكاملة والرز في تسهيل عملية الهضم وحركة الغذاء عدا عن تحسين ضبط الغلوكوز ومن المحتمل الكولسترول في الدّم.
من المفيد أيضاً تقليل الملح ضمن الحمية اليوميّة حيث أن فرط الملح يسبب احتباس السوائل ويصعب بذلك عملية التنفس أيضاً.
من المهم كذلك الحصول على مصادر كالسيوم وفيتامين D من الغذاء، للحفاظ على صحة العظام، يمكننا الحصول عليهم من خلال الحليب والجبن واللبن.
ينصح المريض بالتنويع في أصناف الطعام للحصول على أكبر قدر من المغذيات والمواد الضرورية للجسم.
عندما يصعب التنفس خلال الوجبات قد يفيد تقليل حجم الوجبات والإكثار من عددها وصولاً ل٥ أو ٦ وجبات يومياً، إضافةً لتناول الطعام ومضغه ببطء، وتناول الطعام في وضعية الجلوس
من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج وتوصياته الخاصة بتغذية لكل مريض.
أما بخصوص الطقس فمن المثبت أن الطقس البارد والرياح القوية تحرض أعراض الداء لتشتد، لذا ينصح المرضى بتجنب هذا الطقس ما أمكن وارتداء وشاح وتغطية الأنف به عند الخروج في الطقس البارد ما قد يساعد بتدفئة الهواء قبل دخول الرئتين.
- https://www.cdc.gov/copd/basics-about.html
- https://my.clevelandclinic.org/health/articles/9451-nutritional-guidelines-for-people-with-copd
- http://oxleas.nhs.uk/long-term-conditions/chronic-obstructive-pulmona-1/managing-your-condition/copd-and-the-weather/
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/copd/diagnosis-treatment/drc-20353685
- https://www.nhs.uk/conditions/chronic-obstructive-pulmonary-disease-copd/symptoms/
- https://www.nhs.uk/conditions/chronic-obstructive-pulmonary-disease-copd/causes/
إعداد: د.كرم عجوب