fbpx

التهاب المعدة والأمعاء: الأسباب والأعراض والعلاج

إن التهاب المعدة والأمعاء يمثل عدوى في السبيل الهضمي (المعدي المعوي)، وهو مرض شائع وشديد العدوى. يعرف أحياناً باسم إنفلونزا المعدة Stomach Flu، إلّا أن هذه التسمية غير دقيقة وتختلف عن مرض الإنفلونزا (Influenza) الذي يصيب الجهاز التنفسي عادةً ويسبب الزكام والعطاس وسيلان الأنف.

ما هي أسباب التهاب المعدة والأمعاء ؟

تعتبر الفيروسات هي أشيع أسباب التهاب المعدة والأمعاء ، ومنها:

  • فيروسات النورو (Norovirus): وهي السبب الأكثر شيوعاً للمرض.
  • فيروسات الروتا (Rotavirus): وهي السبب الأشيع عند الأطفال.
  • الفيروسات الغدية (Adenovirus).
  • الفيروسات النجمية (Astrovirus).

وأحياناً قد تسبب بعض أنواع الجراثيم Bacteria المرض مثل: الإشريكية الكولونية (E.Coli)، السالمونيلا (Salmonella)، الشيغلا (Shigella)، العنقوديات المذهبة (Staphylococcus Aureus).
وهناك بعض الطفيليات مثل الجيارديا (Giardia) وخفية الأبواغ (Cryptosporidium) تلعب دوراً في الإمراضية في بعض الحالات.

ما هي طرق العدوى؟

يعتبر الالتهاب مرض معدٍ بشدة وينتقل بالطريق البرازي الفموي. لذلك، يجب على الأطفال والبالغين البقاء في منازلهم والتغيب عن العمل أو المدرسة لتفادي انتشار المرض.
أهم طرق العدوى:

  • تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة.
  • الاحتكاك بالأشخاص المصابين واستعمال أدواتهم الشخصية كالأواني والملاعق والمناشف.

ما هي أعراض التهاب المعدة والأمعاء وكيف يسير المرض؟

تحدث العدوى بالالتهاب الفيروسي عادةً بعد فترة حضانة قصيرة (24– 60) ساعة وتستمر حوالي 1 – 3 يومًا. وتكون أعراض التهاب المعدة والأمعاء في الغالب خفيفة لمتوسطة الشدة وتتمثل بما يلي:

  • إسهال مائي غير مدمى يتكرر حوالي 3 مرات أو أكثر يومياً ولمدة أقل من أسبوع.
  • غثيان و/أو إقياء.
  • حمى منخفضة الدرجة.
  • آلام وتشنجات ماغصة في المعدة.
  • تعب ووهن عام.
  • آلام عضلية وهيكلية، وأحياناً صداع خفيف.

على أية حال، تختلف مدة وشدة المرض باختلاف العامل الممرض (نوع الفيروس – الجراثيم – الطفيليات). لذلك، يعتبر النمط الجرثومي أكثر حدةً وخطورةً مقارنة بالنمط الفيروسي ويتطلب علاج بالصادات الحيوية الملائمة.

عوامل الخطورة:

إنه مرض شائع يصيب كافة الأشخاص بكافة الأعمار وفي جميع أنحاء العالم. وغالباً ما تحدث ذروته في فصلي الشتاء والربيع، لكن هناك بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بالمرض، وهم:

  • الرضع والأطفال الصغار.
  • كبار السن (65 سنة أو أكثر).
  • مضعفي المناعة (مرضى الداء السكري – المرضى المصابين بعدوى فيروس HIV “الإيدز” – الاستخدام طويل الأمد للستيروئيدات القشرية الجهازية).
  • الأشخاص في أماكن التجمعات والمناطق المزدحمة.

متى يكون الالتهاب في المعدة والأمعاء مرضًا خطيرًا ويتطلب زيارة الطبيب؟

إن التهاب المعدة والأمعاء خاصةً الفيروسي مرض محدد لذاته ويميل للشفاء العفوي. ولكن في بعض الحالات تكون الإصابة شديدة (في الالتهاب الجرثومي عادةً) وتؤدي لأعراض مهمة تستدعي مراجعة الطبيب وأحياناً القبول في المشفى، وهي:

  • الإسهالات الغزيرة و/أو المدماة (خروج دم مع البراز و/أو خروج براز بلون أسود زفتي).
  • الألم البطني الشديد غير المحتمل.
  • نقص الوزن الهام.
  • حمى شديدة (أكثر من 39 درجة مئوية).
  • تراجع كمية البول (التبول بكمية أقل من المعتاد، الذي قد يشير لحدوث اضطراب في وظيفة الكلية).
  • غؤور العينين.
  • الشعور بالعطش الشديد.
  • جفاف الفم والأغشية المخاطية.
  • الدوار والدوخة وتغيم الوعي.
  • تبدلات في الحالة العقلية.
  • استخدام صادات حيوية في الفترة القريبة للمرض (3 أشهر قبل الإصابة): قد تكون هي السبب في حدوث التهاب المعدة والأمعاء، وهذا ما يعرف بالإسهال الدوائي.
  • حدوث الإصابة لدى المرأة الحامل.

ما هي مضاعفات الإصابة بالمرض؟

يعتبر التجفاف (الناجم عن الخسارة الشديدة للسوائل والأملاح المعدنية) أخطر مضاعفات التهاب المعدة والأمعاء ، والمسؤول عن معظم الأعراض الشديدة المذكورة أعلاه، وقد يؤدي في بعض الحالات للوفاة. وتشمل المضاعفات الأخرى:

  • الإسهال المزمن.
  • انتقال العدوى لأجهزة الجسم الأخرى، والذي قد يسبب أحياناً التهاب سحايا – التهاب مفاصل – إنتان الدم.

التشخيص:

غالباً ما يتم تشخيص التهاب المعدة والأمعاء بناءً على القصة السريرية والفحص السريري. ولا تتطلب القصة الوصفية النموذجية للمرض (في الحالات الخفيفة تحديداً) أية فحوصات مخبرية.
قد تُطلب فحوصات مخبرية مثل تعداد الدم الكامل CBC – الشوارد كالصوديوم والبوتاسيوم – اختبارات وظائف الكلية كالبولة والكرياتينين في حالات الإصابة الشديدة.
أحياناً يتم اللجوء لفحص عينة براز في الحالات المعنّدة من أجل تحديد نوع الفيروس واستبعاد الأسباب الخمجية الأخرى للمرض كالجرثومية والطفيلية.

علاج التهاب المعدة والأمعاء :

إن علاج التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي بسيط ولا يتطلب دواء محدد. وتعتبر المعالجة العرضية هي الطريقة الأمثل في التدبير، وتتم بما يلي:

  • تعويض السوائل والأملاح المفقودة فموياً (مع الانتباه لضرورة التعويض الوريدي لها ضمن المشفى في حالات خسارة السوائل الشديدة).
  • حمية غذائية: يفضل تجنب الأطعمة الصلبة والوجبات الدسمة الكبيرةز وينصح بالوجبات الصغيرة وتناول النشويات (بطاطا – معكرونة – رز – الخضراوات المسلوقة – اللبن – القمح).
  • تعطى مضادات الإقياء مثل Ondanestron في حالات الغثيان والإقياء الشديدين.
  • لا يفضل تناول مضادات الإسهال مثل Imodium.
  • الصادات الحيوية مثل Metronidazol المعروف بالفلاجيل ليس له أي دور في الإصابات الفيروسية. وتوصف الصادات فقط في حالات الإصابة الجرثومية وبما يتلاءم مع نوع الجرثوم المسبب للمرض.

كيف تتم الوقاية من الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء؟

إن الوقاية واتخاذ الاحتياطات اللازمة هي أفضل طريقة لتجنب الإصابة بمرض التهاب المعدة والأمعاء . لذلك، يجب اتباع ما يلي:

  • غسل الأيدي بالماء والصابون جيداً قبل وبعد الطعام وبعد
  • استخدام المرحاض.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات الملوثة.
  • غسل الفواكه والخضراوات وطهي الطعام جيداً قبل تناوله.
  • استخدام الأدوات الشخصية والابتعاد عن مشاركتها مع الآخرين.
  • أخذ اللقاحات الخاصة ببعض أنواع الفيروسات وخصوصاً للأطفال الصغار، والذي يساهم في التقليل من شدة الأعراض الحادّة الخاصة بالمرض.

اقرأ أيضًا:

قرحة المعدة : أسبابها وأعراضها وكيفية علاجها

آلام الجهاز الهضمي : الأسباب وكيفية العلاج

إعداد:
الدكتورة نيبال جرجس عبد الملك.