التوحد أو اضطراب طيف التوحد (ASD) هو مصطلح واسع يستخدم لوصف مجموعة من حالات النمو العصبي، تتميز هذه الظروف بالاختلافات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، غالباً ما يظهر الأشخاص المصابون بالتوحد اهتمامات أو أنماط سلوك مقيدة ومتكررة.
بالرغم من أن هذا الاضطراب بجانب من جوانبه نمائي عصبي إلا أن هناك عوامل كثيرة تساهم فيه متل عزلة الطفل وتلبية طلباته فوراً والخوف غير المبرر عليه ( مثال منعه من التماس مع البيئة المحيطة به بكل مكوناتها تراب، ماء، هواء). كما يعتبر الذكور أكثر عرضة للإصابة.
الأعراض
يقسم أعراضه إلى فئتين:
–مشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
–أنماط السلوك أو الأنشطة المقيدة أو المتكررة.
لتشخيص التوحد يجب أن يعاني الشخص من أعراض في كلتا الفئتين.
-مشاكل التواصل والتفاعل الاجتماعي
يمكن أن ينطوي اضطراب طيف التوحد على مجموعة من المشكلات المتعلقة بالتواصل، يظهر الكثير منها قبل سن الخامسة. ويمكن تلخيص هذه الأمور بما يلي:
- صعوبة الحفاظ على التواصل البصري.
- عدم رد الطفل على اسمه.
- لا يظهر تعابير الوجه التي تعكس مشاعره (مثل المفاجأة أو الغضب).
- لا يشارك في الألعاب التفاعلية الأساسية.
- عدم استخدام (أو استخدام القليل فقط) من إيماءات اليد، مثل التلويح باليد.
- عدم مشاركة اهتماماته مع الآخرين (من خلال إظهار لعبة مفضلة لشخص ما).
- قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في التعبيرعن مشاعرهم أو فهم مشاعر الآخرين بدءاً من سن 36 شهراً.
- لايستطيع طفل التوحد النقاش ولا أخذ الدور ولا بدء أو إنهاء النقاش ولاحتى أن يضيف شي للمحادثة بل يكرر أو يسمي فقط.
- مع تقدمهم في السن قد يطور الأطفال المصابون بالتوحد مهارات لغوية بوتيرة غير متساوية. فإذا كان هناك موضوع معين مثير جداً للاهتمام بالنسبة لهم، على سبيل المثال، فقد يطورون مفردات للحديث عن هذا الموضوع، لكنهم قد يجدون صعوبة في التواصل بشأن أشياء أخرى.
– أنماط السلوك أو الأنشطة المقيدة أو المتكررة
بالإضافة إلى ذلك يشمل التوحد أيضاً الأعراض المتعلقة بحركات الجسم وسلوكياته. يمكن أن تشمل:
- المصادرات وهي ترديد وتكرار الكلام ومن أكثر المشكلات شيوعاً
- عكس الضمائر وضعف شديد باستخدامها .استبدال ضمير أنت بدلا من أنا
- حركات متكررة، مثل التأرجح أو رفرفة الذراعين أو الدوران أو الجري ذهابًا وإيابًا أو يمكن أن يحدث عسر بالأداء الحركي أيضاً.
- لايستخدمون الكلمات الوظيفية وأحرف الجر والعطف وغيرها (مثل: من- على- في – تحت).
- الفهم الحرفي والتفسير الحرفي للكلام الموجه اليهم، وصعوبة بفهم التعليمات المركبة.
- الكلام على وتيرة واحدة دون تغيير في نغمة وطبقة الصوت حسب معنى الحديث أي كلام متتالي بطبقة صوتية واحدة.
- لاتعبيرات وجه ولا ايماءات أو حركات جسد أو انفعالات تناسب الكلام .
- خلل بالطلب، جمل بسيطة إن وجدت ورؤية شاملة للموقف دون فرز أو تصنيف بالإضافة للصعوبة في أداء أو سرد أحداث متسلسة.
-مميزات وخصائص أخرى
قد يعاني بعض المصابين بالتوحد من أعراض إضافية، بما في ذلك:
- تأخر الحركة أو اللغة أو المهارات المعرفية.
- النوبات.
- أعراض الجهاز الهضمي، مثل الإمساك أو الإسهال.
- القلق المفرط أو التوتر.
- مستويات غير عادية من الخوف (إما أعلى أو أقل من المتوقع).
- ردود فعل عاطفية غير متوقعة.
- أنماط النوم غير العادية.
الأسباب
السبب الدقيق لاضطراب طيف التوحد غير معروف، وتوضح أحدث الأبحاث أنه لا يوجد سبب واحد. تتضمن بعض عوامل الخطر المشتبه بها للإصابة ما يلي:
- وجود أحد أفراد الأسرة المباشرين مصاب بالتوحد.
- بعض الطفرات الجينية والاضطرابات الوراثية الأخرى.
- أن يولد لوالدين أكبر سناً.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- التعرض للمعادن الثقيلة والسموم البيئية.
- تاريخ الأم من الالتهابات الفيروسية.
- تعرض الجنين لأدوية حمض الفالبرويك أو الثاليدومايد (ثالوميد).
قد تحدد كل من الوراثة والبيئة ما إذا كان الشخص مصاباً باضطراب طيف التوحد.
التشخيص
إذا تجاوز الطفل 3 سنوات وظل يكرر الكلام يجب مراجعة متخصصين لأن التدخل بهذا العمر مفيد جداً لحل المشكلة كونها الفترة الحرجة لاكتساب اللغة، حيث يقوم فريق من المتخصصين عادة بالتشخيص، قد يشمل هذا الفريق:
- علماء نفس الطفل.
- المختص بالعلاج الوظيفي.
- المختص بأمراض النطق واللغة.
العلاج
لا توجد علاجات لاضطراب طيف التوحد، بالنسبة لبعض المصابين بالتوحد يمكن أن تساعدهم العلاجات الداعمة والاعتبارات الأخرى على الشعور بالتحسن أو تخفيف أعراض معينة. تتضمن العديد من الأساليب علاجات مثل:
- العلاج السلوكي.
- العلاج باللعب.
- العلاج بالممارسة.
- العلاج البدني.
- علاج النطق.
العلاجات البديلة
البحث عن العلاجات البديلة مختلط، وبعض العلاجات يمكن أن تكون خطيرة. تشمل هذه العلاجات البديلة أشياء مثل:
- جرعة عالية من الفيتامينات
- العلاج الذي يتضمن طرد المعادن من الجسم.
- العلاج بالأكسجين عالي الضغط.
- الميلاتونينلمعالجة مشاكل النوم.
قبل اتباع أي علاج بديل يجب على الآباء ومقدمي الرعاية موازنة الأضرار والتكاليف المالية مقابل أي فوائد محتملة.
د. محمد ونوس