وصلت الى مشفى فتاة في ١٢ من عمرها، تعاني ألم بطني مع إسهال مائي، حرارة و إقياء، ووهن عام منذ أسبوعين.
بالفحص السريري تبين:
– حرارة مع بطن متمدد ولكن لين، مؤلم في المربعات السفلية، الحركات الحووية مضطربة.
– كان هناك نقص كريات بيضاء بالتعداد العام (وهذا يضع تشخيص الحمى التيفية).
– تم وضع المعالجة بالسفترياكسون، وبسبب تدهور الحالة العامة، واستمرار الحرارة لمدة ٤ أيام، تم إجراء صورة بطن بينت عرى دقاقية معوية متوسعة مع مستوى سائل غازي في الحفرة الحرقفية اليمنى.
ايكو البطن بيّن:
مادة مولدة للصدى غزيرة غير متجانسة في الجوف الحوضي، تتوافق مع حبن قيحي.
وبشك انثقاب أمعاء فقد تم بزل استقصائي بين خروج قيح، ولذلك تم فتح البطن الاستقصائي ومشاهدة كمية كبيرة من القيح مع انثقاب بعيد ١ سم على مستوى الدقاق، تم إجراء غسيل وخياطة الانثقاب.
تحليل السائل بيّن:
– كريات بيض معتدلة غزيرة، بيللروببن، وكليبسيللا رئوية، ولذلك تم اضافة الجنتاميسين مع المترونيدازول للمعالحة السابقة.
– وبسبب عدم انخفاض الحرارة التي تم ردها الى انتان الجرح فقد تم تنضير جراحي، وقطب واسعة مع تغذية خاصة علاجية.
– لاحقاً عادت الحرارة للطبيعي، وتحسنت الحالة العامة، وتخرجت الطفلة.
مناقشة الحالة:
* الحمى التيفية، لازالت شائعة في البلاد النامية، بسبب نقص المياه الصالحة للشرب، ونقص في النظافة الشخصية، و الازدحام.
* الوفاة تكون في ١% من الحالات مع المعالحة المناسبة، ولكن تتراوح بين ٢٨% و ٨٠% في حالة الانثقاب المعوي.
* الذي ينتج عن فرط تصنع و تقرح لوحات باير في الدقاق النهائي، نتيجة العامل الجرثومي و الاستجابة المناعية الالتهابية للمضيف.
* العلاج هو بالإماهة الوريدية، وتصحيح الشوارد و المعالجة بالصادات، أو الجراحية لاحقاً التي تكون بالخياطة المباشرة، أو القص والمفاغرة أو استئصال نصف الكولون الصاعد ومفاغرة اعورية كولونية، او دقاقية، أو تفميم الدقاق المرحلي.
د. عمار أحمد